شي يدعو لتعزيز "قدرات القتال" في ذكرى تأسيس الجيش الصيني

شاشة عملاقة تعرض خطاباً للرئيس الصيني شي جين بينج في المتحف العسكري للثورة الشعبية الصينية في بكين. 8 أكتوبر 2022 - REUTERS
شاشة عملاقة تعرض خطاباً للرئيس الصيني شي جين بينج في المتحف العسكري للثورة الشعبية الصينية في بكين. 8 أكتوبر 2022 - REUTERS
بكين-رويترز

قال الرئيس الصيني شي جين بينج، الثلاثاء، إن القوات المسلحة الصينية يجب أن تعزز من قدراتها القتالية، وتكون في حالة استعداد عالية، وذلك بعد أشهر من التدريبات المكثفة.

وفي خطابه قبيل انطلاق الاحتفالات بالذكرى الـ96 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، الثلاثاء، أكد شي ضرورة تسريع عملية "التحديث التكنولوجي"، مشيراً إلى الحاجة لتجهيزات وقوات جديدة تعزز قدرات الجيش، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا".

وبمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس الجيش، تحدثت افتتاحية صحيفة "جيش التحرير الشعبي" اليومية الرسمية، عن تعزيز قدرات الجيش الصيني في تنفيذ مهام عسكرية متنوعة في مساحة أوسع.

واستعرضت الصين قوتها العسكرية هذا العام، وصعدت من المناورات والتدريبات العسكرية، كما ألمحت إلى أن حاملة الطائرات الصينية الثالثة (فوجيان) وهي الحاملة الأكثر تقدماً في البحرية الصينية، ستبدأ قريباً في الإبحار، كما عززت من علاقاتها العسكرية مع روسيا.

"رسائل سياسية من بكين"

وتعكس هذه الخطوات التي اتخذتها الصين، تصاعد التهديدات الخارجية التي تراها بكين من الولايات المتحدة وحلفائها وفق ما رأى محللين، فيما رأى البعض أن بكين تستخدم قوتها العسكرية لـ"إرسال رسائل سياسية".

وقال سونج زونج بينج، محلل الشؤون العسكرية الصيني للوكالة: "السبب بسيط: العالم  أصبح غير سلمي، والبيئة الخارجية التي تواجهها الصين تستمر في التدهور"، مشيراً إلى تزايد وتكرار التدريبات العسكرية الصينية.

وبالإضافة إلى ذلك، توسع الولايات المتحدة تواجدها في المنطقة، وتعزز من علاقاتها مع حلفائها التقليديين والشركاء الجدد.

وأدى ذلك إلى دعوات من المسؤولين الصينيين لواشنطن بالابتعاد عن سواحل الصين، إذا كانت ترغب في استئناف الحوار بين القوات العسكرية الصينية والأميركية.

وأوضح درو تومبسون، الباحث البارز في "كلية لي كوان يو" للسياسة العامة في الجامعة الوطنية في سنغافورة، لـ"رويترز" أن تدريبات الصين تمثل "رسالة سياسية بشكل أكبر منها رسالة عسكرية".

وأضاف أن "كل تحرك للجيش الصيني هو سياسي بطبيعته، وعندما يجري الجيش الصيني تدريباً عسكرياً، فإنه يُظهر قوته، وينقل رسالة إلى الدول الأخرى".

توسيع القدرات البحرية

وبعد اجتماع الرئيسة التايوانية تساي إنج وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في أبريل في كاليفورنيا، أجرت الصين ما لا يقل عن 12 مناورة ودورية عسكرية، في مضيق تايوان وفي منطقة بحر اليابان، وحتى المحيط الهادئ الغربي.

وتستعد الصين لتوسيع نفوذها وتعزيز قوتها خارج مياهها الوطنية، من خلال تجهيز حاملات طائراتها. 

ورغم أنها لا تزال في مرحلة التدريب، إلا أن بكين نشرت حاملة الطائرات "شاندونج" إلى مناطق أبعد من مواقعها السابقة في المحيط الهادئ.

ويستعد الملحقون العسكريون والمحللون الإقليميون لمراقبة اختبارات حاملة الطائرات الصينية الأكثر تطوراً "فوجيان"، من أجل رصد علامات التقدم التكنولوجي والتشغيلي فيها.

وذكرت تليفزيون "CCTV" الحكومي في يونيو، أن الاختبار البحري لـ"فوجيان" سيبدأ "قريباً"، ولكن لم يتم وضع تاريخ محدد.

القوات الجوية الصينية

وفي السماء، تعمل الصين على تعزيز قدراتها على المدى البعيد. وأظهرت مقاطع فيديو نُشِرت على الإنترنت الطائرة المقاتلة الاستطلاعية الصينية "J-20" تقلع باستخدام محركات "WS-15" المنتجة محلياً، وفق ما أوردت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" في يوليو الماضي.

وتشير التقارير إلى أن المحرك الجديد "WS-15" سيمكن المقاتلة الصينية "J-20" من الوصول إلى قواعد الجيش الأميركي في كوريا الجنوبية واليابان وجوام.

وعلى مدى عقود، عملت الصين على بناء محركات طائرات عالية الأداء لتنافس النماذج الغربية والروسية، ولكن قدرات المحرك "WS-15" لم تكشف علناً.

وفي عرض جوي أخير، تم عرض النموذج القابل للتزود بالوقود من طائرة الشحن طويلة المدى Y-20، مع الطائرات المقاتلة النفاثة في تشكيلة واحدة.

وقال أحد طياري المقاتلة J-20 في تصريحات الأسبوع الماضي لوسائل إعلام رسمية، إن القوات الجوية الصينية "أرسلت إشارة إيجابية بقدرتها على إجراء تدريبات بحرية بعيدة المدى"، وإن "قدراتها التكتيكية والقتالية على مسافات طويلة تزداد قوة وتتحسن".

والاثنين، عيّن الرئيس الصيني قائداً جديداً للقوات المسلحة التي تشرف على صواريخ الصين التقليدية والنووية.

وتم تعيين، وانج هو بين، النائب السابق لقائد القوات البحرية الصينية، كقائد جديد للقوة الصاروخية بالجيش الصيني، كما عُيّن، شيوي شي شنج، في منصب المفوض السياسي الجديد للقوة الصاروخية مع ترقيتهما إلى رتبة جنرال التي تعد أعلى رتبة لضباط في الخدمة الفعلية في البلاد، بحسب وكالة أنباء "شينخوا" الصينية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات