السودان.. نفاد الغذاء وغياب الرعاية الصحية يهدد الملايين

سودانيون يمرون أمام محل لبيع المواد الغذائية على بعد 350 كيلومتر من العاصمة الخرطوم. 15 أغسطس 2023 - AFP
سودانيون يمرون أمام محل لبيع المواد الغذائية على بعد 350 كيلومتر من العاصمة الخرطوم. 15 أغسطس 2023 - AFP
دبي-رويترزالشرق

حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء، من أن الملايين في السودان يعانون من نفاد الغذاء، وأن بعضهم يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية بعد أربعة أشهر من اندلاع الحرب التي دمرت العاصمة الخرطوم وقادت إلى هجمات بدوافع عرقية في دارفور.

وقالت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك "الوقت ينفد أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم. الإمدادات الطبية شحيحة. الوضع يخرج عن السيطرة".

ودفع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع البلاد إلى أتون العنف ودق أجراس الإنذار من خطر الاضطرابات وزعزعة الاستقرار بالمنطقة.

وبدأ الصراع في 15 أبريل بسبب التوتر المرتبط بالتحول المزمع للحكم المدني. وتسببت الحرب في تشريد أكثر من أربعة ملايين منهم قرابة المليون فروا إلى بلدان مجاورة، وسقط مدنيون في المناطق التي امتدت إليها الهجمات.

ضحايا ومشردون

وقالت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الأرقام الأولية تشير إلى أن أكثر من 4 آلاف شخص، بينهم مئات المدنيين، لقوا مصرعهم جراء الصراع. وذكرت المنظمة الدولية في بيان، أن من بين الضحايا 435 طفلاً و28 عاملاً بالمجالين الطبي والإنساني، معربة عن اعتقادها بأن العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

ووفقاً لأحداث الإحصائيات الأسبوعية التي نشرتها المنظمة الدولية للهجرة، تسبب الصراع في عبور مليون و17449 شخصاً الحدود من السودان إلى الدول المجاورة، بينما تشير التقديرات إلى نزوح ثلاثة ملايين و433025 داخل البلاد.

وقالت إليزابيث ثروسل المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في إفادة في جنيف "كثير من الضحايا لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم".

وذكرت ليلى بكر المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان إن التقارير حول الانتهاكات الجنسية زادت بمعدل 50 بالمئة.

ويواجه الملايين الذين ظلوا في الخرطوم ومدن بمنطقتي دارفور وكردفان عمليات نهب على نطاق واسع وانقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتصالات والمياه.

انقطاع الكهرباء

وقالت الهيئة القومية للكهرباء في بيان إن مساحات شاسعة في البلاد تعاني من انقطاع التيار منذ الأحد، ترافق معه أيضاً توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الأمطار الموسمية، التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، دمرت منازل ما يصل إلى 13500 شخص أو ألحقت أضراراً بها.

واتهم قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في كلمة ألقاها  الاثنين قوات الدعم السريع بـ"السعي إلى إعادة البلاد لعصر ما قبل الدولة الحديثة وارتكاب كل جريمة يمكن تخيلها".

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بـ"محاولة الاستيلاء على السلطة بالكامل بتوجيه من الموالين للرئيس السابق عمر البشير"، والذي أطاحت به انتفاضة شعبية في عام 2019.

وتوقفت الجهود بقيادة السعودية والولايات المتحدة للتفاوض على وقف لإطلاق النار في الصراع الحالي، فيما تجد الوكالات الإنسانية صعوبات في تقديم الإغاثة بسبب انعدام الأمن والنهب والعقبات البيروقراطية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات