قبل انتخابات مرتقبة.. العمال يتفوقون على المحافظين باستطلاع للرأي في بريطانيا

زعيم حزب العمال في بريطانيا كير ستارمر خلال فعالية بوسط لندن. 21 مارس 2023 - REUTERS
زعيم حزب العمال في بريطانيا كير ستارمر خلال فعالية بوسط لندن. 21 مارس 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "أوبينيوم" لأبحاث السوق، السبت، تفوق حزب العمال المعارض في بريطانيا بفارق 14 نقطة على حزب المحافظين الحاكم، بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك، الذي أطلق حملات سياسية تهدف إلى استعادة ثقة الناخبين قبل الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.

وأظهر الاستطلاع، الذي استند إلى آراء 2055 بالغاً بريطانياً خلال الفترة من 30 أغسطس الماضي إلى 1 سبتمبر الجاري، أن تأييد حزب العمال ارتفع إلى 42% بزيادة نقطة مئوية واحدة منذ الاستطلاع الذي سبقه في يوليو الماضي، بينما زاد تأييد حزب المحافظين نقطتين إلى 28%.

وأظهر الاستطلاع "فشل" حزب المحافظين في تحويل الأمور لصالح سوناك، إذ انخفض تأييد رئيس الوزراء البريطاني نقطتين خلال الأسبوعين الماضيين إلى -25%، بحسب ما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ورغم أن معدلات تأييد زعيم حزب العمال، كير ستارمر، لا تزال سلبية، إلا أنها أفضل بكثير من معدلات تأييد سوناك، حيث بلغت -7%، لكن الآراء بشأن الأفضل في تولي منصب رئيس الوزراء المقبل، بقيت ثابته، إذ يتقدم ستارمر بنسبة 27%، مقابل تفضيل 23%من المصوتين لسوناك.

ولم يشكل حزب العمال في بريطانيا، أي حكومة منذ حكومة جوردون براون (2007 إلى 2010)، بينما جاءت كافة الحكومات منذ ذلك الوقت حتى الآن من حزب المحافظين. 

فرص ضئيلة 

وركز حزب المحافظون مؤخراً على طرح قضايا سياسية محددة يعتقدون أنها ستكشف نقاط ضعف حزب العمال، مثل ملفات "الجريمة" و"الهجرة" و"الصحة" و"التعليم".

ورغم ذلك، قال رئيس الأبحاث السياسية والاجتماعية في "أوبينيوم"، آدم دروموند، إنه "لا تزال نسب تأييد سوناك ضعيفة، ولم تتغير تقريباً منذ يوليو الماضي".

ويعد هذا الاستطلاع، أحدث مؤشر على تراجع شعبية حزب المحافظين قبل أشهر من الانتخابات العامة.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن أحد كبار الوزراء، قوله إن "الأرقام لا تكذب"، فيما أوضح وزير آخر في الحكومة البريطانية، أنه "لا داعي للتظاهر بأننا لا نتعرض لضغوط. الأمر سيزداد سوءاً".

وأشار عضو آخر في حكومة سوناك، إلى أن "فرص تغيير الوضع الحالي ضئيلة حيث كان مسار التغيير محدود دائماً، والآن يبدو بشكل أكبر"، لكن عضو آخر في مجلس الوزراء قال إنهم "لم يفقدوا الأمل"، بحسب ما نقلته BBC.

ولفت وزير بريطاني، إلى أن "الجمهور شعر بالملل والإحباط من حزب المحافظين لأنه لا ينفذ ما يعلن عنه".

ثقة الناخبين

وكشفت الانتخابات الفرعية التي خسر فيها المحافظون مقعدين نيابيين في انتخابات فرعية، تراجع ثقة الناخبين في الأغلبية المحافظة التي تهزها فضائح وأزمة غلاء المعيشة بعد 13 عاماً في السلطة.

كما كشفت الانتخابات التي جرت في يوليو الماضي، العقبات التي تعترض طريق المعارضة العمالية التي تحلم بدخول "داونينج ستريت" في 2024، لكنها تعاني من آثار سياستها لمكافحة التلوث في لندن.

راشيل ريفز، مستشارة حزب العمال في حكومة الظل، قالت إن حكومة حزب العمال المقبلة، لديها الكثير لتتعلمه من حقبة توني بلير الذي تولى رئاسة الحكومة بين عامي 1997 و2007، لكنها أضافت: "لا نستطيع ببساطة أن نتبنى برنامج الحزب السياسي خلال فترة التسعينيات".

وطال نهج حزب العمال انتقادات من اليسار واليمين منذ أن أصبح كير ستارمر زعيماً، بسبب تشابه نهجه الوسطي الحذر مع النهج الذي اتبعه توني بلير خلال فترة التسعينيات، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

تحديات مختلفة

وشددت ريفز على ضرورة أن "يختلف برنامج حزب العمال خلال الانتخابات العامة المقبلة، لأنه يواجه تحديات مختلفة"، مؤكدةً أن الحزب "لن يسعى للعودة إلى الاتحاد الأوروبي لكنه سيعمل على تحسين العلاقات مع الكتلة" المكونة من 27 دولة.

وأشارت إلى أن حزب العمال سيعمل على "تحسين اتفاقية الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) التي وقعتها حكومة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون".

وأضافت: "هل علينا تقبل مسألة مغادرتنا الاتحاد الأوروبي؟ نعم، لكن هل نعتبر الاتفاق الذي أبرم بين الجانبين جيد بما فيه الكفاية؟ بالطبع لا".

وسبق أن تعهد زعيم حزب العمال البريطاني، بتجنب حزبه الزيادات الكبيرة في الإنفاق الحكومي لضمان استقرار اقتصاد بريطانيا الذي انكمش خلال الفترة الماضية بأقل من المتوقع رغم تأثير الإضرابات المتكررة.

وتعهد ستارمر في مقال نشرته "الجارديان"، في يوليو الماضي، بـ"تجنب الزيادات الكبيرة في الإنفاق غير الممول حال انتخابه"، العام المقبل، موضحاً أن حكومته "ستركز على إجراء تغييرات على القوانين واللوائح، بما في ذلك إصلاح نظام التخطيط لزيادة بناء المساكن". 

وشدد ستارمر، على ضرورة أن "تكون الأولوية للاستقرار الاقتصادي إذا أردنا تغيير الأوضاع"، لافتاً إلى أن ذلك "سيعني اتخاذ خيارات صعبة ووجود قواعد مالية صارمة".

واعتبر زعيم حزب العمال، أن "تدمير المحافظين للاقتصاد والخدمات العامة جعل مهمة حزب العمال أصعب، لكنه يجعلنا أكثر قوة في عزمنا على صنع مستقبل أكثر إشراقاً تستحقه بريطانيا".

وأشار إلى أن حزب العمال "لن ينجح بالعودة للسلطة وإعادة بناء بريطانيا، إلا إذا أعطى الأولوية للنمو الاقتصادي وخلق الثروة والإصلاح الجذري للخدمات العامة على وعود الإنفاق المتهورة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات