أظهرت وثائق محكمة أميركية أن هانتر بايدن، نجل الرئيس الأميركي جو بايدن، تمكن من جني 4 ملايين دولار من شركة طاقة أوكرانية وشركة استثمارات صينية، وعدة مصادر أخرى، خلال عامين "انزلق خلالهما إلى إدمان المخدرات".
وهذه الوثائق هي ضمن صفقة وافق عليها هانتر في يونيو الماضي مع الادعاء الفيدرالي، للإقرار بالذنب في قضية مخالفات ضريبية، وتم الإعلان عنها، الأربعاء، حين أمرت القاضية الفيدرالية ميريلين نوريكا بالإفراج عنها بعد طلبات من الصحافة، وفق "بلومبرغ".
وتعطلت الصفقة التي تتضمن إقرار نجل بايدن بالذنب في جنحة لا تتضمن سجناً، بعدما أثارت القاضية شكوكاً حول شروطها الأسبوع الماضي.
وقالت القاضية الأسبوع الماضي في جلسة استماع: "لا يمكنني قبول اتفاق الإقرار بالذنب"، معربةً عن "مخاوفها" من ربط الأطراف جريمتي الضرائب بتهمة حيازة السلاح، لافتةً إلى أنها لن توقع على الاتفاق من دون مراجعته. ويواجه هانتر تهمة منفصلة بحيازة سلاح دون ترخيص.
وطلبت القاضية نوريكا من محامي هانتر والمدعين تقديم ما يلزم لقبول الاتفاق، وهو ما يعني أن على الجانبين إقناعها بالموافقة على الاتفاق أو تعديله.
ويظهر أحد أجزاء الاتفاق بين نجل بايدن والادعاء الفيدرالي في ديلاوير، تفاصيل مداخيله عامي 2017 و2018، وهما العامان اللذان لم يدفع فيهما نجل بايدن أي ضرائب على دخله.
وانتقد الجمهوريون صفقة الإقرار بالذنب، معتبرين أنها صفقة سهلة لنجل بايدن، مجادلين بأن "الرئيس جو بايدن نفسه استفاد بالقطع من الملايين التي جناها نجله"، على حد قولهم.
ولم يرد محام بايدن على طلبات للتعليق على الصفقة، الأربعاء.
تفاصيل المداخيل
في عام 2017، جنى هانتر بايدن أكثر من 2.3 مليون دولار، بينها مليون دولار من شركة أسسها مع المدير التنفيذي لشركة صينية، و664 ألفاً من شركة صينية للاستثمار في البنية التحتية، و500 ألف من شركة طاقة أوكرانية، و70 ألفاً من شركة رومانية، و48 ألفاً من شركة محاماة دولية، و666 ألفاً من أعمال محلية في الولايات المتحدة.
ولم تظهر مصادر الدخل بشكل محدد في وثائق المحكمة، ولكن بايدن أقر بصلاته بالشركة الصينية "CEFC" المتخصصة في الطاقة، وكذلك شركة بوريسما الأوكرانية للطاقة، وشركة محاماة بويس وشيلر وفليكسنر.
وفي عام 2018 جنى هانتر بايدن أكثر من 2.1 مليون دولار.
سنوات الإدمان
ووفقاً للاتفاق، فإن هذه المداخيل جاءت خلال فترة إدمان هانتر بايدن للمخدرات. وتشير الوثائق إلى مذكرات هانتر التي وصف فيها "أعمالاً خلاعية لم تتوقف خلال الربيع والصيف" في عام 2018.
ووفقاً للاتفاقية، فإن بايدن كان على علم بمسؤولياته الضريبية من المحاسب الذي عينه. وأعد المحاسب قائمة بالعوائد الضريبية وأرسلها له لمراجعتها والتوقيع عليها. ورغم حض المحاسب المتواصل له على التوقيع، فإن بايدن لم يوقع عليها، ولم يقدم إقرارات عوائده الضريبية.
وفشل هانتر أيضاً في دفع ضرائبه، رغم امتلاكه الأموال الكافية للقيام بذلك، وبحلول مايو 2019، أنفق هانتر بايدن الأموال التي كانت بحوزته في مصروفات شخصية، بما فيها عمليات سحب نقدي كبيرة، ومدفوعات عن أولاده، وسداد بطاقات ائتمانية، وكذلك سداد أقساط سيارة بورش فارهة.
وفي أكتوبر 2021، تشير وثائق المحكمة إلى أن ضرائب هانتر بايدن الذي كان مطلوباً منه دفع نحو مليون دولار ضرائب عن عام 2017، ونحو مليون أخرى عن عوائده في 2018، تم سدادها بواسطة طرف ثالث.
كما دفع هذا الطرف الثالث 45 ألفاً و661 دولار و197 ألفاً و372 دولار لحل قضايا ضريبية عالقة بين 2016 و2019 وفقاً للوثائق.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أشارت العام الجاري، إلى أن محامي مشاهير هوليوود كيفين موريس أقرض هانت بايدن 2 مليون دولار لحل قضاياه الضريبية.
