قال المستشار الألماني أولاف شولتز الأحد، إن بلاده تتابع "بقلق" الاضطرابات في فرنسا، رغم أنه عبّر عن ثقته في أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سينجح في تهدئة الوضع.
وأرجأ الرئيس الفرنسي زيارة رسمية لألمانيا كان من المقرر أن تبدأ اليوم، بسبب الاضطرابات المستمرة منذ أيام، نتيجة مصرع نائل برصاص الشرطة.
وقال شولتز في مقابلة مع هيئة البث الألمانية "إيه آر دي"، إنه لا يتوقع أن تصبح فرنسا "غير مستقرة، حتى لو كانت الصور مؤلمة للغاية بالطبع".
وسجلت أعمال الشغب في فرنسا، ليل السبت الأحد، تراجعاً ملحوظاً، بعد ساعات من تشييع الشاب نائل الذي أطلق سقوطه برصاص الشرطة، شرارة أعمال عنف طالت مختلف أنحاء البلاد بما فيها مدن كبرى، فيما جرى توقيف أكثر من 700 شخص.
وفي تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان: "ليلة أكثر هدوءاً بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن"، كما "ندرت" مشاهد النهب التي وقعت أول من أمس، وفقاً لما قاله متحدث باسم شرطة بوش دو رون، مشيراً إلى توقيف 56 شخصاً بحلول منتصف الليل.
وفي العاصمة باريس، نشرت قوة أمنية كبيرة على طول جادة الشانزليزيه بعد انتشار دعوات للتجمع منذ الجمعة، فيما جالت مجموعات من الشبان على طول الجادة تحت أعين عناصر الشرطة.
وقامت العديد من المتاجر بتغطية واجهاتها الزجاجية بألواح من الخشب، خشية تعرضها للتكسير، كما حصل مع العديد من المحال على مدى الليالي الماضية.
كما سجّل عدد قليل من الحوادث في الضواحي الباريسية، حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات. وكان عدد الذين تم توقيفهم في عموم البلاد ليل الجمعة السبت، تجاوز عتبة 1300 شخص، وهو رقم قياسي منذ اندلاع موجة أعمال الشغب الراهنة الثلاثاء.
وسعياً لضبط أعمال العنف، قامت العديد من السلطات المحلية بفرض حظر تجول في فترات المساء، ووقف حركة النقل العام بحلول الساعة التاسعة.
أزمة داخلية
وجاء إلغاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا بعدما اختصر أيضاً مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل الجمعة.
وأجرى ماكرون، السبت، اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء البلديات الفرنسية القلقين من اتساع دائرة أعمال العنف، إذ يطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد، وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج، خصوصاً أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي، ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024.
ويجد الرئيس الفرنسي نفسه أمام أزمة داخلية كبرى ثانية في غضون أشهر قليلة، بعد الاحتجاجات الواسعة على مشروعه لإصلاح قانون التقاعد، إذ دفعت تلك الأزمة ملك بريطانيا تشارلز الثالث، الى إلغاء زيارة لباريس في مارس الماضي.
وأعادت الموجة الحالية من أعمال الشغب التذكير بسلسلة مشابهة هزت فرنسا في العام 2015 بعد سقوط مراهقين صعقاً بمحوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهرب من الشرطة.
وقضى الشاب نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس، فيما وُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ من العمر 38 عاماً تهمة "القتل العمد".
اقرأ أيضاً: