تسارع عمليات الإجلاء من النيجر.. وتظاهرات مؤيدة للانقلاب

تظاهرات في العاصمة النيجرية نيامي داعمة للمجلس العسكري. 3 أغسطس 2023 - REUTERS
تظاهرات في العاصمة النيجرية نيامي داعمة للمجلس العسكري. 3 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي/ نيامي/ أبوجا- رويترزالشرق

قررت دول عدة، على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، تسريع عمليات إجلاء مواطنيها من النيجر، في أعقاب الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، فيما خرج المئات من أنصار المجلس العسكري احتجاجاً على العقوبات التي فرضت على البلاد.

وأعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، الخميس، تقليص عدد الموظفين في سفارتيهما في العاصمة نيامي، مؤقتاً بسبب الوضع الأمني الحالي.

وكانت فرنسا وإيطاليا بدأت منذ يومين في إجلاء رعاياها من النيجر، وسط التوتر الذي أعقب الانقلاب.

وطلبت فرنسا، الخميس، من قوات الأمن في النيجر اتّخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي، خصوصاً تلك التابعة لفرنسا، بشكل كامل.

وذكرت الخارجية البريطانية أن هناك احتجاجات واضطرابات نتيجة الانقلاب العسكري، مشيرة إلى أن الأطراف التي نظمت تظاهرة في 30 يوليو، هي من دعت لتنظيم تظاهرةالخميس، بمناسبة عيد استقلال النيجر، الخميس.

وحذرت الخارجية البريطانية من أن التظاهرات قد تكون عنيفة، وأن الوضع يمكن أن يتغير بسرعة من دون سابق إنذار.

تظاهرات في نيامي

ونظم مئات من أنصار المجلس العسكري في النيجر تظاهرات في العاصمة نيامي، الخميس، احتجاجاً على العقوبات التي فرضت على البلاد في أعقاب الانقلاب العسكري.

وبعد الإعلان إلى هذه التظاهرات المؤيدة للانقلاب ورفضاً للتدخلات الأجنبية في البلاد، عبرت فرنسا عن مخاوفها بشأن سلامة سفارتها.

وهاجم متظاهرون، الأحد الماضي، السفارة الفرنسية في نيامي، مما دفع الشرطة إلى إطلاق وابل من الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الخميس، إن فرنسا تجدد إدانتها الشديدة لأحداث العنف التي ارتكبتها "مجموعات منظمة ومُجهزة" ضد سفارتها في النيجر الأحد الماضي.

وأضافت أنه عقب صدور دعوات للتظاهر، الخميس، تذكر فرنسا بضرورة الاتزام بضمان سلامة وأمن بعثتها الدبلوماسية وموظفي البعثة، وفق ما ينص عليه القانون الدولي، ولا سيما اتفاقيات فيينا.

وجاء في البيان أن فرنسا "طلبت من قوات الأمن النيجيرية اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في نيامي، خصوصاً تلك التابعة لفرنسا، بشكل كامل".

 "رسالة قوية للانقلابيين"

واختتم رؤساء أركان قوات دفاع "إيكواس"، الخميس، اليوم الثاني من قمة عسكرية في عاصمة نيجيريا أبوجا بشأن الوضع في النيجر.

ومن المقرر أن تستمر الاجتماعات حتى الجمعة، بحسب ما أعلنت "إيكواس".

وأفادت "رويترز" بأن المسؤولين العسكريين تعهدوا بأن المحادثات ستبعث برسالة قوية بشأن عدم تسامحهم مع عمليات الاستيلاء غير الدستورية على السلطة في المنطقة. 

وقرر قادة المجموعة خلال القمة الاستثنائية، الأحد، إمهال قادة الانقلاب العسكري في النيجر أسبوعاً للإفراج عن الرئيس محمد بازوم، وإعادته للسلطة، واستعادة النظام الدستوري بالكامل، وهددوا باتخاذ إجراءات، من ضمنها "استخدام القوة"، في حال عدم الالتزام بذلك.

وليس من الواضح ما إذا كانت اجتماعات رؤساء أركان قوات دفاع "إيكواس" في أبوجا ستوفر مزيداً من التفاصيل حول تهديد المجموعة الاقتصادية باستخدام القوة، في حال لم يعيد قادة الانقلاب بازوم إلى السلطة بحلول الموعد النهائي المقرر الأحد المقبل، والذي يعد الموقف الأقوى لها حتى الآن بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية في المنطقة. 

وفي وقت متأخر الأربعاء، تعهد المجلس العسكري في النيجر بعدم الرضوخ للضغوط الخارجية، معلناً رفضه لعقوبات "إيكواس" وتهديداتها بالتدخل العسكري. 

قائد الانقلاب يتحدى الضغوط

إلى ذلك، قال رئيس المجلس العسكري الانقلابي في النيجر عبد الرحمن تياني، إن المجلس لن يرضخ للضغوط لإعادة بازوم إلى السلطة، وهو ما يزيد من حدة المواجهة مع"إيكواس"، التي هددت بالتدخل بعد انقلاب الأسبوع الماضي.

وفي كلمة بثها التليفزيون، قال تياني إن المجلس العسكري "يرفض هذه العقوبات تماماً ويرفض الرضوخ لأي تهديدات أياً كان مصدرها. نرفض أي تدّخل في شؤون النيجر الداخلية".

وفرضت إيكواس عقوبات على النيجر، وقالت إنها قد تسمح باستخدام القوة إن لم يُعِد قادة الانقلاب بازوم إلى السلطة في غضون أسبوع من الأحد.

وأظهرت وثيقة حكومية، الأربعاء، أن نيجيريا قطعت إمدادات الكهرباء عن النيجر، بينما تقطعت السبل بسائقي الشاحنات في نيامي بسبب إغلاق الحدود، وهي علامات مبكرة على تداعيات العقوبات الشاملة التي فرضتها المجموعة، ووصفها تياني بأنها "غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية".

وتعد دولة النيجر حليفة مهمة للغرب في القتال ضد المتمردين والمتطرفين في المنطقة، وتمت إدانة الانقلاب من قبل القوى الأجنبية التي تخشى من أنه قد يسمح للمسلحين هناك بتحقيق مكاسب على الأرض.

كما أن النيجر هي أيضاً سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، وهو المعدن المُشِع المُستخدَم على نطاق واسع في الطاقة النووية وعلاج السرطان. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات