بوتين يتحدى هيمنة الدولار في "بريكس".. وواشنطن: المجموعة ليست منافساً

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمته عبر الفيديو في افتتاح قمة مجموعة بريكس، جوهانسبرج. 22 أغسطس 2023 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمته عبر الفيديو في افتتاح قمة مجموعة بريكس، جوهانسبرج. 22 أغسطس 2023 - AFP
دبي- الشرق

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن حصة الدولار في تعاملات مجموعة "بريكس" تراجعت، وأن الحد من الاعتماد على الدولار مستمر "ولا تراجع عنه"، فيما استبعدت الولايات المتحدة تحول المجموعة إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر، مشيرة إلى "التباينات في وجهات نظر أعضائها".

وأشار بوتين في كلمته التي ألقاها في افتتاح قمة المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، في جوهانسبرج عبر الفيديو، إلى أن حصة الدولار في تعاملات دول المجموعة تراجعت إلى 28%، ولفت إلى أن بنك التنمية التابع للمجموعة سيمثل "بديلاً لمؤسسات التمويل الغربية".

وأكد الرئيس الروسي الذي لم يتمكن من حضور القمة بشكل شخصي نظراً لصدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية التي تضم جنوب إفريقيا في عضويتها، أن عملية الحد من الاعتماد على الدولار الأميركي "مستمرة ولا يمكن التراجع عنها".

واتهم بوتين "دولاً غير مسؤولة" بالضغط على الأسواق ما تسبب في التضخم الذي يشهده عدد من البلدان والأثر السلبي على الاقتصاد العالمي. 

وأشار إلى أن "هناك تقلبات في الأسواق المالية وأسواق الطاقة وغيرها من الأسواق"، داعياً إلى "ضرورة التعاون بين دول البريكس على مبدأ المساواة، ودعم الشركاء، واحترام مصالح الطرف الأخر"، مؤكداً أن ذلك هو "جوهر نهجنا المستقبلي".

ولفت الرئيس الروسي إلى أن "حجم الاستثمارات في إطار المجموعة زاد 6 أضعاف، وكذلك ارتفع حجم استثمارات دول البريكس في الاقتصاد العالمي بمقدار الضعفين"، واصفاً المجموعة بأنها "تشكّل الغالبية الساحقة من المجتمع الدولي".

روسيا مصدر موثوق للغذاء لإفريقيا

أوضح أن "الاستثمار زاد في دول المجموعة 10 أضعاف، فيما ارتفع ضعفين في الاقتصاد العالمي"، ولفت إلى أن "حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول بريكس ارتفع بنسبة 46% أي 280 مليار دولار".

واعتبر أن "انتهاك قواعد التجارة الحرة تسبب في تراجع الموارد، وزيارة عدم المساواة، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، ونقص في المنتجات الغذائية الزراعية، وهو ما أدى إلى أضرار للدول الفقيرة".

وأكد بوتين أن "بريكس تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع النمو الاقتصادي"، معرباً عن استعداد روسيا لـ"العودة إلى صفقة الحبوب في حالة الوفاء الحقيقي باللالتزامات الأممية تجاه الجانب الروسي".

ونوّه بوتين إلى أن "روسيا قادرة على تعويض صادرات الحبوب الأوكرانية في ظل الإنتاج الجيد هذا العام"، معرباً عن استعداد بلاده لـ"توزيع الأسمدة الروسية المحتجزة في الموانئ الغربية مجاناً، وأن روسيا ستبقى مورداً موثوقاً به للغذاء إلى القارة الإفريقية".

واشنطن: بريكس ليست منافساً

وفي واشنطن، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تستبعد تحول مجموعة دول بريكس إلى منافس جيوسياسي لها أو لأي بلد آخر، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

وأضاف سوليفان في إفادة صحفية "هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة".

جوهانسبرج تنتقد الحمائية

قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الثلاثاء، إن الأساليب الحمائية الاقتصادية والإجراءات الأحادية "تقوض النمو العالمي"، فيما اعتبر

وقال رامافوزا في كلمة بانطلاق فعاليات اجتماع زعماء دول مجموعة "بريكس"إن "التغيرات التي طرأت في دول البريكس خلال العقد الماضي أدت إلى حد كبير لتحديد شكل الاقتصاد العالمي".

ولفت إلى أن دول المجموعة "تشكل ربع الاقتصاد العالمي وخُمس التجارة العالمية وهي تضم أكثر من 40% من سكان العالم"، مبيناً أن "التجارة بين الدول الأعضاء وصلت إلى 162 مليار دولار خلال العام الماضي".

وأشار إلى أن "الاستثمار الأجنبي المباشر في دول البريكس تضاعف 4 مرات خلال العقدين الماضيين"، معتبراً أن "الطرق الجديدة للحمائية الاقتصادية وما يليها من إجراءات أحادية غير متسقه مع قواعد منظمة التجارة الدولية تقوض التنمية والنمو العالميين".

ودعا إلى ضرورة "إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر مرونة واستجابة للتحديات التي تواجه الاقتصادات النامية"، مشيراً إلى أن "بنك التنمية الجديد الذي أسسته بريكس عام 2015، يسير على هذا المسار، وهو مستعد لدعم أجندات التنمية في دول عدة".

لقاء صيني جنوب إفريقي

واستضاف رئيس جنوب إفريقيا نظيره الصيني شي جين بينج، المؤيد الرئيسي لتوسع بريكس، في زيارة رسمية، صباح الثلاثاء، قبل بدء اجتماعات مع قادة المجموعة الآخرين.

وقال المدير العام لإدارة الشئون الإفريقية بوزارة الخارجية الصينية وو بنج إن "الرئيس الصيني ورئيس جنوب إفريقيا ناقشا قضايا التجارة الثنائية والخلل التجاري"، مضيفاً أن "الصين ستبذل قصارى جهدها لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة من جنوب إفريقيا".

وقال رئيس جنوب إفريقيا الذي كان جالساً إلى جانب شي، إن البلدين لديهما "وجهات نظر مماثلة" فيما يتعلق بالتوسع، وتابع: "نشاركك وجهة نظرك أيها الرئيس شي بأن بريكس منتدى شديد الأهمية ويلعب دوراً مهماً في إصلاح الحوكمة العالمية وفي الترويج للتعددية والتعاون في جميع أنحاء العالم".

وبالإضافة إلى مسألة التوسع، يناقش جدول أعمال القمة أيضاً تعزيز استخدام العملات المحلية للدول الأعضاء، لكن المنظمين في جنوب إفريقيا يقولون إنه لن يجري مناقشة مسألة عملة لبريكس، وهي فكرة طرحتها البرازيل في وقت سابق من هذا العام كبديل للاعتماد على الدولار.

نقطة خلاف

وتظل بريكس تضم مجموعة متباينة من الدول تمتد من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم الذي يعاني حالياً من التباطؤ، إلى جنوب إفريقيا، مضيف هذا العام الضعيف اقتصادياً الذي يواجه أزمة طاقة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي.

والهند تعزز تقاربها مع الغرب، وكذا تفعل البرازيل في عهد زعيمها الجديد، بينما تعاني روسيا من عقوبات غربية بسبب حربها في أوكرانيا.

وتقع اشتباكات بين الهند والصين على طول حدودهما المتنازع عليها بين الحين والآخر، مما يزيد من صعوبة صنع القرار في مجموعة تعتمد على توافق الآراء.

وكان التوسع هدفاً للصين منذ فترة طويلة إذ تأمل أن تضفي العضوية الأوسع نفوذاً لمجموعة تضم بالفعل نحو 40% من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ويشارك القادة في اجتماع مغلق وعشاء، مساء الثلاثاء، من المرجح أن يناقشوا فيه إطار عمل ومعايير القبول لدول جديدة، لكن التوسع أصبح نقطة خلاف.

وتحرص روسيا على ضم أعضاء جدد لمواجهة عزلتها الدبلوماسية بسبب غزوها لأوكرانيا، لكن وزير الخارجية الهندي فيناي كواترا قال، الاثنين، إن بلاده التي تشعر بالقلق من الهيمنة الصينية وحذرت من التسرع في التوسع، لديها "نوايا إيجابية وعقل منفتح"، بينما تخشى البرازيل أن يؤدي توسع بريكس إلى إضعاف نفوذ المجموعة.

وقال مسؤولون في جنوب إفريقيا إن أكثر من 40 دولة عبرت عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس. من بين هذه الدول طلب ما يزيد عن 20 دولة منها رسمياً الانضمام ومن المتوقع أن ترسل دول أخرى وفودا إلى جوهانسبرج.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات