إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي بعد نحو عقد من الانقسام

 محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق عمر الكبير يجتمع في مقر المصرف بطرابلس مع نائب المحافظ مرعي مفتاح رحيل، ومدراء إدارات فرعي البنك في طرابلس وبنغازي. 20 أغسطس 2023 - facebook/CentralBankofLibya
محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق عمر الكبير يجتمع في مقر المصرف بطرابلس مع نائب المحافظ مرعي مفتاح رحيل، ومدراء إدارات فرعي البنك في طرابلس وبنغازي. 20 أغسطس 2023 - facebook/CentralBankofLibya
دبي-الشرق

أعلن مصرف ليبيا المركزي، الأحد، إعادة توحيد فرعيه في غرب وشرق البلاد، بعد قرابة عقد من الانقسام بسبب الحرب الأهلية، وسط ترحيب محلي ودولي وأممي.

وأكد محافظ المصرف الصديق عمر الكبير ونائبه مرعي مفتاح، عقب اجتماع بمقر المصرف في طرابلس حضره مدراء إدارات فرعي البنك في طرابلس وبنغازي، على عودة المصرف مؤسسة "سيادية موحدة".

وأكد الكبير ورحيل أيضاً في بيان على "الاستمرار في بذل الجهود لمعالجة الآثار التي نجمت عن انقسام" المصرف بين شرق وغرب البلاد.

وانقسم مصرف ليبيا المركزي إلى فرعين في غرب وشرق البلاد منذ 2014 بعد ظهور إدارة موازية في الشرق مع انقسام ليبيا جراء حرب أهلية، وانزلاقه حالة الفوضى بعد الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، بدعم من حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا، واحدة مقرها طرابلس (غرب) يقودها عبد الحميد الدبيبة ومعترف بها من الأمم المتحدة وأقالها البرلمان الليبي، وأخرى مقرها في الشرق عيّنها مجلس النواب بقيادة أسامة حماد.

وكان المحافظ الصديق عمر الكبير يتخذ من طرابلس مقراً، فيما اتخذ مرعي مفتاح رحيل، من بنغازي في الشرق مقراً للفرع المنافس.

"خطوة حاسمة"

ووصفت السفارة الأميركة لدى ليبيا على تطبيق "X" تويتر سابقاً، إعلان إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي بـ"الخطوة الحاسمة نحو استقرار، وتنمية اقتصاد ليبيا".

واعتبرت السفارة الأميركية "هذه الوحدة مثالاً مهماً للمصالحة عبر جميع مؤسسات الدولة لبناء الأساس نحو الانتخابات"، حاثةً المصرف على "متابعة اجتماع اليوم المثمر بإجراءات ملموسة نحو التكامل الكامل للأنظمة المالية والرقابية".

كما دعت السفارة إلى "تفعيل مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي، وتعزيز نظام مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومعالجة الإصدارات السابقة للعملة المزيفة والإنفاق الموازي".

ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعادة توحيد المصرف المركزي، معربةً عن أملها بأن تساعد هذه الخطوة على "إعطاء زخم جديد لجهود توحيد جميع المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية في البلاد، تلبية لتطلعات الشعب الليبي منذ مدة طويلة".

كما رحب المجلس الرئاسي بالجهود التي بُذلت لتوحيد مصرف ليبيا المركزي، وإنهاء حالة الانقسام التي استمرت لسنوات.

"محطة مهمة"

وحث المجلس الرئاسي في بيان على فيسبوك إدارة المصرف على "العمل على نفس الوتيرة لمعالجة الآثار التي نجمت عن حالة الانقسام، وأخذه كمثل يُهتدى به لتوحيد باقي مؤسسات الدولة". 

كما وصف رئيس الحكومة المقالة من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، إعلان توحيد المصرف المركزي، بـ"المحطة المهمة في سبيل تعزيز أداء هذه المؤسسة السيادية الهامة"، مؤكداً عبر تطبيق "X" تويتر سابقاً، استمرار التزام حكومته "بالتكامل وتعزيز إجراءات الشفافية والإفصاح".

ورحبت الحكومة المكلفة من البرلمان أيضاً بإعلان توحيد المصرف بعد "الانقسام الذي عانى منه لسنوات عديدة"، مثمنةً في بيان "كافة الجهود الوطنية المَبذولة الداعمة لتوحيد المصرف الذي على ضوئه ستتم معالجة الآثار التي نجمت عن الانقسام".

وبدوره، دعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح جميع المؤسسات والهيئات في البلاد إلى أن "تحذو حذو هذه الخطوة الوطنية في إنهاء حالة انقسام مؤسسات الدولة".

وشدد صالح في بيان على إنهاء حالة الانقسام "سيكون له الأثر البالغ على مصلحة الوطن والمواطن الليبي في كافة أنحاء البلاد".

وسبق أن اتفق فرعا المصرف المركزي في بنغازي وطرابلس، في ديسمبر 2021 على خطة مفصلة لإطلاق عملية لتوحيد المصرف.

وفي يناير الماضي، أعرب البنك المركزي عن نيته التحرك نحو إعادة التوحيد في إطار مساعي إلى السلام بعد التوصل إلى هدنة، وأصدر تعليمات لشركة ديلويت (Deloitte) المتخصصة في الخدمات المهنية للمساعدة في هذا التحول.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات