مكارثي يغامر بإغضاب ترمب لتجنب "صراع جمهوري" في انتخابات الرئاسة

الرئيس الأميركي حينها دونالد ترمب وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي خلال حدث في بيكرزفيلد. 19 فبراير 2020 - REUTERS
الرئيس الأميركي حينها دونالد ترمب وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي خلال حدث في بيكرزفيلد. 19 فبراير 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

يخاطر رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفن مكارثي بإغضاب الرئيس السابق دونالد ترمب، بعدم إعلانه رسمياً تأييده لمسعى الأخير لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية في 2024، في سبيل "تجنيب الحزب الجمهوري الدخول في صراع داخلي" بشأن الانتخابات، وفق ما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وقالت المجلة، في تقرير الجمعة، إنه في حين أعلن العشرات من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين دعمهم لترمب بالفعل، فإن الكثير من الجمهوريين يباعدون أنفسهم عن الرئيس السابق قبل الانتخابات التمهيدية للحزب.

وأشارت إلى أن هذا المعسكر يضم النواب عن الولايات المتأرجحة، الذين يخشى الكثير منهم أن يؤدي تأييدهم له إلى خسارة مقاعدهم في انتخابات 2024. ويضم هذا المعسكر كذلك، حلفاء منافسي ترمب على بطاقة الترشح للرئاسة عن الحزب الجمهوري، وبينهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكم ولاية نورث داكوتا دوج بورجوم. 

وأضافت: "بقدر ما يخاطر مكارثي بإثارة غضب ترمب من خلال بقائه على الهامش، فإنه يوفر أيضاً أكبر غطاء سياسي ممكن للنواب الجمهوريين المعرضين للخسارة".

لكن المجلة توقعت أن تزداد الضغوط عليه طوال فصل الصيف لاختيار أحد مرشحي الانتخابات التمهيدية لدعمه. 

فوز ترمب تهديد لمكارثي

وأشارت المجلة إلى أن بعض الجمهوريين ينظرون إلى مكارثي على أنه داعم لترمب ولكن دون الإعلان رسمياً، حيث يرى النائب الجمهوري المؤيد للرئيس السابق دان ميزر أن رئيس مجلس النواب "يمهد الطريق بمهارة أمام نواب الحزب للالتفاف حول ترمب في نهاية الانتخابات التمهيدية". 

فيما رأى أحد النواب المحافظين في مجلس النواب، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن "تأييد ترمب قد يزيد الأمور سوءًا بالنسبة لمكارثي ونوابه المنقسمين بشكل لا يُصدَق".

وتابع: "الحقيقة هي أنه إذا تم ترشيح ترمب، فسيكون محتملاً للغاية ألا نحتفظ بمجلس النواب في الانتخابات المقبلة، ومكارثي يعرف ذلك، فهو يعلم أنه إذا بات ترمب على رأس قائمة المرشحين، فإننا على الأرجح سنخسر ولايتي نيويورك وكاليفورنيا، وفي حال خسرنا مجلس النواب، فلن يكون هناك مجال أبداً لبقاء مكارثي كزعيم للأقلية". 

ورأت "بوليتيكو" أن هذا يترك رئيس مجلس النواب في "موقف صعب" وسط معركة الانتخابات التمهيدية الطويلة التي يخوضها حزبه، حيث يسيطر على واحدة من أكثر الأغلبيات ضآلة في تاريخ مجلس النواب الحديث.

وأشارت إلى أن هذا الوضع يمكن عدداً صغيراً من الأعضاء الساخطين على مكارثي، من إجبار النواب على التصويت على عزله من منصبه في أي وقت، كما أن مكارثي يواجه في الوقت نفسه خريطة قاسية للإبقاء على نوابه في المجلس في عام 2024، وهو الوضع الذي سيصبح أكثر صعوبة إذا بات ترمب، الذي تم عزله من منصبه مرتين، مرشحاً عن الحزب في الانتخابات الرئاسية. 

"مصير متشابك"

ورأت المجلة أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتفق عليه جميع النواب الجمهوريين هو أن مصير مكارثي وترمب سيصبح "أكثر تشابكاً" مع احتدام السباق الرئاسي، إذ يقول العديد من المشرعين الجمهوريين إن تأييده في وقت مبكر يمكن أن يلحق خسائر سياسية بالجمهوريين في مجلس النواب من خلال إثارة الانقسام والاقتتال الداخلي بين مختلف الفصائل الجمهورية، وهي الانقسامات التي يمكن أن تنتقل إلى بقية أجندة الحزب. 

ونقلت المجلة عن متحدث باسم مكارثي، لم تكشف عن هويته، قوله رداً على طلبها الحصول على تعليق إن "وسائل الإعلام تحاول "دق إسفين" بين ترمب والجمهوريين في مجلس النواب لأن لجان الحزب تحمل وزارة العدل في إدارة جو بايدن المسؤولية عن العدالة "متعددة المستويات" (أي التي لا تطبق بشكل متاسو على الجميع.

ووفقاً للمجلة، فإن الأمور تبدو مختلفة كثيراً بالنسبة لزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل، إذ أنه ليس من المتوقع أبداً أن يدعم ترمب بعد أن ظل محايداً في الانتخابات التمهيدية السابقة للحزب الجمهوري، وذلك نظراً لعلاقتهما المشحونة، كما أنه كان يركز حينها على استعادة مجلس الشيوخ. 

ماكونيل ليس مكارثي

ولكن بينما اتخذ ماكونيل خطوات مضنية لفك ارتباطه بالرئيس السابق، فإن هذا لن يكون مناسباً لمكارثي، إذ أنه غالباً ما أثرت علاقته بترمب على موقفه مع أعضاء الحزب الأكثر تحفظاً، كما أن ماكونيل يواجه أيضاً خريطة انتخابية أكثر مرونة في انتخابات 2024 من مكارثي، الذي يخوض معركة من أجل الحفاظ على أغلبية مجلس النواب. 

وتابعت: "من خلال حصولهم على الأغلبية بفارق خمسة مقاعد فقط، يشعر البعض في الحزب الجمهوري بالقلق من أن قبضتهم على الأغلبية ستكون ضعيفة". 

ولفتت المجلة إلى أن الأمر لم يقتصر على عدم إعلان مكارثي عن تأييده لأحد المرشحين في السباق التمهيدي للحزب، حيث لم يعلن نائبه أيضاً زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليس عن تأييده لترمب هذه المرة أيضاً. 

ولا يزال ترمب هو المرشح المفضل بوضوح لأعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب، حيث استطاع جمع ما يقرب من 60 تصديقاً من الجمهوريين في المجلس، وحصل على أغلبية من الوفود من فلوريدا وتينيسي وبنسلفانيا في الأسابيع الأخيرة، فيما حصل حاكم فلوريدا، الذي يحتل المركز الثاني بفارق كبير في الاستطلاعات، على خمس تصديقات فقط من مجلس النواب، حسب المجلة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات