قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن انسحاب جميع الجنود الأميركيين المتبقين من أفغانستان بحلول الأول من مايو كما هو منصوص عليه في اتفاق الإدارة الأميركية السابقة مع حركة طالبان "صعب"، وأنه سيعلن عن موعد آخر قريباً.
وأوضح بايدن في مقابلة بثتها قناة "إيه.بي.سي" الأميركية، الأربعاء، أنه كان من الممكن أن يحدث ذلك ولكنه بات "صعباً"، وتابع: "أنا بصدد اتخاذ قرار بموعد مغادرتهم والإعلان عنه سيكون قريباً".
وانتقد الرئيس الأميركي الاتفاق الذي توصل إليه سلفه دونالد ترمب مع حركة طالبان، وقال:" الحقيقة هي أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس السابق لم يتم التفاوض عليه بطريقة صلبة جداً، كما أن عدم انتقال السلطة بالشكل التقليدي منعه من الوصول إلى المعلومات التي تتعلق بمحتوى الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان".
من جانبها، علّقت حركة طالبان على نوايا تأجيل الانسحاب، وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "على الأميركيين إنهاء احتلالهم طبقاً لاتفاق الدوحة وسحب جميع قواتهم من أفغانستان بحلول الأول من مايو، وعليهم أن يتحملوا العواقب إذا لم يفعلوا ذلك لأي سبب أو ذريعة"، وذلك وفق تصريحاته لـ"وكالة فرانس".
إعلان عن مراجعة
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار في رسالة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، بثتها قناة "طلوع" التلفزيونية الأفغانية، وأكدها تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن بلاده "تدرس سحب القوات بالكامل مع بحثها خيارات أخرى".
وحذر مسؤولون أفغان الولايات المتحدة من الضغط المتزايد الذي تمارسه من أجل أن تصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع المستمر منذ عقدين في بلدهم، واعتبروا أن ذلك "قد يأتي بنتائج عكسية"، عبر تعثر المحادثات وتقويض الحكومة المنتخبة و"انهيار الدولة" واندلاع "حرب أهلية طويلة".
وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، السبت، اعتبر وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي أن انسحاب الولايات المتحدة بشكل متسرع من أفغانستان يؤدي إلى تفاقم جهود مكافحة الإرهاب العالمية، بالإضافة إلى أن هناك علاقات قائمة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة.
تفاصيل الاتفاق
وينصّ اتفاق سلام أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع حركة "طالبان" على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو المقبل، مقابل إقامة حوار بين الأطراف الأفغانية المتنازعة، إلا أن إدارة بايدن عمدت إلى مراجعة الاتفاق والإشارة إلى موعد آخر لم تحدده لخروج قواتها.
ونقلت مصادر لشبكة "سي إن إن" الأميركية أنه في حال قرر بايدن سحب الجنود الـ2500 المتبقين في أفغانستان، فإن ذلك سيتطلب جهوداً كبيرة، خاصة عند "التعامل مع الأسلحة والمعدات ومنشآت القوات الأميركية في أفغانستان".
وأوضحت المصادر أن الجيش الأميركي سيحتاج إلى نقل أسلحته ومعداته العسكرية أو تدميرها كي لا تقع في أيدي حركة طالبان، فيما سيأخذ التنسيق مع الحكومة الأفغانية بعض الوقت من أجل تسليمها المواقع والمنشآت العسكرية الأميركية في البلاد، وهذه الترتيبات تستغرق 30 يوماً على الأقل.
عملية صعبة
وفي السياق ذاته، لفت مسؤول في "الناتو" إلى أن مهلة الـ30 يوماً قد لا تكون كافية من أجل تدمير المعدات العسكرية باستخدام المتفجرات، لاسيما أن بعض هذه المعدات منتشرة في جبال يتعذّر الوصول إليها، وهو ما يصعّب عملية نقلها.
وألمح مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية لشبكة "سي إن إن" إلى أن إدارة بايدن "لديها خطة جاهزة" لتنفيذ السحب النهائي للقوات الأميركية، في حال قرر الرئيس ذلك.
وسبق أن سحبت إدارة دونالد ترمب عناصرها من أفغانستان بشكل تدريجي وأبقت فقط 2500 جندي بعدما كانوا قبل عام 13 ألفاً، على أن تستكمل سحب جميع القوات المتبقية مطلع مايو 2021، مقابل تعهدات باستمرار إجراء محادثات بين حركة طالبان وحكومة كابول.
ورغم تأييد بايدن لسحب قوات بلاده، يعارض بعض كبار المسؤولين الأميركيين القرار خشية أن تغرق أفغانستان في الفوضى بسبب التسرع في الانسحاب.