البرازيل تخشى أن تكون ملاذاً للجواسيس الروس

سيارة للشرطة الفيدرالية متوقفة أمام مدخل وكالة الاستخبارات البرازيلية في برازيليا- ديسمبر 2005 - REUTERS
سيارة للشرطة الفيدرالية متوقفة أمام مدخل وكالة الاستخبارات البرازيلية في برازيليا- ديسمبر 2005 - REUTERS
دبي-الشرق

تستغل أجهزة الاستخبارات الروسية ثغرات أمنية في البرازيل من أجل تمكين عملائها من الحصول على وثائق برازيلية، وسط مخاوف من تحول البلاد إلى حاضنة للعملاء المتخفيين الراغبين في التسلل إلى الغرب، بحسب "وول ستريت جورنال".

واعتقلت السلطات في النرويج روسياً يحمل وثائق برازيلية بتهمة التجسس واعتبرت أنه عميل متخفي لموسكو. 

وتتبع محققون في البرازيل جنسية الباحث المعتقل في النرويج، ووجدوا أنه حصل على شهادة ميلاد عن طريق الاحتيال في بلدة بادري برناردو، فيما أصبح نمطاً مألوفاً لعمليات انتحال الهوية والتجسس الناشئة من الدولة الأميركية الجنوبية. 

وكشفت السلطات البرازيلية أن المواطن الروسي الذي يشتبه في أنه جاسوس بدأ الحياة المزدوجة قبل أكثر من 10 سنوات في بلدة بادري برناردو البرازيلية. 

ويواجه روسي آخر يستخدم هوية برازيلية مزورة، وهو مسجون الآن في البرازيل، اتهامات بالتجسس في الولايات المتحدة بعدما أوقفته السلطات الهولندية العام الماضي بتهمة محاولة اختراق المحكمة الجنائية الدولية كمتدرب. كما فُقد روسي ثالث يُشتبه في أنه جاسوس عاش لسنوات بهوية برازيلية في ريو دي جانيرو. 

تحقيق في البرازيل

وأثارت هذه الحوادث تحقيقاً في البرازيل بشأن ما إذا كانت روسيا تستخدم البلاد كحاضنة للعملاء المتخفيين الذين يسعون إلى التسلل إلى الغرب، ما جعل برازيليا محوراً للاهتمام الدولي، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، السبت. 

وقالت الصحيفة نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، إن المحققين البرازيليين قدموا القليل من التفاصيل المعلنة بشأن تحقيقهم، ولكنهم يعتقدون أن المزيد من العملاء السريين قد يكونوا مختبئين دون أن يتم اكتشافهم داخل البلاد أو في جميع أنحاء العالم. 

وأضافت أن سفارة روسيا في البرازيل لم ترد على طلبها للتعليق على مزاعم التجسس. ونفت موسكو وجود عملاء روس يعملون سراً في البرازيل، أو النرويج، أو أي مكان آخر. 

وترى الولايات المتحدة أن العميلين المزعومين المحتجزين في الوقت الحالي يمثلان فرصة لتبادل محتمل للأسرى.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتواصلون مع الدول التي تحتجز مواطنين روس، لدمج هؤلاء السجناء في صفقة تهدف إلى إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في روسيا. 

ويشمل ذلك إيفان جيرشكوفيتش، مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" المحتجز في روسيا بتهمة التجسس.

وتواجه البرازيل مطالب متعارضة من الولايات المتحدة وروسيا بتسليم سيرجي تشيركاسوف، الذي يُزعم أنه حاول التسلل إلى المحكمة الجنائية الدولية منتحلاً هوية برازيلية باسم فيكتور مولر فيريرا. 

وينفذ تشيركاسوف حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً في البرازيل لاستخدامه وثائق مزورة، كما يخضع للتحقيق في مزاعم التجسس.

وقال باولو فيريرا، المحامي الذي يمثل تشيركاسوف، إن موكله اعترف باستخدام وثائق مزورة، لكنه نفى أنه جاسوس روسي. 

ثغرات أمنية

وفي مارس الماضي، اتهمت الولايات المتحدة تشيركاسوف بدخول الولايات المتحدة بشكل غير قانوني باستخدام هويته البرازيلية المزورة، والعمل كعميل روسي أثناء دراسته في برنامج دراسات عليا بواشنطن. 

وطالبت روسيا أيضاً بتسليم تشيركاسوف واتهمته بتهريب المخدرات، الادعاء الذي أكده تشيركاسوف، ولكنه أثار شكوك العديد من المسؤولين الأميركيين والبرازيليين. 

وجاء في لائحة الاتهام الأميركية أن تشيركاسوف حصل عن طريق الاحتيال على شهادة ميلاد برازيلية تعرفه باسم اسم فيكتور مولر فيريرا، وتظهر أنه وُلد في أبريل 1989.

واستخدم شهادة الميلاد للحصول على بطاقات هوية مزورة أخرى وبناء حياته المزدوجة في البرازيل على مدى عدة سنوات، بحسب الصحيفة. 

وتسلط هذه الاستراتيجية المزعومة الضوء على الثغرات الأمنية في نظام الوثائق بالبرازيل الذي يمكن أن يستغله الجواسيس السريون.

وقال مسؤولو إنفاذ القانون إن أي شخص يمكنه الحصول على بطاقة هوية أو جواز سفر برازيلي بمجرد حصوله على شهادة ميلاد. 

وعندما احتجزت السلطات تشيركاسوف، وجدت رسالة يصف فيها كيف ساعده شخص في البرازيل في الحصول على وثائق مزورة، وأن هذا الشخص يمكن أن يساعد آخرين على الحصول على وثائق مماثلة، وفقاً للائحة الاتهام الأميركية. 

وكتب تشيركاسوف في الرسالة: "إنها تشعر بالسعادة عندما تتمكن من تقديم المساعدة، وطلب المساعدة منها أمر سهل للغاية. وأضاف منحها عُقداً بقيمة 400 دولار نظير خدماتها.

هوية مزورة

وفي أكتوبر الماضي، اعتقلت السلطات النرويجية شخصاً قالت إنه اسمه ميخائيل ميكوشين واتهمته بالتجسس.

وكان ميكوشين يعمل في هذا الوقت باحثاً بجامعة ترومسو باستخدام هوية برازيلية لشخص يدعى خوسيه أسيس جياماريا. وفي وقت سابق، أمضى ميكوشين سنوات في جامعات بكندا تحت هذا الاسم. 

وقالت ماريجانا لوزيتش، محامية ميكوشين في النرويج، إنها لا يمكنها التعليق على التهم الموجهة إليه بموجب المادة 122 من قانون العقوبات النرويجي. 

وتعقبت السلطات البرازيلية وثائق ميكوشين في بادري برناردو، ووجدت أن سجلات البلدة تظهر أن خوسيه أسيس جياماريا وُلد في نوفمبر 1984 لرجل أعمال إيطالي يحمل الجنسية البرازيلية وامرأة من ريو دي جانيرو.

وتحاول السلطات التأكد مما حدث لجاماريا. وقال أحد المسؤولين إنه يعتقد أن جياماريا كان شخصاً حقيقياً متوفي الآن. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات