أفادت صحيفة "تلجراف" البريطانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يضغط لتعيين أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، خلفاً لينس ستولتنبرج، الذي مُددت ولايته أميناً عاماً لعام إضافي.
ويُنظر إلى فون دير لاين باعتبارها المرشح المفضل للولايات المتحدة، بعد أن رفض البيت الأبيض ترشيح وزير الدفاع البريطاني بن والاس لهذا المنصب، وفق الصحيفة.
وقال مصدر من الحلف في تصريحات للصحيفة: "كان الرئيس الأميركي يحاول إقناع فون دير لاين، التي شغلت سابقاً منصب وزيرة الدفاع الألمانية، بخلافة ستولتنبرج، وسط مخاوف من عدم ظهور مرشح مناسب في الأشهر الـ12 المقبلة"، فيما أفاد مصدر ثانٍ بأن الحلف "سيواجه مشكلة العام المقبل، عندما يتضح أن الوضع ليس أفضل من هذا العام".
وأضاف مصدر آخر أن بايدن وفون دير لاين أقاما "اتصالات قوية" في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تعزيز العلاقات عبر الأطلسي في قضايا تتعلق بالصين وأوكرانيا والمناخ.
واتفق الحلفاء في "الناتو"، الثلاثاء، على تمديد ولاية النروجي ينس ستولتنبرج، الذي يشغل منصب أمين عام الحلف منذ أكتوبر 2014، سنة إضافية حتى خريف 2024.
وكان قادة "الناتو" يأملون في التوصل إلى اتفاق بشأن خليفة ستولتنبرج في قمتهم السنوية التي ستُعقد الأسبوع المقبل في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، ولكنهم لم يتفقوا على مرشح.
فرصة لإقناع فون دير لاين
بدورها، قالت فون دير لاين في وقت سابق إن إدراج اسمها في قائمة المرشحين المحتملين لخلافة ستولتنبرج، يعد "شرفاً لها"، ولكن المتحدث باسمها استبعد أن تشغل هذا المنصب حالياً أو في المستقبل.
وأفادت تقارير بأن فون دير لاين أبلغت بايدن في محادثات خاصة بأنها "لن تتمكن من تولي أي منصب في الناتو حتى العام المقبل على الأقل"، وفقاً للصحيفة.
ويرى خبراء استراتيجيون في البيت الأبيض أن ثمة فرصة لإقناع فون دير لاين بتولي المنصب بعد انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة العام المقبل.
ويُتوقع أن تكون فون دير لاين المرشح الأوفر حظاً للاحتفاظ بمنصبها كرئيسة للمفوضية الأوروبية.
شكوك أوروبية
ومن المرجح أن تحصل فون دير لاين، التي تتحدث الفرنسية بطلاقة، على دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي عارض ترشيح والاس، بحسب "التلجراف".
وفي المقابل، يرغب المستشار الألماني أولاف شولتز، والمنافس السياسي السابق لفون دير لاين، في استبعاد رئيسة المفوضية الأوروبية من الترشح، للحفاظ على منصب رفيع في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، يوجد مخاوف من تولي فون دير لاين منصب الأمين العام للحلف، خصوصاً بعد تقلدها حقيبة وزارة الدفاع الألمانية بين عاميْ 2013 و2019، إذ أفادت تقارير بأن جنوداً ألمان اضطروا إلى استخدام عصي بدلاً من المدافع الرشاشة الثقيلة، خلال تدريبات للحلف في العام 2015، بسبب نقص المعدات.
وثمة شكوك حول ما إذا كانت ستحظى بدعم البرلمان الأوروبي، مع اعتزام أعضاء البرلمان الأوروبي اليمينيين، الذين يعارضون سياساتها الخضراء، تشكيل تحالف.
وقيل إن فون دير لاين تعتمد في الوقت الحالي على واشنطن في الحصول على المعلومات الاستخباراتية، وذلك في تحول عن المعلومات التي تنقلها إليها الوكالات الأوروبية، والتي أساءت تقدير الغزو الروسي لأوكرانيا.
يشار إلى أن بن والاس انسحب من سباق خلافة ستولتنبرج الشهر الماضي، بعد اعتراض البيت الأبيض وفرنسا، التي ترغب أن يكون الأمين العام للحلف من الاتحاد الأوروبي.
وقيل إن وزير الدفاع البريطاني كان المرشح المفضل لعدد من الدول الأعضاء في "الناتو"، ولكن ثمة توترات كبيرة مع واشنطن بشأن دعمه غير المسبوق لأوكرانيا.
