حذرت وزارة الدفاع التايوانية، الثلاثاء، من تصعيد حاد محتمل في التوترات العسكرية بعد الإبلاغ عن تجدد النشاط العسكري الصيني، بما في ذلك المقاتلات التي تعبر "خط الوسط" لمضيق تايوان.
وتشكو تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، منذ ثلاث سنوات من الضغط العسكري المتزايد من بكين، وخاصة من سلاح الجو الصيني الذي يحلق بالقرب من الجزيرة.
ورصدت وزارة الدفاع التايوانية، صباح الثلاثاء، 12 طائرة عسكرية صينية في منطقة تحديد الدفاع الجوي (هي منطقة واسعة تراقبها تايبييه وتقوم بدوريات فيها لمنح قواتها هامشاً زمنياً للرد على أي تهديدات)، عبرت 7 منها خط الوسط، من بينها 6 مقاتلات من طراز J-10 وطائرة مسيرة واحدة.
وأضافت وزارة الدفاع التايوانية، أن 5 سفن صينية نفذت أيضاً "دوريات استعداد قتالي" دون تحديد مكانها.
وكان خط الوسط لسنوات بمثابة حاجز غير رسمي بين الجانبين، حتى بدأ سلاح الجوي الصيني في تجاوزه بانتظام قبل عام، بالتزامن مع زيارة رئيسة ماجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وأشارت وزارة الدفاع التايوانية، إلى أن "المضايقات العسكرية المستمرة من قبل جيش الحزب الشيوعي في المنطقة، قد تؤدي إلى تصعيد حاد في التوترات وتفاقم الأمن الإقليمي"، داعية بكين إلى "الوقف الفوري لمثل هذه الأفعال الأحادية الجانب".
وأضافت أن "الحفاظ على الوضع السلمي والمستقر الراهن في مضيق تايوان أمر بالغ الأهمية لأمن وازدهار منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويقع على عاتق جميع الأطراف، بما فيها بكين، مسؤولية مشتركة للالتزام بذلك".
وتجري الصين مناورات منتظمة حول تايوان على مدى السنوات الثلاث الماضية، من أجل الضغط على تايبيه لقبول مطالبة بكين بالسيادة على الجزيرة.
وأجرت بكين مناورات حربية واسعة، حول تايوان في أبريل الماضي، بعد أن عادت الرئيسة تساي إينج ون إلى الجزيرة من زيارة إلى الولايات المتحدة حيث التقت رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي.
كما أجرت مناورات حربية حول تايوان، في أغسطس 2022، للاحتجاج على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايبيه.
زيادة الإنفاق الدفاعي
وقبل أيام قليلة، أعلنت حكومة تايوان تخصيص 94.3 مليار دولار تايواني (2.97 مليار دولار أميركي) لشراء أسلحة، العام المقبل، تشمل طائرات مقاتلة لتعزيز دفاعاتها في مواجهة تهديدات محتملة من الصين، مشيرة إلى حصولها على دعم إضافي من نظم التتبع لمقاتلات F-16 الأميركية.
وكانت رئيسة تايوان تساي إنج ون، أعلنت أن إجمالي حجم الإنفاق المقترح للدفاع في العام المقبل، يبلغ 606.8 مليار دولار تايواني (19 مليار دولار)، بزيادة 3.5% عن العام السابق.
وقالت إدارة الإحصاءات الحكومية بعد اجتماع لمجلس الوزراء لمناقشة الميزانية إن حوالي نصف الإنفاق الإضافي البالغ 94.3 مليار دولار تايواني سيخصص في شراء طائرات مقاتلة، بينما يخصص الباقي لتعزيز الدفاعات البحرية.
ويبلغ حجم الإنفاق الدفاعي للجزيرة، العام المقبل، قرابة 2.5% من ناتجها المحلي الإجمالي.
وأشرفت رئيسة تايوان، على برنامج التحديث العسكري لجعل القوات المسلحة التايوانية أكثر قدرة على مواجهة الصين، بما في ذلك تحديث أسطولها من المقاتلات من طراز F-16، وتطوير غواصاتها الخاصة.
وانتهت تايوان من تحويل 141 طائرة من طراز (F-16A/B) إلى طراز (F-16V)، كما طلبت 66 طائرة جديدة من الطراز ذاته، والتي تتميز بتقنيات طيران وأسلحة وأنظمة رادار متقدمة.
وتًجرى انتخابات الرئاسة في أوائل العام المقبل، فيما يحظى نائب رئيسة تايوان، وليام لاي، والذي يعد من أبرز الداعمين لاستقلال تايوان عن الصين، بأوفر الحظوظ للفوز بتلك الانتخابات.
صفقة أميركية
كانت الولايات المتحدة وافقت، قبل نحو أسبوع، على صفقة محتملة بقيمة 500 مليون دولار لبيع أنظمة بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء لمقاتلات (F-16) بالإضافة إلى معدات أخرى إلى تايوان.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" في بيان: "البيع المقترح لتلك المعدات وتقديم الدعم لن يغير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة".
وتعد الولايات المتحدة أهم مورد للأسلحة لتايوان.
ومن شأن الخطوة أن تغضب بكين التي طالبت الولايات المتحدة مراراً بوقف بيع الأسلحة لتايوان.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية، أن "500 مليون دولار هي الحد الأقصى للقيمة المحتملة للعقد وأن القيمة الدولارية الفعلية ستكون أقل".
وأعلنت الولايات المتحدة، حزمة مساعدات جديدة من الأسلحة إلى تايوان بقيمة تصل إلى 345 مليون دولار، أواخر الشهر الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين، التي تندد بشكل روتيني بأي مبيعات أسلحة أجنبية لتايوان، حثت واشنطن على إلغاء المبيعات المقررة على الفور.
اقرأ أيضاً: