قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، السبت، إن بلاده "لا تعتزم الإضرار" بجيرانها من دول حوض نهر النيل، لافتاً إلى ضرورة العمل مع مصر "لتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة شراكة حقيقية".
وأضاف آبي أحمد في بيان على "تويتر"، بعد أيام من لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة "دول جوار السودان" بالقاهرة، أن "إثيوبيا دولة لا تفرط في الأمانة، ولا تنوي الإضرار بجيرانها".
وتابع: "احتياجاتنا للتنمية في دول المنبع والمصب تتضاعف، نظراً للتزايد السكاني"، ودعا إلى العمل مع مصر "من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وإقامة شراكة حقيقية لتحقيق طموحات شعبينا".
وأردف: "تواصلنا الدائم مع دول المصب، وقياداتها، هو انعكاس حقيقي لرغبتنا في تعزيز علاقات الإخوة والتعاون بيننا".
وتابع: "سد النهضة ستكون له فوائد كبيرة للجميع، فمن ضمن الفوائد التنمية التي سيحققها، هو تخزينه لمياه النيل بشكل كافٍ، حيث يكون أفضل ضمان للجميع في حالات الجفاف الصعبة".
وأعرب عن التزامه "بالتعاون في المشاريع الحيوية التي تهدف إلى ضمان المصالح المشتركة والتنمية المستدامة لشعوبنا، بحيث يكون فيها الكل رابح".
وأعلنت مصر وإثيوبيا عقب لقاء السيسي وآبي أحمد في القاهرة، الخميس، عن الاتفاق على إطلاق مفاوضات عاجلة بشأن سد النهضة، الذي تقول مصر إنه يضر بحقوقها المائية، وتطالب أديس أبابا بتوقيع اتفاق قانوني ملزم بشأن تشغيله وإدارته مع دولتي المصب (مصر والسودان).
وأعلنت إثيوبيا في 2020 بدء ملء خزان السد، دون توقيع اتفاق ملزم مع دولتي المصب بشأن تشغيل السد، وفي يوليو 2021 أعلنت عن بدء عملية الملء الثاني والتي اكتملت في 19 يوليو، فيما أعلنت اكتمال الملء الثالث في أغسطس 2022.
وفيما أعلنت في 23 يونيو الماضي، استعدادها للملء الرابع، أعلنت إثيوبيا الأسبوع الجاري، التزامها أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، بما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين".
مفاوضات "عاجلة"
وأفاد بيان مشترك صادر عن الرئاسة المصرية، أن السيسي وآبي ناقشا، على هامش قمة دول جوار السودان بالقاهرة، سبل تجاوز الجمود الحالي في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، واتفقا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، واتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للانتهاء منه خلال أربعة أشهر.
ومصر وإثيوبيا، على خلاف منذ سنوات بشأن بناء السد الضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على النيل الأزرق بالقرب من الحدود مع السودان. وطلبت الخرطوم والقاهرة مراراً من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة، بانتظار اتفاق ثلاثي ملزم بشأن طرق تشغيل السد باعتباره الأكبر في إفريقيا.
وتقول مصر، التي تعتمد على النيل لتأمين 97% من حاجاتها من الماء، إن سد النهضة الواقع على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود السودانية وطوله نحو 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً ، يمثل تهديداً "وجودياً".
اقرأ أيضاً: