بلينكن: "فاجنر" تستفيد من عدم الاستقرار في النيجر

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك. 3 أغسطس 2023 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك. 3 أغسطس 2023 - REUTERS
دبي/ نيامي-الشرقرويترز

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء، إن مجموعة "فاجنر" الروسية تستفيد من عدم الاستقرار في النيجر التي يحكمها منذ 26 يوليو الماضي مجلس عسكري بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.

وكانت هناك تقارير غير مؤكدة تُفيد بأن قادة الانقلاب طلبوا المساعدة من "فاجنر"، المعروفة بوجودها في مالي المجاورة.

وفي تصريحات لبرنامج "فوكس أون أفريكا" الذي تبثّه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أشار بلينكن إلى أنه لا يعتقد أن روسيا أو "فاجنر" حرضتا على انقلاب النيجر، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة قلقة من أن تُظهر الجماعة نفسها في أجزاء من منطقة الساحل.

وأضاف: "أعتقد أن ما حدث وما يزال يحدث في النيجر لم تُحرض عليه روسيا أو فاجنر، ولكنها (فاجنر) حاولت الاستفادة منه، ففي كل مكان ذهبت إليه المجموعة هذه، جرّت وراءها الموت والدمار والاستغلال.. لقد ارتفع انعدام الأمن ولم يتراجع".

وتابع وزير الخارجية الأميركي أن "هناك تكراراً لما حدث في بلدان أخرى، حيث لم تجلب سوى أشياء سيئة في أعقابها".

وتدير كل من الولايات المتحدة وفرنسا قواعد عسكرية في النيجر، كجزء من عمليات تعطيل الجماعات المتطرفة العاملة في المنطقة الأوسع.

وأصبحت النيجر القاعدة الرئيسية للقوات الفرنسية، بعد أن طُلب منها مغادرة مالي في أعقاب انقلاب وقع هناك في مايو عام 2021.

تواجد فاجنر

ويُعتقد أن "فاجنر" لديها آلاف المقاتلين في دول إفريقية، من بينها جمهورية إفريقيا الوسطى، ومالي، حيث لها مصالح تجارية مربحة، وفي الوقت نفسه تُعزز أيضاً العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية لروسيا.

وطالت عناصر المجموعة الروسية اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في عدة دول بالقارة الإفريقية، وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك تكهنات بأن جيش النيجر طلب المساعدة من "فاجنر" في وقت تواجه البلاد إمكانية التدخل العسكري.

والاثنين، أجرت نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند، ما وصفته بالمحادثات "الصعبة والصريحة" مع قادة الانقلاب الذين قالت إنهم يفهمون مخاطر العمل مع المرتزقة.

كما تحدث بازوم، المحتجز حالياً، عن مخاوفه بشأن نفوذ "فاجنر" في إفريقيا. وكتب في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" نشر الأسبوع الماضي "بدعوة مفتوحة من مدبري الانقلاب وحلفائهم الإقليميين، يمكن أن تسقط منطقة الساحل الوسطى بأكملها في أيدي النفوذ الروسي عبر مجموعة فاجنر، التي ظهر إرهابها الوحشي بشكل كامل في أوكرانيا".

ومن غير الواضح حالياً ما إذا كان مقاتلو "فاجنر" دخلوا البلاد، لكن قناة "جراي زون" البارزة التابعة للمجموعة الروسية قالت في بيان عبر تطبيق "تيليجرام"، الاثنين، إن نحو 1500 من مقاتليها أرسلوا مؤخراً إلى إفريقيا.

ولم يحدد البيان المكان الذي نُشر فيه المقاتلون في القارة.

والنيجر مستعمرة فرنسية سابقة ودولة غير ساحلية، تزيد مساحتها عن مثلي حجم فرنسا وتمر في مجالها الجوي مسارات كثيرة للرحلات الجوية من إفريقيا وإليها، وأدى الانقلاب في يوليو الماضي إلى موجة من المشاعر المعادية لفرنسا والمؤيدة لروسيا، على غرار تلك التي شهدتها مالي وبوركينا فاسو اللتان تحولتا نحو موسكو منذ انقلابهما.

وأرسلت الدولتان اللتان علقت عضويتهما في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" وفداً إلى نيامي عاصمة النيجر، لطمأنة قادة الانقلاب بأنهما سيدافعان عنهم ضد دول غرب إفريقيا الأخرى وحلفائهم الغربيين إذا لزم الأمر.

وقال المتحدث باسم حكومة مالي عبد الله مايجا خلال الزيارة "أود أن أذكركم بأن بوركينا فاسو ومالي والنيجر تتعامل منذ أكثر من 10 سنوات مع العواقب السلبية لمغامرة الناتو الخطيرة في ليبيا".

وأضاف "هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن رئيس (مالي) جويتا ورئيس (بوركينا فاسو) تراوري" قالا بوضوح "لا ولا ولا. لن نقبل التدخل العسكري في النيجر. إنهم قادمون من أجل بقائنا".

وفي غضون ذلك، رفض المجلس العسكري في النيجر استقبال وفد من ممثلي "إيكواس" والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، الذي كان من المقرر أن يصل إلى العاصمة نيامي، الثلاثاء.

وأمهلت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قادة الانقلاب في النيجر حتى الأحد للتنحي وإعادة بازوم إلى الرئاسة، ومن المقرر أن تجتمع، الخميس، لاتخاذ قرار بشأن ما يجب فعله بعد ذلك.

وعيّن المجلس العسكري في النيجر وزير المالية السابق في البلاد، علي الأمين زين، رئيساً جديداً للوزراء في البلاد في أعقاب الانقلاب.

ويحل زين محل محمدو أوهومودو الذي كان في أوروبا أثناء الانقلاب.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات