"إيكواس" ترفض مقترح المجلس العسكري في النيجر بشأن الفترة الانتقالية

مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الغانية أكرا. 18 أغسطس 2023 - REUTERS
مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الغانية أكرا. 18 أغسطس 2023 - REUTERS
أبوجا/ نيامي/دبي-رويترزالشرق

قال مفوض من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، الاثنين، إنَّ التكتل رفض اقتراحاً من المجلس العسكري الحاكم في النيجر بالعودة إلى الديمقراطية، وإجراء انتخابات في غضون 3 سنوات من انقلاب يوليو.

وكان زعيم المجلس العسكري في النيجر عبدالرحمن تياني، قال إنَّ الحكومة العسكرية التي استولت على السلطة في 26 يوليو، ستطلق حواراً وطنياً للتشاور بشأن فترة انتقالية للعودة إلى الديمقراطية، مشدداً على أنَّ هذه الفترة لن تتجاوز 3 سنوات.

وجاءت هذه التصريحات بعد لقاء لوفد "إيكواس" مع كل من الجنرال تياني والرئيس المعزول في العاصمة نيامي، السبت.

لكن مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن في "إيكواس" عبد الفتاح موسى أكد، الاثنين، أنَّ "موقف التكتل لا يزال واضحاً"، وفقاً لما نقلته "رويترز".

وأضاف في رسالة عبر تطبيق واتساب رداً على سؤال عن اقتراح تأجيل الانتخابات "أطلقوا سراح بازوم دون شروط مسبقة، واستعيدوا النظام الدستوري دون مزيد من التأخير".

ألمانيا تدعم إيكواس

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الاثنين، إنها تؤيد جهود الوساطة التي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" لحل الأزمة السياسية في النيجر، وفقاً لما نقلته شبكة "دويتشه فيله" الألمانية.

وأشارت بيربوك في أعقاب محادثات مع نظيرتها السنغالية ايساتا تال سال في برلين، إلى أنَّ "ما تقوم به "إيكواس" في الوقت الحالي مهم ليس فقط بالنسبة للشعب في النيجر، بل إنه مهم أيضاً بالنسبة للسلام في العالم، ومهم بالنسبة لميثاق الأمم المتحدة".

وفي الوقت نفسه، أعربت بيربوك عن تأييدها للإبقاء على الضغط على الحاكم العسكري الجديد في النيجر، عبد الرحمن تياني، والذي يتضمن أيضاً فرض عقوبات.

وأضافت بيربوك أن ما يحدث في النيجر "يؤثر علينا جميعاً، وكل الدول الديمقراطية"، وحذرت من أنه إذا تم غض الطرف "في حال تم الانقلاب على حكومة منتخبة ديمقراطياً في بلد مجاور أو في قارة أخرى، فإنَّ هذا ينذر بخرق القواعد في مناطق أخرى من العالم".

وشبهت رئيسة الدبلوماسية الألمانية الوضع في النيجر ومنطقة الساحل بغرب إفريقيا، بالموقف في أوروبا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأكدت بيربوك أن الحكومة الألمانية تقف خلف قرارات "إيكواس" المتعلقة بالرد على الانقلاب بفرض عقوبات، وذكرت أن الاتحاد الأوروبي أعد عقوبات مشابهة، وقالت إنها تدعم "إيكواس" في جهودها الدبلوماسية، كما تدعمها أيضاً في الإبقاء على الضغط.

تركيا تعارض التدخل

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، إن بلاده لا ترى قرار "إيكواس" بالتدخل العسكري في النيجر، صائباً، وذلك بحسب ما نقلته وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية.

وقال أردوغان في هذا الخصوص: "ندرس كيفية لعب دورنا المحوري في النيجر، ولا أرى قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالتدخل العسكري، صائباً".

واعتبر أنَّ التدخل العسكري في النيجر قد يسهم في نشر حالة عدم الاستقرار في العديد من البلدان الإفريقية.

وأضاف: "بعد هذا القرار، حذرت مالي وبوركينا فاسو أيضاً من أنَّ مثل هذا التدخل العسكري في النيجر، يُعتبر بمثابة إعلان الحرب عليهما".

وتابع: "نحن نركز حالياً على كيفية لعب دورنا المحوري هناك، ونعمل مع وزارة خارجيتنا من أجل ذلك، ونأمل أن نجد حلاً للأزمة في النيجر".

تسرب محتمل

وقالت شركة "شل" النفطية في نيجيريا، الاثنين، إنها تحقق في احتمال تسرب في خط أنابيب عابر للنيجر.

واتخذت "إيكواس" موقفاً أكثر تشدداً من الانقلاب في النيجر، وهو السابع في المنطقة خلال 3 سنوات، مقارنة بانقلابات سابقة، وأصبحت مصداقية التكتل على المحك لأنه قال من قبل إنه لن يتسامح مع المزيد من مثل هذه الانقلابات.

وللنيجر أهمية استراتيجية بالنسبة لقوى في المنطقة والعالم بسبب احتياطياتها من اليورانيوم والنفط، ودورها كمركز للقوات الأجنبية المشاركة في القتال ضد مسلحين مرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش.

وفي تأكيد لاحتمال تعرض المصالح للخطر، قالت وزارة الخارجية الأميركية السبت، إنها أرسلت سفيرة جديدة إلى النيجر "سينصب تركيزها الدبلوماسي على الدعوة لحل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري" في البلاد.

في المقابل، أشاد كثيرون في النيجر بتعهد المجلس العسكري بمقاومة الضغوط الخارجية من أجل تنحيه.

وفي خطاب متلفز السبت، اتهم رئيس المجلس العسكري عبد الرحمن تيانى "إيكواس"، بالتحضير لمهاجمة النيجر من خلال تشكيل قوة احتلال بالتعاون مع جيش أجنبي، دون الإشارة إلى دولة معينة.

وقال تياني: "إذا تم شن هجوم ضدنا، فلن يكون الأمر نزهة كما يعتقد بعض الناس".

وتجمع الآلاف من أنصار المجلس العسكري في استاد بالعاصمة نيامي السبت، حيث أدى الزحام إلى تأجيل إحصاء غير رسمي للمتطوعين المدنيين لأدوار غير عسكرية إذا لجأت "إيكواس" للقوة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات