أعلن عسكريون على التلفزيون الوطني في الجابون، الأربعاء، أن المجلس العسكري عين الجنرال بريس أوليجي نجيما زعيماً للمرحلة الانتقالية.
ونجيما هو رئيس الحرس الجمهوري الذي قاد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس علي بونجو، بعد إعلان فوزه بالانتخابات.
وفي وقت سابق الأربعاء أعلن قادة الانقلاب عبر التلفزيون الرسمي، خضوع الرئيس علي بونجو "للإقامة الجبرية" بعد ساعات من إعلان استيلائهم على السلطة، ما أثار إدانة دول غربية وقوى أوروبية.
وأكد نجيما في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الرئيس "متقاعد ويتمتع بجميع حقوقه، مثل أي شخص آخر".
ولدى سؤاله "هل ترى نفسك رئيساً جديداً لدولة الجابون؟"، قال الجنرال: "لم أعلن نفسي بعد، ولا أفكر في أي شيء في الوقت الراهن".
وأشارت الصحيفة، إلى أن الجنرال الذي يحظى بدعم مئات الجنود في العاصمة ليبرفيل، لديه القدرة على أن يصبح "الرجل القوي الجديد في البلاد".
بونجو يناشد المجتمع الدولي
وناشد رئيس الجابون علي بونجو المجتمع الدولي، في مقطع مصور انتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت، "إحداث ضجة" لدعمه هو وأسرته بعد أن أعلن ضباط استيلاءهم على السلطة.
وكان بونجو يتحدث من مكان إقامته الجبرية على ما يبدو.
وأكدت شركة "بي تي بي أدفيزورز" للعلاقات عامة التي عملت بشكل وثيق مع بونجو في حملته الانتخابية صحة المقطع المصور.
وقال بونجو بالإنجليزية وهو جالس على مقعد في غرفة: "لقد اعتقلني الناس هنا أنا وعائلتي. ابني في مكان ما، وزوجتي في مكان آخر... الآن، أنا في المسكن ولا يحدث شيء. لا أعرف ما الذي يحدث".
وأضاف أنه يريد نقل "رسالة إلى كل أصدقائنا في جميع أنحاء العالم لأطلب منهم أن يحدثوا ضجة".
وظهر بونجو وهو يرتدي ملابس أنيقة ولم تظهر عليه أي علامات لتعرضه لسوء معاملة. وتحدث بهدوء وتمهل من حين لآخر بحثا فيما يبدو عن الكلمات المناسبة لتأكيد رسالته.
وفي حال نجاح الانقلاب، سيصبح الثامن في غرب ووسط إفريقيا منذ عام 2020 وينهي قبضة عائلة بونجو على السلطة القائمة منذ 56 عاماً. ويأتي ذلك بعد انتخابات متنازع عليها جرت السبت، وقال ضباط الجيش إن نتائجها التي تضمنت إعلان فوز بونجو ألغيت.
تنديد أممي
قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء، إن الأمين العام أنطونيو جوتيريش، يدين بشدة محاولة الانقلاب المستمرة في الجابون كوسيلة لحل أزمة ما بعد الانتخابات في البلاد. داعياً لضمان سلامة الرئيس وعائلته.
وأضاف دوجاريك أن جوتيريش يتابع عن كثب تطورات الوضع في الجابون، ويلاحظ بقلق بالغ إعلان نتائج الانتخابات وسط تقارير عن انتهاكات خطيرة للحريات الأساسية.
وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة "يؤكد من جديد معارضته القوية للمهاترات العسكرية"، ويدعو جميع الجهات الفاعلة المعنية إلى ممارسة ضبط النفس، والانخراط في حوار شامل وهادف، وضمان الاحترام الكامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان.
إدانات دولية
ذكر جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في إفادة، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث في الجابون حيث أعلن ضباط من الجيش، الأربعاء، الاستيلاء على السلطة.
وأضاف: "نتابع الوضع عن كثب".
ونددت حكومة فرنسا على لسان المتحدث باسمها أوليفييه فيران بالانقلاب العسكري في الجابون، وقال إن باريس تطالب باحترام نتيجة الانتخابات هناك.
ودعت الخارجية الصينية إلى "حل الموقف في الجابون سلمياً"، وقالت إنه "يجب الحفاظ على السلامة الشخصية للرئيس بونجو"، الذي زار الصين في أبريل الماضي.
وفي روسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا للصحافيين: "استقبلت موسكو بقلق تقارير عن تدهور بالغ في الوضع الداخلي بالدولة الإفريقية الصديقة. نواصل مراقبة تطور الأوضاع عن كثب ونأمل في الاستقرار سريعاً".
وصرح ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن موسكو تراقب الوضع عن كثب.
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن وزراء دفاع دول التكتل سيبحثون الموقف في الجابون، وإذا تأكد وقوع انقلاب هناك فسيودي ذلك لمزيد من الاضطرابات في المنطقة.
وأضاف بوريل متحدثاً أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد في توليدو بإسبانيا: "إذا تأكد ذلك، فسيكون انقلاباً عسكرياً آخر يفاقم عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها".
وحثت الخارجية المصرية، جميع الأطراف في الجابون، الأربعاء، على "إعلاء المصلحة الوطنية حفاظاً على أمن واستقرار البلاد"، داعية المصريين في الجابون إلى "توخي أقصى درجات الحيطة والحذر".
ودعا متحدث باسم الخارجية المصرية، في بيان، أعضاء الجالية المصرية بالجابون، إلى "تجنب مناطق التوتر الأمني واستمرار التواصل مع السفارة المصرية لضمان سلامتهم".
اقرأ أيضاً:
