حصري
سياسة

رئيس وزراء النيجر لـ"الشرق": لا مفاوضات مباشرة مع "الانقلابيين"

حشد من أنصار الانقلاب في عاصمة النيجر نيامي. 20 أغسطس 2023 - AFP
حشد من أنصار الانقلاب في عاصمة النيجر نيامي. 20 أغسطس 2023 - AFP
دبي-الشرق

أكد رئيس وزراء الحكومة المقالة في النيجر أومودو محمدو، الاثنين، أنه لا توجد مفاوضات "مباشرة" بين الحكومة المقالة و"الانقلابيين"، معتبراً أنه لا يزال هناك مجال للحوار لحل الأزمة.

وأوضح في تصريحات لـ"الشرق" أن الرئيس محمد بازوم محتجز في "ظروف صعبة للغاية"، كما استبعد انتشار مجموعة فاجنر العسكرية الروسية في النيجر.

وانتهت، الأحد، المهلة التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" لقادة المجلس العسكري في النيجر لإعادة بازوم إلى منصبه، وإلّا تدخلت عسكرياً.

وقال محمدو: "المفاوضات لا تجري مباشرة بيننا وبين والانقلابيين، بل بين الانقلابيين ومجموعة إيكواس".

وأضاف: "النيجر عضو في الإيكواس، وقد اعتمدت المجموعة بروتوكول الحوكمة والديمقراطية الذي تم الاتفاق بموجبه بين الدول الأعضاء على أن كل وصول إلى السلطة يجب أن يكون بالطرق الديمقراطية، وأن أي دولة تخالف هذا البروتوكول ستخضع للعقوبات".

وتابع: "بموجب هذه العقوبات رأينا أن هناك عقوبات اقتصادية، ومالية، وفي الحالات القصوى أيضاً، وإذا لم تجد العقوبات نفعاً وأصر البلد على البقاء خارج الديمقراطية، يمكن اللجوء إلى القوة".

وأشار محمدو إلى أن مجموعة إيكواس "أرسلت وفداً إلى النيجر، ووافق الانقلابيون على استقبال هذا الوفد، وبالتالي نعتقد أنه لا يزال هناك مجال للحوار، وأنه من خلال هذا الحوار يمكن أن نجد حلاً للأزمة في النيجر حالياً".

التدخل العسكري

وفي شأن احتمالية التدخل العسكري، قال رئيس الوزراء: "في ما يتعلق بالتدخل (العسكري) فالمسألة تعتمد على قرار مجموعة إيكواس التي ستقرر ما إذا كانت ستتدخل أم لا".

وأضاف: "لكن كما قلت الهدف ليس التدخل، فمجموعة الإيكواس لا تريد أن تشن حرباً على النيجر، بل الهدف هو إبعاد الانقلابيين عن السلطة، واستعادة الرئيس بازوم رئيساً للجمهورية لكي يستكمل ولايته المكلف بها من الشعب وأن يتم وضع حد لاحتجازه".

وأوضح أن الرئيس بازوم "حالياً تحت الإقامة الجبرية، وليس لديه تيار كهربائي أو مياه، ومحتجز في ظروف صعبة للغاية بالنسبة لأي إنسان"، مشدداً على أن حكومته "لم تطلب تدخلاً عسكرياً" في النيجر.

وأضاف: "لكن حتى قبل وقوع الانقلاب كانت مجموعة إيكواس قد اجتمعت وقررت أنها لن تقبل أي انقلابات في هذه المنطقة، لأنه كما تعرفون هناك 3 دول أعضاء في الإيكواس (مالي، وبوركينا فاسو، وغينيا) هي في حالة ابتعاد عن الديمقراطية حالياً، وهناك خطر بأن ينتشر ذلك إلى دول أخرى وبعد ذلك إلى المنطقة برمتها، وهذا يتنافى مع الهدف من البروتوكول الموقع بشأن الحوكمة والديمقراطية".

