انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأحد، أعضاء الائتلاف الحكومي الذين هاجموا مسؤولين عسكريين وأمنيين في الأشهر الماضية، معتبراً أن تصريحاتهم التي وصفها بـ"المشينة" تضر بالجيش.
وقال جالانت في حفل توزيع جوائز الضباط المتميزين: "خلال الأيام الأخيرة، سمح مسؤولون منتخَبون، بينهم وزراء وأعضاء في الكنيست (البرلمان)، لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات كاذبة، ولا أساس لها، وغير مسؤولة عن الجيش الإسرائيلي وقادته وجنوده"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ووصف جالانت، خلال الفعالية التي استضافها مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، تلك التصريحات بـ"المشينة، وتعرض الجيش وهو أهم الأصول التي تملكها إسرائيل للخطر".
وأضاف: "أنتم أيها القادة وجنود الجيش الإسرائيلي وأفراد قوات الأمن الذين كرستم حياتكم من أجل أمن هذا البلد وحماية مواطنيه، تستحقون كل الدعم، فيما يستحق كل من يحاولون تشويه سمعتكم ونزع الثقة عنكم كل الإدانة".
وعن التوتر الذي اجتاح إسرائيل احتجاجاً على التعديلات القضائية، أعرب جالانت عن "تقديره لقوات الدفاع الإسرائيلية، وهيئة الأركان العامة ورئيسها هرتسي هاليفي الذي يعمل لإنجاز المهام الأمنية الموكلة إليها، والتعامل بحزم مع التحديات الاجتماعية التي تؤثر على قوات الدفاع الإسرائيلية".
وأضاف: "في مثل هذه الأيام، يجدر بنا أن نحافظ على الجيش الإسرائيلي على هذا النحو، وأن نبعده عن مواضع النزاع، إذ ليس لدينا جيش آخر نعتمد عليه".
وتظاهر عشرات الآلاف في جميع أنحاء إسرائيل، السبت الماضي، ضد التعديلات القضائية التي يدفع بها الائتلاف الحكومي، للأسبوع 35 على التوالي، تحت شعار "لا للديكتاتورية في مدارسنا" مع بداية العام الدراسي الجديد، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
الأسرى الفلسطينيين
جاءت تصريحات جالانت، بعد أن اتهمت تالي جوتليف، عضو الكنيست عن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجمعة الماضي، الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" بـ"العمل لصالح الإرهابيين، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وأدلت جوتليف بهذه الاتهامات، أثناء دفاعها عن وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، الذي اصطدم، الجمعة الماضي، بنتنياهو بشأن السياسة الحكومية المتبعة مع السجناء الأمنيين الفلسطينيين.
ووضع وزير الأمن القومي الإسرائيلي خطة شاملة للتضييق أكثر على الأسرى الفلسطينيين، تشمل سلسلة قرارات تمس أوضاعهم الحياتية وحقوقهم، منها اقتصار الزيارات العائلية على مرة واحدة كل شهرين بدلاً من شهر، لكن نتنياهو أكد أنه "لم يتم اتخاذ أي قرارات بهذا الشأن".
وفي السياق، قالت عضو الكنيست في منشور على منصة "X"، تويتر سابقاً: "من الجيد أن تعرف أن جهاز (الشاباك)، والجيش الإسرائيلي يعملان لصالح الإرهابيين والسجناء الأمنيين"، معتبرةً أن "الدولة العميقة تعمل ضد الوزير بن جفير".
ووصف مكتب نتنياهو تصريحات جوتليف بـ"المشينة"، فيما اعتبرها جالانت "خطيرة"، كما شبهها بـ"من يدوس العلم الوطني بقدميه"، وحث جوتليف على "الاعتذار فوراً".
وذكرت "تايمز أوف إسرائيل"، أن جوتليف تشكل "مصدر صداع مستمر" لرئيس الوزراء بسبب "صراحتها الفجة"، كما تسببت أخيراً في خسارة محرجة للائتلاف في تصويت على مستوى البرلمان، بعد أن رفضت اتباع الخط الحزبي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأشهر الماضية، شهدت هجوماً ضارياً شنه مشرعون آخرون من الليكود ومن حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) اليميني المتطرف ومن أحزاب الصهيونية اليهودية، إلى جانب نجل نتنياهو، على مسؤولين دفاعيين بعد أن أدان الجيش عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضافت أن مسؤولين عسكريين تعرضوا أيضاً للهجوم لتحذيرهم من أن الاحتجاجات التي شارك فيها الآلاف من جنود الاحتياط الذين أنهوا خدمتهم التطوعية احتجاجاً على الإصلاح القضائي تضر بالاستعداد القتالي للجيش الإسرائيلي.
