أعلنت قاضية أميركية، الاثنين، أن محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب أمام محكمة فيدرالية في واشنطن، بتهمة محاولة قلب نتائج انتخابات 2020 الرئاسية ستبدأ في 4 مارس 2024.
وقالت القاضية الفيدرالية تانيا تشوتكان: "للجمهور الحق في التوصل إلى حل سريع وفعال لهذه القضية".
وحددت القاضية الموعد خلال جلسة حسمت فيها بين اقتراح المدعي الخاص جاك سميث الذي طلب أن تبدأ المحاكمة في واشنطن في يناير 2024، وهي مهلة قصيرة في رأيها، وبين موعد آخر بعيد طالب به الدفاع هو أبريل 2026.
ويأتي موعد محاكمة ترمب قبل يوم واحد من "الثلاثاء الكبير"، والذي يتوجه فيه الناخبون في أكثر من 12 ولاية أميركية، ومنها كاليفورنيا وتكساس، للتصويت في الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ويواجه ترمب اتهامات متعلقة بمزاعم سرقة انتخابات 2020، والهجوم الذي شنه أتباعه في السادس من يناير 2021 على مبنى الكونجرس الأميركي (الكابيتول) في العاصمة واشنطن.
وتتكون لائحة الاتهام من 4 تهم، منها "التآمر للاحتيال على الولايات المتحدة"، من خلال منع الكونجرس من التصديق على فوز الرئيس جو بايدن، و"حرمان الناخبين من حقهم في انتخابات نزيهة"، إضافة إلى "عرقلة الإجراءات الرسمية".
وفي وثيقة المحكمة المكونة من 45 صفحة، يزعم مدعون وجود مؤامرة منسقة عبر ولايات أميركية عدة، قدم خلالها ترمب وحلفاؤه ادعاءات احتيالية كانوا يعرفون أنها غير صحيحة في محاولة يائسة لتقويض الديمقراطية الأميركية والتشبث بالسلطة.
وتصل عقوبة التهمة الأخطر من هذه الاتهامات إلى السجن لمدة 20 عاماً، وفقاً لـ"رويترز".
وقال ممثلو الادعاء، الاثنين، إن "الكثير من أدلة القضية تتكون من مواد عامة، مثل تصريحات ترمب وسجلات الكونجرس"، مشيرين إلى تسليم معظمها للقاضية تشوتكان.
وسبق أن انتقد ترمب تشوتكان قائلاً: إنها "متحيزة ضده"، فيما حذرت الأخيرة ترمب من أنه "يجب أن يتوقف عن نشر التصريحات التحريضية عبر الإنترنت حول الشهود أو غيرهم من المشاركين في القضية".
مواعيد محاكمات ترمب
ووجهت إلى ترمب 4 لوائح اتهام خلال العام الجاري، اثنتان منها في واشنطن، والثالثة في نيويورك والرابعة في ولاية جورجيا.
وتوقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن يتعارض موعد المحاكمة الجديد مع محاكمتين أخريين يواجههما ترمب في ذات الشهر، مشيرةً إلى اقترح المدعي العام في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا محاكمة الرئيس السابق بتهمة محاولة التلاعب بنتائج انتخابات الولاية في ذات اليوم.
وفي 15 أغسطس الجاري، وجهت هيئة محلفين كبرى في ولاية جورجيا اتهامات لترمب و18 متهماً آخرين 41 تهمة جنائية إجمالاً فيما يتعلق بالجهود المبذولة لإلغاء نتائج انتخابات 2020 في الولاية.
واحتُجز ترمب، الخميس الماضي، في سجن مقاطعة فولتون بمدينة أتلانتا على خلفية اتهامه بارتكاب أكثر من 12 تهمة جنائية، في إطار الدعوى الجنائية التي تتعلق بمحاولات تغيير نتائج انتخابات ولاية جورجيا.
ونشرت شرطة مقاطعة فولتون الصورة الجنائية التي التقطت للرئيس السابق داخل السجن، في صورة أيقونية أصبحت أول صورة جنائية لرئيس أميركي في التاريخ، سابق أو حالي.
كما من المقرر أن تبدأ محاكمة ترمب في مقاطعة مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية، بتهم تتعلق بدفع أموال لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 للتستر على علاقة كانت تربطه بها، في 25 مارس المقبل.
أما محاكمة ترمب في قضية الاحتفاظ بوثائق سرية بشكل غير قانوني، فمن المقرر أن تبدأ في 20 مايو 2024، بحسب وكالة "رويترز".
ورغم ازدحام جدول ترمب بالمحاكمات خلال وقت قصير، نقلت "نيويورك تايمز" عن القاضية تشوتكان قولها: "ترمب، مثل أي متهم، يجب عليه جعل موعد المحاكمة مناسب، بغض النظر عن جدول أعماله"، مضيفةً أن "هناك مصلحة مجتمعية لمحاكمة سريعة".
وعن كيفية استعداد موكّلها لجلسات المحاكمة المقبلة، قالت محامية الملياردير الجمهوري ألينا هابا في تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، إن ترمب "ليس شخصاً عادياً، إنه بمنتهى الذكاء ويعلم كيف تدار الأمور".
ودفع ترامب ببراءته في جميع القضايا الجنائية، وقد يقضي معظم وقته العام المقبل في المحاكم الأميركية.
واعتبر ترمب أن المحاكمة "ذات دوافع سياسية"، مشيراً للصحفيين إلى أن "ما يحدث هنا هو تحريف للعدالة، لم أرتكب أي خطأ والجميع يعرف ذلك".