انتشار فاجنر

وعن الأنباء التي تتحدث عن وجود لمجموعة "فاجنر" الروسية في النيجر، قال محمدو: "لا يمكن أن أؤكد هذا التواجد"، مشيراً إلى أنه "في الحدود بين مالي والنيجر ليس هناك تواجد لمجموعة فاجنر، وإنما انتشار للمجموعات المسلحة".

وأضاف أنه "يصعب على القوات في النيجر ومالي تمشيط هذه المنطقة، وللعبور إلى النيجر يجب أولاً القضاء على هذه المجموعات وهذا ما لم يحدث منذ 4 سنوات".

وتابع: "لن يتمكنوا (فاجنر) اليوم من اجتياز الحدود بين مالي والنيجر للدخول إلى النيجر، وبالتالي لا يمكن أن أؤكد هذه الأخبار وأعتقد أنه مستحيل".

واعتبر أنه "لا أحد يدعم هذا الانقلاب"، في البلاد، مشيراً إلى وجود "تلاعب بالشعب من خلال بعض التظاهرات المنظمة لإبراز أن الشعب يدعم الانقلاب".

وأضاف: "كان هناك تظاهرات نظمت في العاصمة، ولكن العاصمة لا تمثل البلاد برمتها، وهي فقط إحدى المدن في النيجر، والرئيس بازوم منتخب بأغلبية الشعب في النيجر، وهذا الدعم الحقيقي وليس من خلال تنظيم اجتماعات أو تظاهرات في ملعب كرة قدم مثلاً".

الدور الفرنسي

محمدو الموجود حالياً في باريس، كشف لـ"الشرق" أنه يقوم بجهود لمطالبة فرنسا بـ"البقاء إلى جانب النيجر ودعمها كما فعلت في الماضي".

وأشار إلى أن الدعم الفرنسي للنيجر تم إعادة التأكيد عليه من خلال وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي أدانت الانقلاب والسيطرة على السلطة بالقوة، وطالبت بالإفراج عن الرئيس بازوم واستعادة مهامه رئيساً للجمهورية، مضيفاً: "هذا ما نطلبه من جميع الدول الصديقة والداعمة للنيجر".

واعتبر أنَّ "كل دول العالم تقريباً أدانت هذا الانقلاب وطلبت العودة إلى الديمقراطية في النيجر وعودة رئيس الجمهورية".

"لا حرب أهلية"

واستبعد محمدو نشوب حرب أهلية في النيجر، مشيراً إلى إنه "لكي تكون هناك حرب أهلية يجب أن تكون هناك أطراف متنازعة على مستوى الشعب".

وتابع: "نحن نطالب بانسحاب العسكر وإعادة الرئيس بازوم إلى سدة الرئاسة لكي ينهي ولايته بعد انتخابه من قبل الشعب"، مشدداً على أنه "لا سبب لكي تكون هناك حرب أهلية".

وقال الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق الاثنين، إنه لا يزال يعتقد بأن هناك مجالاً للوساطة في النيجر، قبل قمة طارئة لزعماء المنطقة في وقت لاحق هذا الأسبوع.

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي عبر البريد الإلكتروني: "لا يزال الاتحاد الأوروبي يعتقد بأنَّ هناك مجالاً للوساطة حتى الخميس العاشر من أغسطس عندما تعقد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) قمة استثنائية أخرى بشأن الوضع في النيجر"، وفقاً لما ذكرته "رويترز".

وتترقب النيجر، الاثنين، رد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" على تجاهل قادة الانقلاب المهلة الممنوحة لهم لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.

وقالت "إيكواس" إنها ستصدر بياناً بشأن خطواتها التالية، رداً على رفض المجلس العسكري الانصياع للضغوط الخارجية للتنحي بحلول الأحد، بعد الاستيلاء على السلطة في 26 يوليو الماضي.

 اقرأ أيضاً:

تصنيفات

قصص قد تهمك