فلسطين: سياسات إسرائيل ستفجر المنطقة

المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة خلال لقائه عدداً من أعضاء الكونجرس الأميركي في رام الله، فلسطين ، 26 أبريل 2023 - وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"
المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة خلال لقائه عدداً من أعضاء الكونجرس الأميركي في رام الله، فلسطين ، 26 أبريل 2023 - وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"
دبي-الشرق

دانت وزارة خارجية فلسطين، الاثنين، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي دعا فيها إلى "القضاء" على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة فلسطينية، فيما قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن سياسات إسرائيل "ستفجر المنطقة"، وذلك بالتزامن مع مصادقة السلطات الإسرائيلية على بناء 5623 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وهو قرار أثار انزعاج واشنطن الشديد.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، قال نتنياهو خلال جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست: "نحن بحاجة إلى القضاء على تطلعاتهم لإقامة دولة"، وذلك في إشارة إلى إقامة دولة فلسطينية. 

وردت وزارة الخارجية الفلسطينية على هذه التصريحات، قائلة إن هذا الموقف هو "التفسير السياسي لانتهاكات وجرائم جيش الاحتلال وميليشيا المستوطنين".

وذكرت الخارجية في بيان، أن تصريحات نتنياهو تعد "اعترافاً إسرائيلياً رسمياً لسياسة الحكومة الإسرائيلية المعادية للسلام، والرافضة لقرارات الشرعية الدولية ولتطبيق مبدأ حل الدولتين، وتأكيداً جديداً على غياب شريك السلام الإسرائيلي، واعترافاً بالتخريب المتعمد لجميع الاتفاقيات".

تكريس الاحتلال

ورأت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن رفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية هو "التفسير السياسي لانتهاكات وجرائم جيش الاحتلال وميليشيا المستوطنين وعناصر الإرهاب اليهودي ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم"، وذلك في إشارة إلى هجمات المستوطنين المتكررة على قرى فلسطينية في الضفة الغربية. 

وحذرت من أن تصريحات نتنياهو تحمل "دلالات خطيرة على ساحة الصراع وعلى مستقبل المنطقة، وبكلمة أخرى إعطاء الضوء الأخضر لتكريس الاحتلال وبقائه وتعميق حلقات نظام الفصل العنصري" في الأراضي الفلسطينية.

ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية الإدارة الأميركية إلى "التعامل مع مواقف نتنياهو المعادية للسلام بمنتهى الجدية، واتخاذ ما يلزم من العقوبات والضغوط والإجراءات لحماية فرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين، وإجبار الحكومة الإسرائيلية على احترام التزاماتها تجاه المواطنين الفلسطينيين باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال".

"تفجير المنطقة"

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "سياسات إسرائيل العدوانية من قتل واستيطان وحصار المدن الفلسطينية وعقاب جماعي واعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ستفجر المنطقة، ولن يستطيع أحد توقع نتائجها"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأضاف أبو ردينة، خلال لقاء مع وفد ضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأميركي بمقر الرئاسة في رام الله، أن "الأوضاع على الأرض بحاجة لتدخل قوي وفاعل من جانب الإدارة الأميركية، لأن سياسة الإدانة والاستنكار لم تعد مجدية".

وأشار إلى أن "ما أعلنت عنه إدارة الرئيس (جو) بايدن حول دعم حل الدولتين ورفض الاستيطان ومنع تهجير السكان الفلسطينيين من منازلهم واحترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس، يجب أن تترجم على الأرض".

وتابع قائلاً: "يجب أن يكون هناك سياسة واضحة تجبر إسرائيل على الالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي، وتوقف هذه السياسات التي تسعى لتكريس الاحتلال ورفض القرارات الدولية الداعية لحل القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي نحن ملتزمون بها".

وأوضح أن الرئيس محمود عباس أكد دوماً التزام الجانب الفلسطيني بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، باعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وشدد أبو ردينة على أن جميع قرارات الشرعية الدولية "أكدت وبكل وضوح على أن الاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية غير شرعي، ويجب إزالته، وهو ما أكد عليه القرار 2334، ولكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في نشاطاتها الاستيطانية لتتحدى بذلك المجتمع الدولي وقراراته، إضافة إلى استمرارها بحجز الأموال الفلسطينية، بشكل مخالف لجميع الاتفاقيات والقوانين الدولية".

وقال أبو ردينة: "لقد طالبنا الكونجرس الأميركي بمراجعة قراراته المتعلقة بمنظمة التحرير الفلسطينية، لأن مثل هذه القرارات تعيق إقامة علاقات متوازنة مع الجانب الفلسطيني".

واعتبر أبو ردينة أن تصريحات نتنياهو "تُظهر للعالم حقيقة النوايا الإسرائيلية الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي، وأنه لا يوجد شريك إسرائيلي يريد تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية".

محاسبة إسرائيل

ودعا أبو ردينة المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية، إلى "التدخل ومحاسبة إسرائيل على أفعالها وأقوالها المخالفة للشرعية الدولية، وإجبارها على الالتزام بما أقرته الشرعية الدولية بحق الشعب الفلسطيني، بتجسيد إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وشدد أبو ردينة على أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو "الحل الوحيد" لتحقيق الأمن والاستقرار.

انزعاج أميركي

وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين، إنها "منزعجة للغاية" من قرار إسرائيل المضي قدماً في خطط الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة، بعد أن وافقت تل أبيب على بناء نحو 5700 وحدة سكنية إضافية لمستوطنين يهود.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: "نعتقد أن المستوطنات عائق أمام حل الدولتين".

وفي وقت سابق الاثنين، صادقت السلطات الإسرائيلية على بناء 5623 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وتشمل المصادقة على إيداع مخططات لبناء 4291 وحدة استيطانية جديدة، كما تشمل تقديم مخططات لبناء 1332 للمصادقة عليها بعد عقد جلسة للاستماع إلى الاعتراضات، قبل المصادقة النهائية عليها وإعداد المناقصات.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن وسائل اعلام إسرائيلية، أنه تمت المصادقة على 1000 وحدة استيطانية جديدة أكثر مما كانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت عليه الأسبوع الماضي، ستقام في مستوطنة "عيلي" المقامة على أراضي المواطنين جنوب نابلس، تضاف إلى المخططات، بموجب اتفاق بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف جالانت، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

"وقف التدهور"

وفي نفس السياق، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي هاتفياً مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، جهود وقف التدهور في الأراضي الفلسطينية والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وأوضح بيان الخارجية الأردنية، السبت، أن المحادثات ناقشت "الجهود المبذولة لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتقدم نحو أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والدائم".

وأشار الصفدي إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وشدد على أهمية "وقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية" التي تقوّض حل الدولتين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات