واشنطن تقرر استمرار تعليق مساعداتها الأمنية لإثيوبيا

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس - REUTERS
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن الولايات المتحدة قررت استمرار تعليق المساعدات المقدمة لإثيوبيا لمعظم البرامج في قطاع الأمن، بعد أيام من وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأعمال في إقليم تيغراي بأنها "تطهير عرقي".

وأكد المتحدث باسم الوزارة نيد برايس أنه "في حين قررت الولايات المتحدة استئناف أنواع معينة من المساعدات، بما في ذلك المتعلقة بالصحة العالمية والأمن الغذائي، ستظل المساعدات للبرامج الأخرى ومعظم البرامج في قطاع الأمن متوقفة مؤقتاً".

وقال برايس: "نظراً للوضع الراهن في إثيوبيا، قررنا عدم رفع تعليق المساعدة عن البرامج الأخرى، بما في ذلك معظم البرامج في قطاع الأمن".

وناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، خلال اتصال هاتفي بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضرورة إجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم تيغراي الإثيوبي.

ودعا بلينكن خلال الاتصال أيضاً إلى "تعزيز الجهود الإقليمية والدولية للمساعدة في حل الأزمة الإنسانية وإنهاء الفظائع واستعادة السلام في إثيوبيا".

وأفادت الأمم المتحدة مطلع الأسبوع بأن قوات إريترية تنشط في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا، وهناك تقارير تفيد بأنها مسؤولة عن ارتكاب فظائع في الإقليم.

وكان زعماء فارّون من إقليم تيغراي اتهموا الحكومة الإثيوبية بشنّ "حملة إبادة جماعية" على سكان الإقليم الذي يشهد أزمة إنسانية متفاقمة ونزوحاً جماعياً.

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بتقارير عن "جرائم حرب" في الإقليم، علماً أنه شهد منذ نوفمبر الماضي معارك بين "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" والقوات الحكومية، مدعومة من مسلحين من أقاليم أخرى ومن وحدات إريترية، إثر اتهام السلطات المركزية قوات تيغراي بمحاولة السيطرة على قواعد عسكرية للجيش الإثيوبي.

وكشف تقرير سري للحكومة الأميركية أن مسؤولين إثيوبيين ومقاتلي فصائل مسلحة حليفة يقودون "حملة ممنهجة للتطهير العرقي" في إقليم تيغراي، شمالي إثيوبيا، الذي مزقته الحرب.

وأشارت "أسوشيتد برس" و"منظمة العفو الدولية" إلى "فظائع ارتكبتها القوات الإثيوبية، وأخرى متحالفة معها، ضد سكان تيغراي"، فيما حذر مسؤولو إغاثة من أن عدداً متزايداً من الناس قد يموتون جوعاً في الإقليم.

ورفضت إثيوبيا دعوات وجهتها إليها الولايات المتحدة بسحب قوات عسكرية أجنبية من إقليم تيغراي، فيما نفت سلطات إقليم أمهرة اتهامات أميركية بضلوع قواتها في عمليات "تطهير عرقي" في الإقليم.

وفي المقابل، أشادت حكومة تيغراي المعزولة، في بيان نشره المسؤول البارز في "جبهة تحرير شعب تيغراي" غيتاشو رضا، بالإدارة الأميركية "لموقفها القائم على المبادئ ضد جرائم الحرب وكل أشكال الإفلات من العقاب". وأشارت إلى أن قواتها ستواصل القتال "حتى تحرير كامل شعبنا من الاحتلال". 

وتشهد تيغراي نزاعاً دامياً منذ أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجيش الفيدرالي في 4 نوفمبر إلى تيغراي لقتال "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي كانت حينها تحكم الإقليم، مؤكداً أن العملية جرت رداً على هجمات شنتها على معسكرات للجيش الإثيوبي.

واندلع القتال قبل موسم الحصاد في المنطقة الزراعية إلى حد كبير، ودفع عدداً ضخماً من السكان إلى الفرار من منازلهم. وتحدث شهود عن عمليات نهب واسعة نفذها جنود إريتريون، وحرق محاصيل.