بايدن يسعى لتجاوز "نكسة" شطب قروض الطلاب بـ"خطة بديلة"

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة عن "خطة جديدة" لتخفيف ديون الطلاب "بأسرع وقت ممكن"، وذلك بعدما ألغت المحكمة العليا برنامجه لشطب القروض الطلابية لملايين الأميركيين، في ما يمثل انتكاسة لحملته الانتخابية التي تركز على استمالة الناخبين الشباب.

وقال بايدن في خطاب متلفز "أعلم أنّ هناك ملايين الأميركيين في هذا البلد يشعرون بخيبة أمل وبإحباط أو حتّى ببعض الغضب. عليّ أن أعترف أنّني أنا أيضاً أفعل".

وأضاف أنّ إدارته ستقرّ إجراءات "لتخفيف أعباء الديون الطلابية عن أكبر عدد ممكن من المقترضين وفي أسرع وقت ممكن".

وتشمل هذه التدابير وقفاً مؤقتاً لمدة 12 شهراً للغرامات المفروضة عدم الديون غير المسدّدة.

وتابع الرئيس الديموقراطي "سندعم مقاربتنا الجديدة لقانون مختلف عن خطّتي الأصلية".

انتكاسة 

وألغت المحكمة العليا الجمعة برنامج بايدن لشطب القروض الطلابية لملايين الأميركيين، في انتكاسة للرئيس الديموقراطي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

ورأت المحكمة أنّ بايدن تجاوز صلاحياته بشطب ديون تفوق قيمتها الاجمالية 400 مليار دولار، في خطوة سعى عبرها إلى تخفيف الأعباء المالية التي تثقل كاهل الملايين حتى بعد انقضاء سنوات طويلة على إنهائهم تحصيلهم الجامعي.

وبغالبية ستّة أصوات مقابل ثلاثة، صوّتت المحكمة التي يهيمن عليها المحافظون لصالح إلغاء برنامج بايدن، مشيرة إلى أنّه كان يتوجّب على الرئيس نيل موافقة الكونجرس قبلاً.

ورأت المحكمة أنّ بايدن أخطأ في الارتكاز على قانون يعود إلى العام 2003، من أجل إلغاء الديون الطلابية، وهدف في حينه إلى مساعدة الطلاب السابقين الذين التحقوا بالجيش بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

ومثل القرار انتكاسة لحملة بايدن، الطامح لولاية ثانية في البيت الأبيض، إذ يركز فريقه على استقطاب لناخبين الشباب الذين يلعبون دوراً حاسماً في نجاح الديمقراطيين في الانتخابات.

وفي انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، تفوق بايدن على منافسه دونالد ترمب بفارق 26 نقطة في نسبة الناخبين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، كما تفوق الديمقراطيون على الجمهوريين بفارق 28 نقطة، بحسب "أكسيوس".

تكاليف مرتفعة

ويتكلف الطالب الجامعي في الولايات المتحدة  أكثر من أي دولة أخرى في العالم المتقدم، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وارتفعت التكلفة الإجمالية السنوية في الجامعات الحكومية بأكثر من الضعف في السنوات الثلاثين الماضية، لتصل إلى 25 ألف دولار للطالب، فيما يتجاوز المبلغ 50 ألف دولار للطالب في الجامعات الخاصة، وفق "بلومبرغ".

يعني ذلك متوسط قرض بأكثر من 32 ألف دولار للمقترض الواحد. ويبلغ معدل القسط الشهري 393 دولاراً، بحسب تقرير صادر عن الاحتياطي الفيدرالي.

كان الجمهوريون قد هاجموا خطة بايدن للإعفاء من القروض باعتبارها منحة تسهم بالتضخم، في وقت تشكل فيه ضغوط الأسعار مصدر قلق اقتصادي وسياسي أساسي.

وكانت إدارة بايدن تشير إلى أنَّ تقديراتها تفيد بأنَّ خطة شطب القروض ستساعد الأشخاص منخفضي الدخل، حيث سيؤول 90% من العفو إلى الأشخاص الذين يجنون أقل من 75 ألف دولار سنوياً.

لكن حتى مع العفو؛ فإنَّ الطريقة الأميركية لتمويل تكاليف التعليم الجامعي ستستمر بإنهاك المواطنين عبر قروض سيواجهون صعوبات في تسديدها، وتشكل محفظة تلي الرهون العقارية مباشرة لناحية حصتها من القروض الاستهلاكية، بحسب ما أفادت "بلومبرغ".

ولدى أخذ الإعفاء بعين الاعتبار وبقاء كل الأمور الأخرى دون تغيير؛ تشير لجنة الميزانية المسؤولة، وهي منظمة لا تنحاز لأي الحزبين إلى أنَّ حجم عبء الدين قد يعود إلى مستواه الحالي خلال ست سنوات على الأكثر، وهو معدل الوقت الذي يستغرقه الطالب في الولايات المتحدة لنيل شهادة جامعية.

اقرأ أيضاً: