وصف ملك المغرب محمد السادس، السبت، العلاقات بين الجزائر والمغرب بأنها "مستقرة"، مشيراً إلى أنه يتطلع لأن تكون أفضل.
وقال خلال كلمة ألقاها السبت: "خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر؛ وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل".
وأضاف: "في هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعباً، أن المغرب لن يكون أبداً مصدر أي شر أو سوء؛ والأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا".
وعبَّر عن أمله في "أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين"، مؤكداً حرص المغرب على "إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار".
فلسطين
وقال ملك المغرب: "كلما كانت الجدية حافزنا، كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات، ورفع التحديات"، مشيراً إلى أن هذه الجدية "تتجسد عندما يتعلق الأمر بقضية وحدتنا الترابية".
وأضاف: "هذه الجدية والمشروعية هي التي أثمرت توالي الاعترافات بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية؛ وآخرها اعتراف دولة إسرائيل، وفتح القنصليات بالعيون والداخلة، وتزايد الدعم لمبادرة الحكم الذاتي".
وأكد "موقف المغرب الراسخ، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛ بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة".
الاقتصاد
وأشار إلى أن تداعيات الأزمة التي يعرفها العالم، وتوالي سنوات الجفاف على المستوى الوطني، أسهمت في ارتفاع تكاليف المعيشة، وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي.
وأضاف: "لذا، وجهنا الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة، قصد تخفيف آثارها السلبية على الفئات الاجتماعية والقطاعات الأكثر تضرراً، وضمان تزويد الأسواق بالمنتوجات الضرورية"، لافتاً في هذا الصدد إلى إطلاق مشروع الاستثمار الأخضر للمكتب الشريف للفوسفات، وتسريع مسار قطاع الطاقات المتجددة".
كما أشار إلى إعداد الحكومة مشروع "عرض المغرب"، في مجال الهيدروجين الأخضر، داعياً الحكومة إلى "الإسراع بتنزيله، بالجودة اللازمة، وبما يضمن تثمين المؤهلات التي تزخر بها بلادنا، والاستجابة لمشاريع المستثمرين العالميين، في هذا المجال الواعد".
وقال: "نأمل في صرف التعويضات الاجتماعية مع نهاية هذه السنة للأسر المحتاجة".
ولفت ملك المغرب إلى أنه في مجال التدابير المائية، تمَّت "بلورة البرنامج الوطني للماء لفترة 2020-2027"، داعياً إلى "التتبع الدقيق لكل مراحل تنفيذه"، مؤكداً أنه لن يكون هناك تساهل "مع أي شكل من أشكال سوء الحكامة والتدبير، والاستعمال الفوضوي واللا مسؤول للماء".
وقال: "اليوم، وقد وصل مسارنا التنموي إلى درجة من التقدم والنضج، فإننا في حاجة إلى هذه الجدية، للارتقاء به إلى مرحلة جديدة، وفتح آفاق أوسع من الإصلاحات والمشاريع الكبرى، التي يستحقها المغاربة".
كأس العالم 2030
وشدد على أن "الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائماً ما يبهر العالم بإنجازات كبيرة وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم"، وذلك في إشارة إلى أداء المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 بقطر، حيث حلَّ أسود الأطلسي في المركز الرابع.
وأضاف: "هي نفس الروح التي كانت وراء قرارنا، بتقديم ملف ترشيح مشترك، مع أصدقائنا في إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي نتطلع ونعمل على أن تكون تاريخية، على جميع المستويات".
وتابع: "إنه ترشيح غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم".
وأشار إلى أنَّ الجدية تتجلى كذلك، في مجال الإبداع والابتكار، الذي يتميز به الشباب المغربي، في مختلف المجالات، لافتاً إلى إنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وتقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي.