كوريا الشمالية تدخل على خط أزمة فوكوشيما.. وجروسي: القلق منطقي

متظاهرون في عاصمة كوريا الجنوبية سول، خلال احتجاج على خطة اليابان لتصريف مياه محطة فوكوشيما النووية . 8 يوليو 2023 - Bloomberg
متظاهرون في عاصمة كوريا الجنوبية سول، خلال احتجاج على خطة اليابان لتصريف مياه محطة فوكوشيما النووية . 8 يوليو 2023 - Bloomberg
سول/دبي-رويترزالشرق

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، الأحد، إنه من "المنطقي تماماً" أن تجذب خطة اليابان لتصريف المياه المشعة المعالجة من مفاعلها النووي في فوكوشيما اهتماماً كبيراً في المنطقة، فيما نددت كوريا الشمالية بدعم الوكالة لخطة طوكيو.

وقدمت هيئة الطاقة الذرية اليابانية الجمعة، تصريحاً لشركة طوكيو للكهرباء، لبدء تصريف أكثر من مليون طن من مياه محطة فوكوشيما المشعة، وقالت إنه تم تقديم الموافقة بعد مراجعة للوكالة الذرية استغرقت عامين، لتعلن موافقتها على خطة الحكومة اليابانية للبدء قريباً بصرف نحو 1,33 مليون طنّ من المياه الملوثة المخزنة، بعد معالجتها وتخفيفها.

وقال جروسي الأحد، إنه يتفهم أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن الخطة، لكنه أضاف أن مراجعة أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي خلصت إلى أنها "تتماشى مع معايير السلامة الدولية" إذا تم تنفيذها وفقاً للخطة.

والتقى جروسي مع أعضاء أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية الأحد، الذين عبروا عن مخاوف شعبية قوية بشأن خطة اليابان وانتقدوا النتائج التي توصلت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقوبل جروسي باحتجاجات غاضبة من قبل جماعات مدنية لدى وصوله إلى كوريا الجنوبية الجمعة، قادماً من اليابان ونُظمت مسيرات في الشوارع السبت، لانتقاد الخطة.

وقالت حكومة كوريا الجنوبية إنها تحترم تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإن تحليلها الخاص وجد أن تصريف المياه المشعة لن يكون له "أي تأثير ملموس" على مياهها.

انتقادات من بكين وبيونج يانج

وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين الأربعاء، خطوة تصريف المياه وهدد باتخاذ إجراء إذا مضت الخطة قدماً.

بدورها، قالت كوريا الشمالية الأحد، إن دعم الوكالة الذرية لخطة اليابان لتصريف المياه من محطة فوكوشيما "غير عادل" وأظهر "ازدواجية المعايير بشدة".

ما الذي حدث؟

وتسبب زلزال بقوة 9 درجات في 11 مارس 2011، في توليد موجات مد عملاقة، وصلت لارتفاع 40 متراً وغمرت المناطق الساحلية اليابانية، بما في ذلك محطة "فوكوشيما دايتشي" للطاقة النووية. 

وألحقت موجات المد العملاقة أضراراً بالغة بالمحطة، إذ أدت لتعطيل أنظمة التبريد الخاصة بها، ما أسهم في ارتفاع درجة حرارة قضبان الوقود النووية، وانصهارها في 3 مفاعلات من أصل 6 تتكون منهم المحطة. 

وأخلت السلطات المناطق المحيطة بالمفاعل كاستجابة للكارثة، وتم استخدام كميات كبيرة من الماء لتبريد المفاعلات لمنع "ارتفاع درجة الحرارة وزيادة إطلاق المواد المشعة". 

خطة تصريف المياه المشعة

وتعتزم الحكومة اليابانية تصريف المياه الملوثة في المحيط، بعد معالجتها من خلال نظام يزيل العناصر المشعة باستثناء "التريتيوم"، ثم يخفف بالمياه، وستستغرق أعمال إزالة التلوث وتفكيك المحطة عدة عقود.

وتقول اليابان إن المياه سيتم تنقيتها لإزالة معظم العناصر المشعة منها باستثناء التريتيوم، وهو نظير للهيدروجين يصعب فصله عن الماء. وسيتم تخفيف المياه المعالجة إلى مستويات أقل بكثير من مستويات التريتيوم المعتمدة دولياً قبل صرفها في المحيط.

ورغم إجراء معالجات كثيفة، يتخوف البعض من "التريتيوم" وهو نظير مشع للهيدروجين. كتلته تبلغ 3 أضعاف كتلة ذرة الهيدروجين العادية، ومن هنا جاء اسمه "التريتيوم"، وهو شكل مشع من الهيدروجين يوجد في الماء، ويصعب فصله عن جزيئات الماء العادية بسبب تشابهه في الخواص الكيميائية.

وينتج التريتيوم بشكل طبيعي "بكميات صغيرة في الغلاف الجوي للأرض من خلال تفاعل الأشعة الكونية مع الهواء". كما يتم إنتاجه بشكل مصطنع كمنتج ثانوي للمفاعلات النووية، وبعض عمليات إنتاج الأسلحة.

ويتواجد التريتيوم في البيئة بشكل طبيعي، بل يوجد أيضاً في مياه الصنبور بنسبة 1 بيكريل (وحدة لقياس النشاط الإشعاعي) لكل لتر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات