البرهان يبدأ مشاورات "حكومة طوارئ" في السودان.. و"الحرية والتغيير" تحذر

الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني خلال تفقد أحد مواقع الجيش وسط القتال مع قوات الدعم السريع. 30 مايو 2023 - Twitter/GHQSudan
الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني خلال تفقد أحد مواقع الجيش وسط القتال مع قوات الدعم السريع. 30 مايو 2023 - Twitter/GHQSudan
دبي/ الخرطوم -الشرق

بدأ رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، مشاورات مع قادة سياسيين وعسكريين لتشكيل "حكومة طوارئ" في السودان، وذلك على الرغم من تفاقم حدة الصراع الذي بدأ في أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، بينما حذرت قوى إعلان الحرية والتغيير، من أن تشكيل تلك الحكومة سيؤدي لإطالة أمد الحرب، والاستمرار في "نهب المال العام".

وأشارت مصادر متطابقة لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إلى أن "وزير المالية الحالي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم هو الأوفر حظاً لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء".

وأـكد شهود عيان لـ"الشرق"، استمرار قصف الجيش لمواقع قوات الدعم السريع، وسط أم درمان، الجمعة، بينما حلَّق الطيران الحربي التابع للجيش في جنوب وشرق الخرطوم، وسط سماع دوي انفجارات، ومضادات الطائرات.

وقصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، الخميس، مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم.

كما ظهر قائد الجيش السوداني، في تسجيل مصور نشره الجيش، الخميس، وهو خارج مجمع قيادة الجيش، لأول مرة منذ بدء الحرب قبل 4 أشهر.

 وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان جبريل إبراهيم خلال جلسة طارئة للحكومة في الخرطوم. 18 أكتوبر 2021 - AFP
وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان جبريل إبراهيم خلال جلسة طارئة للحكومة في الخرطوم. 18 أكتوبر 2021 - AFP

وتولى عبدالله حمدوك رئاسة أخر حكومة للسودان خلال مرحلة الانتقال المضطربة إلى الحكم المدني، قبل الإطاحة به واحتجازه في أكتوبر 2021، على الرغم من إعادته إلى منصبه بعد ذلك، إلا أنه استقال في يناير 2022، قائلاً إنه "حاول إيجاد توافقات لكنه فشل"، كما أشار إلى أن "بلادنا تمر بمنعطف خطير قد يهدد بقاءها".

ويتواجد رئيس مجلس السيادة السوداني، بحسب المصادر، في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل"، مرجحةً أن يبدأ جولة في مدينة بورتسودان شرقي البلاد خلال يومين.

وكانت وسائل إعلام سودانية، نقلت، الخميس، عن مصادر عسكرية قولها، إن "البرهان سيقوم بجولة خارجية قريباً تشمل عدة دول بالمنطقة".

وذكرت أن "جولة البرهان ستستغرق عدة أيام يطلع خلالها قادة هذه الدول على آخر التطورات والاستعداد لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب وبدء عملية إعادة الإعمار بالسودان".

كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين حكوميين، قولهما، إن "البرهان يعتزم مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار بعد زيارة قواعد للجيش وبورتسودان"، مشيرةً إلى عزم البرهان رئاسة اجتماع لمجلس الوزراء.

"حكومة البحر والنهر"

المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي"، ياسر عرمان، قال، الجمعة، إن ما وصفه بـ"حكومة أونلاين"، لا مكان لها على الأرض، "فكرة لم تحدث في تاريخ العالم الحديث"، على حد تعبيره.
          
وأضاف عرمان على تويتر، أن فكرة "حكومة البحر والنهر" تضر بوحدة السودان، مشيراً إلى أن تشكيل حكومة تصريف أعمال في بورتسودان، سيؤدي لإطالة أمد الحرب، والاستمرار في "نهب المال العام".

وزار البرهان، قواعد عسكرية بالقرب من العاصمة، في أول جولة له خارج الخرطوم منذ اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في أبريل الماضي.

وغادر البرهان، الخميس، مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، الذي تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصره، وشوهد في مقاطع فيديو وصور بمدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل.

وتداول الجيش السوداني، الجمعة، مقاطع فيديو للبرهان خلال زيارته لقاعدة لسلاح المدفعية في عطبرة بولاية نهر النيل شمالي الخرطوم، فيما ظهر الجنود وهم يحملون البرهان.

وفي المقابل، اعتبر مستشار قائد الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم، خروج قائد الجيش السوداني، من مجمع القيادة العامة للجيش، وظهوره وسط قواته في أم درمان "انتصاراً للدعم السريع".

وقال إبراهيم لوكالة أنباء العالم العربي AWP: "نحن في قوات الدعم السريع ننظر إلى هذا الأمر أنه هروب الجندي من الميدان، أو هروب القائد من الميدان".

ولفت إلى أن "هروب القائد من الميدان يعنى هزيمته أمام خصمه، وهذا يمثل لنا انتصار كبير، أن يهرب قائد قوات الجيش من الميدان، ويترك خلفه مجموعة من الضباط والجنود، ولا يعرف مصيرهم".

أزمة إنسانية

وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن جريفيث، من أن النزاع الذي طال أمده في السودان، يمكن أن يدفع المنطقة بأكملها إلى "كارثة إنسانية".

وقال جريفيث، منسق الإغاثة أثناء حالات الطوارئ في بيان، إن الحرب في السودان "تغذي حالة طوارئ إنسانية ذات أبعاد جسيمة، إذ أن هذا النزاع المرير وما خلفه من جوع ومرض ونزوح يهدد الآن بإغراق البلاد بأكملها".

واعتبر أنه "كلما طال أمد القتال أصبح تأثيره أكثر تدميراً"، مشيراً إلى "نفاد الطعام بالفعل في بعض الأماكن، ومعاناة مئات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية الحاد، كما يواجهون خطر الموت الوشيك إذا تُركوا دون علاج".

وفيما يتعلق بعمليات النزوح الناجمة عن الصراع، قال المسؤول الأممي، إن "ملايين الأشخاص نزحوا داخل السودان، بينما فر ما يقرب من مليون إلى خارج البلاد"، موضحاً أن المجتمعات المضيفة "تعاني بسبب وصول المزيد من اللاجئين إلى البلدان المجاورة".

ودعا المنسق الأممي، جميع المتحاربين في السودان إلى وضع الشعب "في المقام الأول، متجاوزين السعي وراء السلطة أو الموارد".

وفر أكثر من 4 ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عرقية تشنها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها في دارفور.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات