رحبت دول خليجية وعربية بمخرجات قمة دول جوار السودان التي استضافتها مصر، الخميس، بهدف "التوصل لحل شامل للأزمة في البلاد".
وأصدرت وزارة الخارجية السعودية السبت بياناً رحبت فيه بنتائج قمة دول جوار السودان التي استضافتها مصر، وبـ"تضافر وتكامل الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار للسودان، والحفاظ على سلامته الإقليمية، وحماية المدنيين وضمان إرسال المساعدات الإنسانية".
وجاء في بيان لوزارة خارجية الإمارات: "نرحب بالبيان الختامي الصادر عن قمة جوار السودان الذي عقد في القاهرة، والذي أكد على أهمية حماية السودان والحفاظ على مقدراته ومنع تفككه".
وأثنت وزارة الخارجية في بيانها الذي أوردته وكالة أنباء الإمارات "وام" على "جهود جمهورية مصر العربية في تنظيم هذه القمة"، مشددة على أهمية "تكثيف العمل على وقف إطلاق النار، والعودة للإطار السياسي والحوار، والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية، وصولاً إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان".
وأكدت الوزارة على موقفها الثابت المتمثل بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، بما يعزز استقرار السودان، ويلبّي تطلعات شعبه في التنمية والتطور والنماء.
كما أعربت وزارة خارجية البحرين في بيان، عن دعمها وتأييدها لمخرجات القمة، وأشادت بها باعتبارها "خطوة مهمة في سياق المساعي الدولية الرامية للتوصل إلى حل سلمي شامل ومستدام للأزمة الراهنة، من خلال مشاركة الأطراف السودانية كافة في حوار وطني يلبي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار، والحفاظ على مؤسسات الدولة ومقدراتها، واستكمال المسار الديمقراطي".
بدورها، أعربت وزارة خارجية الكويت في بيان لها، عن "ترحيبها باستضافة مصر لقمة دول جوار السودان".
وأكد البيان تطلع الكويت إلى "استجابة جميع الأطراف لمخرجات هذه القمة، وأن تسفر عن إنهاء الصراع الحالي ووضع الآليات الفاعلة لتسوية الأزمة".
وشدد البيان الذي أوردته وكالة أنباء الكويت "كونا" على "ضرورة إنهاء الأزمة بصورة سلمية، وذلك بالاتساق مع المسارات الإقليمية والدولية، بما يجنب السودان وشعبه آثارها السلبية، ويحافظ على الأمن
والاستقرار، وإنهاء القتال الدائر فيه وحقن دماء الشعب السوداني".
من جانبها، أعربت قطر عن ترحيبها بالبيان الختامي، ووصفته بأنه "خطوة مهمة ضمن المساعي الإقليمية والدولية الرامية لوقف القتال في جمهورية السودان الشقيقة بالحوار والطرق السلمية".
ولفتت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إلى أن قطر تقدّر جهود مصر في استضافة القمة، كما تعبّر عن أملها في أن "تمهّد مخرجات هذه القمة والمساعي الحميدة الأخرى لوقف دائم للنزاع العسكري، والانخراط بعد ذلك في مفاوضات واسعة تشارك فيها كل القوى السياسية السودانية، وصولاً إلى اتفاق شامل وسلام مستدام يحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار".
وأعربت سلطنة عُمان عن تأييدها لمخرجات القمة، وعبَّرت وزارة الخارجية العُمانية في بيان لها، عن "تقدير السلطنة للجهود التي قادها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعماً للمساعي الرامية للتوصل إلى حلّ سلمي شامل ومستدام، يلبي تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والحفاظ على مكتسباته ومقدراته".
في السياق، رحبت وزارة الخارجية العراقية بالبيان الختاميّ، وجددت "الدعوة للمجتمع الدوليّ لدعم المبادرات الراميَّة إلى التوصل لحل سياسيّ دائم، وتشكيل حكومة سودانيَّة تحقق تطلعات الشعب السودانيّ الشقيق".
وأكدت في بيان على "موقف العراق الداعيّ إلى ضرورة وقف كامل ومستدام لإطلاق النار، وضرورة احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخليَّة، والتعامل مع الأزمة السودانيَّة باعتبارها شأناً داخلياً سودانياً، تجنباً لتأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الإقليميين، وتعريض أرواح المدنيين للخطر".
كما رحب الأردن بالبيان الختامي الصادر عن القمة، وجاء في بيان لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أن البلاد "تدعم كافة الجهود المستهدفة لحل الأزمة السودانية"، مشيدة بـ"جهود مصر في التنظيم والاعداد للقمة".
وأعربت الوزارة عن أملها بأن "تثمر هذه الجهود في حل الأزمة السودانية، بما يلبي طموحات الشعب".
ترحيب روسي
في الإطار، رحبت روسيا بمخرجات القمة، إذ جاء في بيان للسفارة الروسية في مصر: "نرحب بجهود أصدقائنا المصريين الرامية إلى حل الأزمة السودانية".
وأضاف: "نأمل في أن تتيح صيغة الوساطة التي أطلقتها الدول المجاورة للسودان، مع الدور القيادي للقاهرة، إلى جانب الخطوات الأخرى على مسارات حفظ السلام الإفريقية الأخرى، فرصة لتحقيق وقف إطلاق النار المستدام، وبدء العملية السياسية، وضمان إرسال المساعدات الإنسانية الى السودان".
وشددت على أن روسيا تدعم ضمان الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والقضاء على أي تناقضات من خلال الحوار الشامل المباشر.
مخرجات القمة
وأنهت قمة "دول جوار السودان" مداولاتها في القاهرة، بتوافق على تشكيل آلية معنية بالأزمة السودانية على مستوى وزراء الخارجية، ستجتمع للمرة الأولى في تشاد، كما قدمت القاهرة تصوراً من أربع نقاط لحل الأزمة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيان الختامي للقمة، إن "الآلية الوزارية ستضع خطة تنفيذية تشمل وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف القتال بالسودان والتوصل لحل شامل للأزمة".
وتتضمن الخطة التنفيذية أيضاً "التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة في تكاملية مع الآليات القائمة بما فيها الإيجاد والاتحاد الإفريقي"، بحسب البيان الختامي الذي نشرته الرئاسة المصرية.
وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في 15 أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
وتوسطت الولايات المتحدة والسعودية في عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار في السودان، لكنهما علقتا المحادثات في جدة بسبب انتهاكات من طرفي الصراع.
كما استضافت إثيوبيا في وقت سابق من الأسبوع الجاري، قمة إقليمية لدول شرق إفريقيا، لكن الجيش السوداني قاطعها متهماً كينيا، الراعي الرئيسي، بـ"التحيز".