حلّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مساء الأربعاء، ضيفاً على مائدة عشاء في البيت الأبيض في زيارة دولة هي الثالثة لزعيم دولة خلال إدارة الرئيس جو بايدن، بعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول.
والزيارة التي قال البيت الأبيض في مايو الماضي، إنها ستعزز التزام البلدين بمنطقة حرة، منفتحة وآمنة بين المحيطين الهندي والهادئ، تبدأ رسمياً الخميس، حيث يستقبل بايدن مودي والوفد المرافق في احتفالية تليها قمة الرئيسين ثم عشاء دولة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الهند ستصبح شريكاً استراتيجياً هاماً للولايات المتحدة خلال العقد المقبل، مضيفاً أن التزام الهند المتزايد بلعب دور دولي أكثر انخراطاً بما في ذلك منطقة المحيطين الهندي والهادئ يظهر استعدادها المتزايد للانضمام، وحماية وتعزيز رؤية مشتركة حرة ومنفتحة للنظام العالمي.
ويتصدر التعاون الدفاعي أجندة اجتماع الزعيمين، حيث ستشهد الزيارة حصول الهند على صفقة طائرات من دون طيار، من طراز "سيجارديان"، بحسب مسؤول في البيت الأبيض، فيما ذكرت "رويترز" أن قيمة الصفقة ستبلغ 3 مليارات دولار، وتشمل 31 طائرة.
كما ستشهد الزيارة إعلان موافقة واشنطن ونيودلهي على مقترح شركة "جنرال إلكتريك" الأميركية لتصنيع محركات F414 النفاثة للمقاتلات في الهند.
وتعتمد الهند بشكل كبير في صفقات الأسلحة على الصناعات الروسية التي كانت تشكل 80% من حجم المخزون الدفاعي للهند قبل أن تتراجع تلك النسبة إلى 65% بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
مبادرات مشتركة
كما ستنضم الولايات المتحدة لمبادرة منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي أطلقتها الهند عام 2015 بهدف تعزيز أمن الملاحة البحرية واستقرارها.
وتشمل أجندة اجتماع الزعيمين مبادرات مشتركة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتقنيات الطاقة المتجددة وتعزيز التبادل في التعليم والصحة والعلاقة بين الشعبين وكيفية العمل سوياً لمواجهة التحديات المشتركة من التغير المناخي إلى سوق العمل.
وقبل توجهه إلى واشنطن، التقى مودي بالملياردير الأميركي إيلون ماسك في نيويورك، على أن يلتقي أيضاً الرؤساء التنفيذيين لشركات "أبل" و"جوجل" وفيديكس، مع إلقائه كلمة أمام الكونجرس.
وتحاول الولايات المتحدة تعزيز العلاقة مع الهند لمواجهة الصين، حيث تنوي فتح قنصليتين جديدتين، بحسب مسؤول في الادارة.
حفاظ على الاستقلالية
لكن الضجيج المحيط بزيارة رئيس الوزراء الهندي وما يمكن أن ينتج عنها، لا يخفي التمايز الذي تحاول الهند الحفاظ عليه فيما يتعلق باصطفافها على الساحة الدولية.
ففيما يمكن أن تكون الصين تحدياً مشتركاً، إلا أن نيودلهي تحرص على الحفاظ على استقلاليتها، وهو ما ظهر جلياً في الموقف من الحرب في أوكرانيا التي امتنعت عن إدانتها وأيضاً في استمرار شراء الغاز الروسي وبكميات مضاعفة.
ويضاف إلى هذا التمايز، تحد آخر إلى بايدن وهو سجل الهند في ملف حقوق الإنسان، حيث وجه 75 مشرع وعضو مجلس شيوخ رسالة للرئيس الأميركي تطالبه بمناقشة هذا الهاجس مع مودي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن بايدن سيكون مباشراً في حديثه مع الهند كشريك وثيق.
اقرأ أيضاً:
