بريطانيا.. سوناك ينجو من "هزيمة كاملة" في الانتخابات الفرعية

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (إلى اليسار) يصل مع النائب المنتخب حديثاً ستيف تاكويل إلى مقهى في روسليب. 21 يوليو 2023  - AFP
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (إلى اليسار) يصل مع النائب المنتخب حديثاً ستيف تاكويل إلى مقهى في روسليب. 21 يوليو 2023 - AFP
دبي/لندن-الشرقرويترز

نجا رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك من هزيمة كاسحة في الانتخابات الفرعية التي أجريت الخميس، لانتخاب نواب جدد في 3 مقاعد، بعدما احتفظ حزب المحافظين بمقعد أوكسبريدج وساوث روسليب، حسبما أفادت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وقال سوناك في تصريحات، الجمعة، إن فوز حزبه المحافظ الحاكم في الانتخابات الفرعية أظهر أن "نتيجة الانتخابات العامة الوطنية المقبلة لم تكن صفقة منتهية".

وأضاف في تصريحات صحافية بعد أن احتفظ حزبه بشكل غير متوقع بمقعد برلماني كان يشغله رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون: "لم يتوقع أحد أن نفوز هنا".

بدورها، أفادت "سكاي نيوز" في تقرير نشرته الجمعة، بأن حالة من التشاؤم سادت حزب المحافظين قبل هذه الانتخابات، وسط توقعات بخسارة المقاعد الـ3 في أوكسبريدج وساوث روسليب غربي لندن، وسيلبي وآينستي في شمال يوركشاير وسومرتون وفروم في سومرست.

وهيمن قرار توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية من قبل عمدة حزب العمال في لندن صادق خان، على التصويت على مقعد غرب لندن، ما أدى إلى فوز المحافظين، الأمر الذي ساعد سوناك على تجنب أن يصبح أول رئيس وزراء منذ هارولد ويلسون ( 1968) يخسر 3 انتخابات فرعية دفعة واحدة.

"خيبة أمل"

وأشارت "سكاي نيوز" إلى أن زعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر يشعر بـ"خيبة أمل"، لعدم فوزه بمقعد غرب لندن، وذلك بالنظر لأنه في مرحلة ما من الحملة الانتخابية كان مرشح الحزب داني بيلز يتقدم بفارق 8 نقاط على ستيف تاكويل من حزب المحافظين، ولكن الأخير هو مَن فاز بالمقعد بأغلبية 495 صوتاً.

ولكن استطاع حزب العمال تحقيق أكبر فوز له في أي وقت مضى خلال الانتخابات الفرعية بشمال يوركشاير، حيث أنهى احتفاظ حزب المحافظين بالمقعد هناك بأغلبية حوالي 20 ألف صوت، من خلال الحصول على 16 ألفاً و456 صوتاً مقابل 12 ألفاً و295 للمحافظين.

وكان حزب المحافظين قد استخدم قدراً كبيراً من الموارد للفوز بمقعد سيلبي وآينستي، والذي لم يكن مدرجاً في قائمة المقاعد المستهدفة قبل الدعوة إلى التصويت المفاجئ، عندما استقال النائب السابق نايجل آدامز، ولكن يبدو أن الناخبين المحافظين بقوا في منازلهم، ما سمح لحزب العمال بالفوز بالمقعد بفارق 23.7 نقطة، بحسب الشبكة.

وكانت هناك نتائج قاتمة أخرى لحزب المحافظين في سوميرتون وفروم، حيث استطاع الديمقراطيون الليبراليون إنهاء أغلبيتهم هناك، واستعادوا مقعداً كانوا يحتفظون به حتى عام 2015، إذ بات المحافظون يتأخرون بـ 11 ألفاً و8 أصوات خلف الديمقراطيين الليبراليين الذين حصلوا على 21 ألفاً و187 صوتاً مقابل 10 ألف و179 للمحافظين.

وظل المحافظون يقللون من احتمالية حصولهم على أي من المقاعد الثلاثة حتى وقت مبكر من ليل الخميس، بينما كان الديمقراطيون الليبراليون واثقين للغاية من تقدمهم في سومرتون وفروم، حتى أنهم أعلنوا فوزهم هناك قبل أن يتم فتح جميع صناديق الاقتراع لبدء عمليات الفرز.

"فوز نادر"

ورأت الشبكة أن كيفية إدارة توقعات حزب المحافظين قد عملت لصالحهم، إذ يمكنهم الآن وصف فوزهم في الانتخابات بمقعد بوريس جونسون القديم باعتباره انتصاراً، إذ أنه يمثل "فوزاً نادراً" للحكومة في الانتخابات الفرعية، وتوبيخاً لزعيم العمال.

ويدعي حزب العمال أن قضية توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية التي هيمنت على أوكسبريدج وساوث روسليب، لا تمثل الشعور السائد في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وقال ناطق ياسم حزب العمال: "كان من المتوقع أن نشهد معركة صعبة في هذا المقعد الذي لم يكن فيه نواب من الحزب أبداً من قبل".

وأضاف: "نعلم أن تحطيم الاقتصاد من قبل المحافظين قد أضر بالعاملين بشدة، ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن يكون توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية مصدر قلق للناخبين هنا في الانتخابات الفرعية".

وكان النائب عن حزب العمال ستيف ريد أكثر صراحةً في رده، إذ قال: "أعتقد أن مرشح حزب المحافظين الفائز قد قال الأمر للتو، حيث أكد أنه لولا توسيع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية، فإن حزب العمال كان سيفوز بهذا المقعد، فمن الواضح أن الأمر كان مؤثراً على الكثير من الناس، إذ لم تعجبهم حقيقة أن المشروع سيكون مكلفاً في وقت تستمر فيه أزمة كلفة المعيشة".

ونقلت وكالة "رويترز" عن نائبة زعيم حزب العمال أنجيلا راينر قولها، إن الحزب "لم يكن يعتبر هذه النتيجة مضمونة".

وأضافت راينر بعد الفوز التاريخي للعمال في الانتخابات لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC" الجمعة: "فوزنا في سيلبي هو نتيجة تاريخية عظيمة لنا، ونقر بأنه يمثل نصراً رائعاً، لكننا لم نكن نعتبر أن الأمر مضموناً".

وجاءت الانتخابات الفرعية هذه بعد أن تنحى جونسون وآدامز وديفيد واربورتون عن مقاعدهم.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات