عاد رئيس الأركان العامة الروسي الجنرال فاليري جيراسيموف، الاثنين، للظهور وهو يمارس مهامه للمرة الأولى عقب تمرد قائد مجموعة فاجنر العسكرية يفجيني بريجوجين ضد القيادة العسكرية الروسية في 24 يونيو الماضي.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يظهر فيه جيراسيموف وهو في مكتبه، بينما يتلقى تقارير عبر الفيديو عن إحباط هجوم أوكراني على القرم ومنطقتي روستوف وكالوجا بواسطة صواريخ من طراز S-200، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".
وهذا هو الظهور الأول لجيراسيموف منذ أحداث 24 يونيو الماضي، حين حشد يفيجيني بريجوجين قواته من جماعة فاجنر في تمرد مسلح ضد القيادة العسكرية الروسية.
وكان بريجوجين يطالب بإقالة فاليري جيراسيموف من منصب رئيس الأركان بالإضافة إلى وزير الدفاع سيرجي شويجو، بعدما اتهمها بقصف مقاتلي فاجنر في أوكرانيا، وهي الاتهامات التي نفتها وزارة الدفاع الأوكرانية.
وانتهى التمرد عندما توسط رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو في اتفاق بين الكرملين وبريجوجين، فيما كانت تقارير غربية ترجح بأن الاتفاق تضمن إعفاء شويجو أو جيراسيموف.
وظهر شويجو وهو يتفقد قيادة إحدى الفرق المشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا في 26 يونيو الماضي، ما جعل الشكوك تحوم حول احتمال إقالة جيراسيموف من رئاسة هيئة الأركان العامة.
خلافات داخلية
وكانت تقارير غربية ترجح بأن الرئيس فلاديمير بوتين قد يضحي برئيس الأركان فاليري جيراسيموف، ليرضي جانباً من مطالب مؤيدي التمرد داخل المؤسسة العسكرية وفي الأوساط السياسية الروسية.
وعلى الرغم من توتر الأوضاع منذ فترة ليست بالقصيرة بين قائد ومؤسس مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة، ووزارة الدفاع الروسية، إلا أن اتهامات بريجوجين للجيش الروسي بقصف قواته كانت بمثابة "نيران صديقة" أطلقتها "فاجنر" على "خيط" التفاهم الرفيع المتبقي بينها وبين قيادة الجيش.
ودأب بريجوجين منذ أشهر قبل التمرد على اتهام شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، بعدم الكفاءة في منصبيهما، قبل أن يتهمهما بقصف قواته في أوكرانيا.
وفور دعوة قائد "فاجنر" لانتفاضة على قيادة الجيش بعد اتهامها بقتل عدد "هائل" من عناصره في قصف استهدف مواقع خلفية لهم في أوكرانيا، سارعت موسكو لنفي الأمر مؤكّدة ملاحقة بريجوجين بتهمة "الدعوة إلى تمرّد مسلّح".
وتشير تقارير نادرة في روسيا التي تتكتم عادة على الصراعات الداخلية، إلى أن التنافس القائم بين وزارة الدفاع ومجموعات "فاجنر"، كانت له جذور قديمة، تستند بالدرجة الأولى على تدهور العلاقات الشخصية بين بريجوجين وشويجو.
حامل الحقيبة النووية
وكان جيراسيموف تولى الإشراف على الحملة العسكرية الروسية بأوكرانيا في يناير الماضي، خلفاً للجنرال سيرجي سوروفيكين الذي أقاله بوتين عقب انتكاسات الجيش الروسي في أوكرانيا.
وتشير تقارير إلى أن جيراسيموف، 67 عاماً، يحمل أحد الحقائب النووية الروسية الثلاثة، فيما يُعتقد أن الرئيس بوتين ووزير الدفاع سيرجي شويجو يحملان حقيبتين أخريين.
وتخرج جيراسيموف عام 1977 في مدرسة القيادة العليا للدبابات بقازان التي سميت على اسم رئاسة مجلس السوفيات الأعلى "ASSR"، ثم قاد فصيلة وسرية وكتيبة في المجموعة الشمالية للقوات ومنطقة الشرق الأقصى العسكرية.
وبعد تخرجه عام 1987 من الأكاديمية العسكرية للقوات المدرعة، شغل منصب رئيس الأركان وقائد فوج دبابات، قبل أن يتولى رئاسة أركان قسم بنادق آلية في منطقة البلطيق العسكرية.
وبين عامي 1993و1995، شغل جيراسيموف منصب "قائد فرقة بندقية آلية" في مجموعة القوات الشمالية الغربية.
وبين عامي 2003 و2005 شغل منصب رئيس أركان منطقة الشرق الأقصى العسكرية، وفي 2005 أصبح رئيس المديرية الرئيسية للتدريب القتالي والخدمة للقوات المسلحة الروسية.
وفي ديسمبر التالي شغل منصب رئيس أركان منطقة شمال القوقاز العسكرية، وبعد عام تم تعيينه قائداً لمنطقة لينينجراد العسكرية.
وفي فبراير 2009، أصبح جيراسيموف قائداً لمنطقة موسكو العسكرية، ومنذ ديسمبر 2010 شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، ثم قائد المنطقة العسكرية المركزي منذ 26 أبريل 2012.
وخلال مسيرته العسكرية حصل الجنرال الذي يُلقب بـ"بطل روسيا" والمولود في 8 سبتمبر 1955 في قازان، أكبر مدن تتارستان في روسيا الاتحادية، على العديد من الأوسمة، من بينها "القديس جورج" من الدرجتين الثالثة والرابعة، ووسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى، ووسام "الاستحقاق العسكري".
اقرأ أيضاً: