تجددت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، السبت، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ما ينذر بمزيد من المعاناة الإنسانية للسكان الذين فر الآلاف منهم من القتال.
وقال شهود لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن المواجهات بين الطرفين في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان، أدت إلى إغلاق سوق الشعبية في المدينة بالكامل، بينما ذكرت وسائل إعلام محلية أنها خلفت ضحايا وجرحى.
بدورها، أشارت مصادر حكومية تحدثت إلى وكالة أنباء العالم العربي، إلى أن محلية كتم في جنوب دارفور تشهد منذ 4 أيام اشتباكات بين قبيلتي البني هلبا والسلامات، ما أودى بحياة أكثر من 100 بالإضافة إلى مئات المصابين.
وذكرت صحيفة "سودان تريبيون"، أن دائرة العنف القبلي اتسعت لتشمل قبائل الهبانية والسلامات بمحلية برام، لافتة إلى أن سبب المواجهات يعود إلى رفض إحدى القبائل العربية القتال إلى جانب قوات الدعم السريع.
ومن جانب آخر، اندلعت اشتباكات عنيفة صباح السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أحياء السامراب، والدروشاب، ودردوق، والأحامدة، بشمال مدينة الخرطوم بحري، بحسب سكان تحدثوا إلى وكالة أنباء العالم العربي.
معارك بقلب الخرطوم
وقال الجيش في صفحته على فيسبوك، إن قوات المهام الخاصة التابعة له تمشط منطقة الكدرو في بحري من جيوب قوات الدعم السريع.
كما دارت معارك بالأسلحة الخفيفة بين الطرفين، السبت، في شرق الخرطوم، وفقاً لشهود.
ويحاول الجيش السوداني السيطرة على جسر شمبات الذي يربط أم درمان بمدينة الخرطوم بحري، ويعد خط الإمداد الرئيسي لقوات الدعم السريع من غرب البلاد إلى مدن العاصمة الثلاث، أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الأوسع على جانبي نهر النيل.
ومنذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل الماضي، يستمر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتشهد العاصمة معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة السبت، إن 7.7 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في جنوب السودان بسبب الأمطار.
وأضافت ماكين على منصة "إكس" تويتر سابقاً، أن موسم الأمطار في جنوب السودان تسبب في قطع الطرق وغمر الحقول ونزوح العائلات، مشيرة إلى أن الرقم المسجل لمن يواجهون التهديد بالجوع في الوقت الحالي بالبلاد هو الأعلى على الإطلاق.
عنف ضد النساء
وذكرت الأمم المتحدة في بيان، الجمعة، أن السودان يواجه واحدة من أكبر حالات انعدام الأمن الغذائي في العالم، بينما حذر آدم ياو، ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في السودان، من خطورة الوضع، قائلاً إن الأسر تواجه معاناة لا يمكن تصورها.
وقالت مديرة منظمة حقوقية سودانية لوكالة أنباء العالم العربي، الجمعة، إنه تم رصد وتوثيق 189 حالة عنف جنسي ارتكبت بحق النساء في مناطق متفرقة بإقليم دارفور منذ بداية الحرب.
وعندما اندلع القتال بين الطرفين في أعقاب خلافات بشأن خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.
وتوصل الطرفان المتحاربان لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة تم تعليقها مطلع يونيو، بعد أن تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بانتهاك الهدنة بينهما، وهو اتهام يكيله كل طرف للآخر بشكل متكرر.
اقرأ أيضاً: