فشل قادة صربيا وكوسوفو، الخميس، في الاتفاق على خفض التوتر خلال محادثات مع الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، مع رفضهم تنظيم لقاء "وجهاً لوجهة"، حسبما قال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية والأمن في التكتل.
ودُعي الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، إلى اجتماعات "إدارة أزمة" بعدما طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الطرفين بتهدئة الوضع.
لكن المسؤولين الاثنين، رفضا إجراء الاجتماع وجهاً لوجه، وعقدا المحادثات منفصلة مع بوريل.
جاء التصعيد الأخير بين الجانبين على خلفية توقيف صربيا الأسبوع الماضي 3 عناصر من شرطة كوسوفو بعد أسابيع من التوتر بسبب انتخابات أثارت جدلاً في شمال كوسوفو ذي الغالبية الصربية.
وقال بوريل "بعد اجتماع استمر 4 ساعات، يدرك المسؤولان خطورة الوضع لكن من الواضح أنهما في وضعين مختلفين ونهجين مختلفين وتفسيرين مختلفين".
ودعا بوريل، صربيا، إلى الإفراج عن 3 عناصر من شرطة كوسوفو "فوراً دون شروط".
انتخابات جديدة
وأكد المسؤول الأوروبي، أن إجراء انتخابات بلدية جديدة في شمال كوسوفو، حيث أدت أعمال شغب قام بها صرب في شمال كوسوفو، إلى إصابة 30 من عناصر قوة حفظ السلام بقيادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أواخر مايو، أساسية لخفض التوتر الراهن.
لكنه أشار إلى أن لا اتفاق بعد على إجراء الانتخابات.
وأوضح بوريل "لم نصل بعد إلى ذلك".
وقد هدد الاتحاد الأوروبي، كوسوفو بعواقب سياسية مثل تعليق زيارات كبار المسؤولين والتعاون المالي، ما لم تغير موقفها من الانتخابات.
وأشار بوريل، إلى أنه سيتشاور مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع يعقد، الاثنين المقبل، بشأن خطوات المقبلة.
وقال الرئيس الصربي إنه "لا يرى أي سبب" ليتحدث إلى كورتي.
وقال للتلفزيون الصربي "أرى أن ذلك سيلحق المزيد من الضرر، لذا ارتأيت أن لا معنى له".
توتر تاريخي متصاعد
وما زال التوتر بين كوسوفو وصربيا قائماً منذ اندلاع الحرب في أواخر التسعينيات، والتي دفعت الناتو إلى التدخل ضدّ بلجراد.
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008، لكنّ بلجراد رفضت الاعتراف بها.
والصرب في كوسوفو موالون إلى حدّ كبير لبلجراد، خصوصاً في الشمال حيث يشكّلون الغالبية ويرفضون كل خطوة تقوم بها بريشتينا لتعزيز هيمنتها على المنطقة.
ولكوسوفو رمزية تاريخية بالنسبة لصربيا، خصوصاً أنّها كانت مسرحاً لمعارك فاصلة على مرّ القرون. وما زال الإقليم الصربي السابق يضمّ عدداً من أهم الأديرة التابعة للكنيسة الصربية الأرثوذكسية.
اقرأ أيضاً: