"حرية التنقل" بالضفة الغربية تثير سجالاً بين بيلا حديد ووزير إسرائيلي

عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد خلال أسبوع الموضة في باريس. 22 سبتمبر 2022 - AFP
عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد خلال أسبوع الموضة في باريس. 22 سبتمبر 2022 - AFP
دبي -الشرق

وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير، عارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الفلسطينية بيلا حديد بأنها "كارهة لإسرائيل"، بعد أن انضمت إلى المنددين بتصريحاته والتي قال فيها إن المستوطنين اليهود "يجب أن يكون لديهم حقوق أكثر" من العرب في الأراضي المحتلة.

وصرح بن جفير خلال مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع، بأن "حرية التنقل للمستوطنين في الضفة الغربية يجب أن تفوق حقوق الفلسطينيين". 

وجاءت هذه التصريحات في أعقاب هجومين على إسرائيليين في الضفة الغربية، هما الأحدث في سلسلة من الهجمات التي ينفذها المستوطنون والفلسطينيون في المنطقة، المعروفة لدى الإسرائيليين باسم "يهودا والسامرة".

وقال بن جفير: "حقي، وحق زوجتي وأطفالي في التنقل في جميع أنحاء يهودا والسامرة، أهم من حرية التنقل للعرب. الحق في الحياة يأتي قبل حرية التنقل".

ووجه بن جفير حديثه إلى مذيع القناة، وهو من فلسطينيي الداخل، قائلاً: "آسف يا محمد، لكن هذا هو الواقع".

وأثارت هذه التصريحات، موجة انتقادات من قبل إسرائيليين وفلسطينيين، قالوا إنها دليل جديد على أن بن جفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" المتطرف، الذي أُدين بالتحريض على العنصرية ودعم الإرهاب، ملتزم بتطبيق نظام "التفوق اليهودي" في الأراضي المحتلة.

وشاركت الخارجية الأميركية، في توجيه الانتقادات، قائلة إنها تدين بشدة "تعليقات بن جفير التحريضية"، و"كل الخطابات العنصرية".

وعلى نحو مماثل، انضمت بيلا حديد، التي ولدت في الولايات المتحدة لأب فلسطيني، إلى المنتقدين بنشر مشاركة على حسابها عبر إنستجرام، الذي يضم نحو 59 مليون متابع، تتضمن مقطعاً من تصريحات بن جفير.

وقالت: "في أي مكان أو أي زمان، وخاصة في عام 2023، لا ينبغي أن تكون حياة أي إنسان، أكثر قيمة من حياة إنسان آخر. خاصة وبكل بساطة بسبب العرق أو الثقافة أو الكراهية البحتة".

وحديد وشقيقتها جيجي، وهي أيضاً عارضة أزياء، من الداعمين الصريحين للحقوق الفلسطينية، وتصل منشوراتهما على منصات التواصل الاجتماعي إلى عشرات الملايين من المتابعين.

كما نشرت حديد أيضاً مقطع فيديو لمجموعة الحقوق المدنية الإسرائيلية "بتسيلم"، يظهر جنوداً إسرائيليين في مدينة الخليل المعزولة بالضفة الغربية، يقولون إن الفلسطينيين ممنوعون من دخول شارع مخصص لليهود. وكتبت: "هل يذكر هذا أحداً بأي شيء؟".

في المقابل، رد بن جفير، الذي يعيش في مستوطنة قريبة من وسط مدينة الخليل، على منصات التواصل الاجتماعي، قائلاً إنه لن يعتذر، وسيقول الشيء نفسه "ألف مرة أخرى". 

ووصف حديد بأنها "كارهة لإسرائيل"، واتهمها بنشر مقطع من المقابلة التلفزيونية "بقصد إظهاري عنصري وشرير".

وأضاف: "أدعوكم إلى زيارة (مستوطنة) كريات أربع لتروا كيف نعيش هنا، وكيف يُقتل هنا كل يوم يهود لم يرتكبوا أي خطأ تجاه أي شخص في حياتهم".

لسنوات عديدة، علق بن جفير في غرفة معيشته صورة لباروخ جولدشتاين، وهو متطرف يهودي أميركي في حزب "كاخ" المناهض للعرب، والذي قتل 29 فلسطينياً في مسجد "الخليل" في عام 1994، ثم أزال الصورة عندما انضم إلى الحكومة.

وبعد أن أثارت تصريحاته اهتماماً دولياً، ادعى بن جفير أن "اليسار الإسرائيلي الراديكالي" أخطأ في نقل اقتباسه "بشكل انتقائي"، وأشار إلى أنه كان يتحدث فقط عن تقييد حقوق "الإرهابيين الذين يرموننا بالحجارة ويقتلوننا".

ويعمل بن جفير وغيره من الوزراء اليمينيين المتطرفين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على زيادة عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بشكل كبير، كخطوة على ما يبدو نحو الضم الكامل لكل الأراضي أو بعضها.

اقرا أيضاً:

تصنيفات