بريطانيا.. "استراتيجية سوناك" تواجه مطالب التغيير لتفادي "هزيمة انتخابية"

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يخرج من مقر الحكومة في لندن. 19 يوليو 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يخرج من مقر الحكومة في لندن. 19 يوليو 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

دعا أعضاء بحزب المحافظين البريطاني، رئيس الوزراء ريشي سوناك، السبت، إلى "تغيير" استراتيجيته وإجراء تعديل بمجلس الوزراء، بعد أن تعرض لانتكاسة جراء خسارته مقعدين نيابيين في انتخابات فرعية تحظى بأهمية كبيرة قبل الانتخابات العامة المقررة العام المقبل. 

وذكرت "بلومبرغ"، أن سوناك يتمسك بتحقيق "معجزة اقتصادية" قبل الانتخابات العامة المقبلة، بعد أن أظهرت الهزيمة في الانتخابات الفرعية أن الناخبين ليس لديهم صبر كبير على استراتيجيته. 

وبينما تعهد سوناك بالتمسك بخطته بعد أن خسر مقعدين واحتفظ بمقعد ثالث بفارق ضئيل، الخميس، قال وزراء ومشرعون ومستشارون من الحزب الحاكم إن النتائج تعني أن "هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود".

ورأوا أن سوناك يجب أن يجري تعديلات في مجلس الوزراء ويغير تكتيكاته وأن يكشف النقاب عن سياسات جديدة في مؤتمر حزب المحافظين المقرر عقده في أكتوبر المقبل، لخلق خطوط فاصلة مع المعارضة العمالية. 

هزيمة محتملة

وقال مسؤولون إن عدم انصياع واستجابة سوناك للتحذيرات قد يلحق هزيمة بحزبه في الانتخابات العامة المقبلة.

ويدرس سوناك، الذي يتخلف عن حزب العمال بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي الأخيرة، إجراء الانتخابات العامة في نوفمبر 2024، لمنح الاقتصاد أطول فترة ممكنة للتعافي مع تجنب إجراء الانتخابات في الشتاء. 

وقال سوناك، الجمعة، لوسائل إعلام، إن النتيجة أظهرت أن الانتخابات العامة لم تكن "صفقة محسومة"، متعهداً بالالتزام بالأولويات الخمس وهي "خفض التضخم إلى النصف، وتنمية الاقتصاد، وخفض الديون، ووقف الهجرة، وخفض قوائم انتظار الخدمات الصحية، وهي البنود التي كررها في كل ظهور علني تقريباً منذ بداية العام الجاري".  

وأضاف: "الرسالة التي أستخلصها هي أنه يتعين علينا مضاعفة جهودنا والالتزام بخطتنا وتقديمها، سنعمل بجد بشكل لا يصدق، ونحقق أولوياتنا الخمس". 

وعلى الرغم من تفاؤل سوناك بشأن النتيجة التي حققها الحزب في أوكسبريدج وساوث رايسليب غرب لندن، حيث نجح المحافظون في الاحتفاظ بالمقعد الشاغر منذ استقالة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون من البرلمان في يونيو الماضي، إلا أن الواقع الصعب بالنسبة له هو أن انتخابات الخميس أظهرت "جمهوراً غير راضٍ إلى حد كبير عن سجل المحافظين منذ عام 2010".   

ورطة انتخابية وركود اقتصادي

جون كورتيس، محلل استطلاعات الرأي البارز وأستاذ السياسة في جامعة ستراثكلايد في جلاسكو، قال لـ "بلومبرغ": "لا يزال المحافظون في ورطة انتخابية كبيرة". 

واعتبرت "بلومبرغ" أن المشكلة الرئيسية هي أن وعود سوناك تبدو أصعب في تحقيقها الآن مما كانت عليه عندما قطعها على نفسه، إذ لا يزال التضخم يقترب من 4 أضعاف الهدف الرسمي. 

ويتوقع اقتصاديون حدوث ركود، خصوصاً مع بلوغ حجم الدين الوطني نسبة 100% من الناتج المحلي الإجمالي لأول مرة منذ عقود، كما سجلت قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية البريطانية رقماً قياسياً، ولا تزال عمليات عبور قوارب الهجرة الصغيرة مرتفعة. 

ويعتقد بعض أعضاء حزب سوناك، بما في ذلك الحلفاء المقربون، أن النهج خاطئ، إذ قال أحد المؤيدين إنه حتى لو كان الانخفاض الحاد غير المتوقع في معدل التضخم، هذا الأسبوع، سبباً للتفاؤل، فإن تكلفة المعيشة ستظل مرتفعة وسيكون النمو ضئيلاً، في حين سيكون من الصعب تحقيق التقدم في ملفي الهجرة والصحة بحلول نهاية العام.  

ولفت أحد أعضاء البرلمان من حزب المحافظين إلى أنه حال استمر سوناك في تسليط الضوء على تعهداته ولم يلتزم بها، فإن حجج حزب العمال ستكون "أكثر ثباتاً" وقد يواجه دعوات للاستقالة. 

وفي أعقاب الحملة الناجحة في بلدة أوكسبريدج التي تعارض القيود المفروضة على انبعاثات المركبات، يتوقع البعض في الحكومة أن يستخدم سوناك سياسة "صافي الصفر" والقضايا الخضراء للتمييز بين المحافظين والعمال.

 ولفتوا إلى أن شعارات مثل "ارفعوا أيديكم عن غلاياتنا" و"ارفعوا أيديكم عن سياراتنا" هي رسائل تشير إلى أن كير ستارمر، المتحدث باسم حزب العمال، سيخفض الحريات ويكلف الناخبين أموالاً، سعياً لتحقيق انتقال أخضر سريع. 

وقال باتريك إنجليش، مدير الأبحاث السياسية في مؤسسة استطلاعات الرأي "يو جوف"، إن أوكسبريدج تثبت أن "تنفيذ ونشر السياسات الخضراء هو عمل صعب، وقد ينتج عن ذلك عواقب انتخابية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات