قالت الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن مسؤولين أميركيين سيلتقيان وفداً من ممثلي حركة طالبان وتكنوقراط من وزارات أفغانية رئيسية، خلال زيارة إلى الدوحة، الأسبوع الجاري، مشيرةً إلى أن الجانبين سيبحثان "تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الأفغاني"، و"قضايا الأمن وحقوق النساء".
وذكرت الخارجية الأميركية في بيان، أن توماس ويست، المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان، ورينا أميري، المبعوثة الأميركية الخاصة لحقوق النساء والفتيات والإنسان في أفغانستان، سيتوجهان إلى أستانا عاصمة كازاخستان ومنها إلى العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 26 إلى 31 يوليو الجاري.
وورد في البيان الأميركي أن المسؤولين سيلتقيان في نور سلطان مع مسؤولين من كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان لبحث مسألة أفغانستان.
وأضاف البيان أن "المسؤولين الأميركيين سيلتقيان أيضاً نشطاء من المجتمع المدني في مجال حقوق المرأة"، لافتاً إلى أن "المسؤولين سيلتقيان وفد طالبان في الدوحة وسيبحثان تقديم الدعم الإنساني لأفغانستان، وقضايا الأمن وحقوق النساء، وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الأفغاني، وجهود مكافحة إنتاج المخدرات والاتجار فيها".
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن الاجتماعات "لا تعني أي مؤشر على الاعتراف أو تطبيع العلاقات أو إضفاء الشرعية على طالبان".
وعبر باتيل عن "مخاوف الولايات المتحدة من انتهاكات حقوق الإنسان، وتهميش النساء والفتيات في أفغانستان تحت حكم طالبان".
واعتبر أن هذا "لا يشير إلى أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة"، مضيفاً: "لقد كنا واضحين للغاية في أننا سنتعامل مع طالبان بالصورة الملائمة حين يكون ذلك في مصلحتنا".
ولم تعترف أي دولة حتى الآن بشرعية الحكومة منذ عودة طالبان إلى السلطة، بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في عام 2021.
وربط المجتمع الدولي الاعتراف بنظام طالبان والإفراج عن المساعدات الإنسانية والمالية، التي تعتبر حيوية لدعم الأفغان العالقين في براثن الفقر، باحترام طالبان لحقوق الإنسان، وخصوصاً حقوق النساء في الدراسة والعمل.
ورغم تعهُّد حركة طالبان، بإبداء مرونة أكبر بعد توليها السلطة، سرعان ما عادت إلى تفسيرها المتشدّد للشريعة الذي طبع حكمها في الفترة بين 1996 و2001.
وزادت حركة طالبان تدريجياً التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن من غالبية الوظائف العامة أو أعطين أجوراً زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل. ولم يعد يحقّ للنساء السفر دون محرم وينبغي عليهن ارتداء البرقع.
وفي نوفمبر الماضي، حظرت الحركة على النساء، ارتياد المتنزهات والحدائق وصالات الرياضة والمسابح العامة.
وتواجه أفغانستان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يعاني سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة من الجوع فيما يواجه 3 ملايين طفل خطر سوء التغذية.