عيّن الرئيس الصيني شي جين بينج، الاثنين، قائداً جديداً للقوات المسلحة التي تشرف على صواريخ الصين التقليدية والنووية، وذلك قبل يوم من الذكرى السنوية الـ96 لتأسيس الجيش الصيني.
وتم تعيين، وانج هو بين، النائب السابق لقائد القوات البحرية الصينية، كقائد جديد للقوة الصاروخية بالجيش الصيني، كما عُيّن، شيوي شي شنج، في منصب المفوض السياسي الجديد للقوة الصاروخية مع ترقيتهما إلى رتبة جنرال التي تعد أعلى رتبة لضباط في الخدمة الفعلية في البلاد، بحسب وكالة أنباء "شينخوا" الصينية.
وحتى انتقاله إلى القوة الصاروخية للجيش الصيني، كان وانج نائباً لقائد البحرية منذ عام 2020، كما كان نائباً سابقاً لرئيس الأركان في القوات البحرية، فيما سبق أن تولى شيوي منصب نائب المفوض السياسي لقيادة المسرح الجنوبي، وهو من ضمن المسارح الخمسة للجيش الصيني.
ووصفت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية، الاثنين، قرار نقل وانج من القوات البحرية للجيش الصيني إلى القوة الصاروخية بـ"غير المسبوق"، لكن محللين ذكروا أنه "يعكس ثقة جيش التحرير الشعبي في قدراته الحربية".
ونقلت الصحيفة الصينية عن مصادر، الأسبوع الماضي، أن "وحدة مكافحة الفساد التابعة للجنة العسكرية المركزية تحقق مع القائد السابق للقوة الصاروخية لي يوتشاو، بالإضافة إلى نائبيه الحاليين والسابقين، تشانج تشن تشونج، وليو جوانجبين".
حملة لمكافحة الفساد
"فاينانشيال تايمز" البريطانية ذكرت، في وقت سابق، الاثنين، أن الرئيس الصيني يقود حملة جديدة لفرض الانضباط واستئصال الفساد في الجيش يرتقب أن تطيح بقادة بارزين، فيما يسعى لتوطيد سلطته على الجيش.
وقالت الصحيفة، إن الحملة الجديدة تشير إلى أن الجهود التي بذلها شي جين بينج، طيلة العقد الأخير، لفرض سيطرة شخصية مطلقة على الجيش، "لم تحقق أهدافها".
وقال شي خلال اجتماعين رفيعي المستوى مع قيادة الجيش في بكين خلال يوليو الماضي، إنه يجب "التركيز على حل المشكلات البارزة التي ما زالت مستمرة في مؤسسات الحزب على جميع المستويات، فيما يتعلق بفرض قيادة مطلقة للحزب على الجيش".
وخلال زيارة تفقدية لقيادة الجيش الغربية بمقاطعة شيتشوان قبيل الاحتفال، وجّه شي بـ"اتخاذ خطوات صارمة لتحسين سلوك الحزب وفرض الانضباط به"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، الأحد.
وفي وقت سابق من يوليو الجاري، دعت اللجنة العسكرية المركزية، وهي أعلى هيئة بالجيش ويترأسها شي، إلى إنشاء "آلية تحذير مبكر لمخاطر النزاهة في الجيش"، وأعلنت فتح تحقيق في شبهات فساد في مجال توريد المعدات تعود إلى نحو 6 سنوات.
تأتي حملة شي الجديدة لفرض الانضباط داخل الحزب في وقت اختفى فيه عن الأنظار، عدد من كبار ضباط "القوة الصاروخية" (Rocket Force) التابعة للجيش، والتي تشرف على ترسانات الصواريخ النووية والتقليدية للبلاد.
وأشارت "فاينانشيال تايمز"، إلى أن التوقف عن الظهور العام لمثل هؤلاء المسؤولين في الصين يكون في العادة مؤشراً على خضوعهم للتحقيق.
ولم يرد اسم لي يوتشاو، قائد "القوة الصاروخية" ضمن الجنرالات الذين تمت ترقيتهم من قبل الرئيس شي في أواخر يونيو الماضي، في حفل كان من المتوقع أن يحضره يوتشاو.
وقال مسؤولان بحكومة أجنبية على علم بالمعلومات الاستخبارات ذات الصلة لـ"فاينانشيال تايمز"، إن قادة "القوة الصاروخية يخضعون لتحقيق بتهمة تسريب معلومات عسكرية".
وتعد "القوة الصاروخية" واحدة من أكثر وحدات الجيش الصيني أهمية من الناحية الاستراتيجية، لتوليها مسؤولية الردع النووي الذي يتوسع بسرعة في الصين بالإضافة إلى تحكمها في نظم الصواريخ الحاسمة في أي هجوم محتمل على تايوان، بحسب الصحيفة البريطانية.
