لتعزيز الشراكة مع إفريقيا.. خطط أوروبية لاغتنام غياب بوتين وشي عن قمة العشرين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج خلال لقاء سابق في الكرملين. 21 مارس 2023 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج خلال لقاء سابق في الكرملين. 21 مارس 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

يخطط الاتحاد الأوروبي لاستغلال غياب الرئيس الصيني شي جين بينج، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عن قمة مجموعة العشرين المقررة في الهند، الأسبوع الجاري، لتعزيز التواصل مع دول ما يسمى بـ"الجنوب العالمي"، من خلال اجتماع رفيع المستوى مع القادة الأفارقة على هامش القمة، حسبما أفادت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ".

ونقلت "بلومبرغ" عن أشخاص وصفتهم بالمطلعين على الاستعدادات، طلبوا عدم كشف هوياتهم، قولهم إنه "مع غياب الرئيسين الصيني والروسي عن التجمع الذي يستمر يومين في نيودلهي، يريد الاتحاد الأوروبي اغتنام الفرصة". 

وذكرت المصادر، أن التكتل الأوروبي المؤلف من 27 دولة، يهدف إلى "إظهار جديته بشأن إعادة تعريف شراكته مع إفريقيا"، على الرغم من الإرث الاستعماري المضطرب.

وأشار المصادر، إلى أنه من بين الأشخاص المقرر مشاركتهم، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشار الألماني أولاف شولتز. ومن الجانب الإفريقي، سيضم المشاركون زعماء جنوب إفريقيا، العضو في مجموعة العشرين، وكذلك مصر ونيجيريا وجزر القمر، التي تتولى الرئاسة الدولية للاتحاد الإفريقي.

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن التجمع الذي يوصف بأنه "قمة مصغرة"، يعقد في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة على النفوذ العالمي، وسط مواجهة بين الولايات المتحدة والصين، وانقسامات بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وعلى الرغم من تحقيق كل من الصين وروسيا نجاحات مع الدول الإفريقية، بما في ذلك من خلال "اللعب على المشاعر المناهضة للاستعمار"، فإن انسحاب بوتين من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود قد أضر بالدول النامية بشدة، و"هذا من المحتمل أن يترك فرصة لأوروبا لحمل الدول التي رفضت إدانة حرب روسيا على تغيير آرائها". 

ومن القضايا المهمة التي سيبحثونها خلال القمة المقررة في 9 سبتمبر الجاري، "يريد الزعماء الأوروبيون تأييد مسعى الاتحاد الإفريقي ليصبح عضواً دائماً في مجموعة العشرين"، وفقاً لما ذكرته المصادر.

وكانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، أحد الزعماء الذين لعبوا دوراً حيويا في قيادة الجهود الرامية إلى عضوية الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين خلال اجتماع مجموعة السبع الأخير في اليابان، وهي مسألة تشكل أيضاً أولوية لمضيف القمة هذا الأسبوع، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وفي شهر مايو الماضي، خلال زيارة لمقر الاتحاد الإفريقي في إثيوبيا، ألقى شولتز بثقله وراء الدعوات إلى أن يصبح التكتل عضواً دائماً في مجموعة العشرين لمنحه دوراً أكبر في الجهود المبذولة لمعالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ

وقال المستشار الألماني، إن "إفريقيا يجب أن تلعب دوراً دولياً أكبر، لتعكس مكانتها المتزايدة في نظام عالمي متعدد الأقطاب، ومنقسم على نحو متزايد".

"صوت أقوى" لإفريقيا

"بلومبرغ" لفتت إلى أن العضوية الدائمة، وليس عضوية "منظمة دولية مدعوة"، من شأنها أن تمنح الاتحاد الإفريقي نفس الوضع الذي يتمتع به الاتحاد الأوروبي. كما أنها جزء من حملة لتزويد البلدان الإفريقية بصوت أقوى، عندما تقرر المنظمات الدولية التدابير التي تؤثر عليها، بما في ذلك الجهود الرامية إلى معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، الناجمة بشكل كبير عن الانبعاثات الصادرة عن دول مجموعة العشرين.

وتشمل أجندة الاجتماع أيضاً، مناقشة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي، وسط مخاطر بأن يتفاقم الوضع بعد رفض بوتين لإحياء اتفاق الحبوب الذي أقرته الأمم المتحدة بعد محادثات، الاثنين، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان

وتشمل المسائل الأخرى الجهود المبذولة لإصلاح الهيكل المالي العالمي، وتحسين ظروف الاستثمارات الخاصة، ومشاريع البنية التحتية في إفريقيا، فضلاً عن الوضع في منطقة الساحل، بحسب المصادر.

ويريد شولتز أيضاً استغلال الاجتماع للتحضير لمؤتمر دولي من المقرر عقده في برلين في 20 نوفمبر المقبل، إذ يرغب الزعماء الأوروبيون والأفارقة في المضي قدماً في مبادرة "الاتفاق مع إفريقيا"، وهي مبادرة تهدف إلى تحسين ظروف استثمارات القطاع الخاص المستدامة في البلدان الإفريقية، بما في ذلك في البنية التحتية.

وبالنسبة للمستشار الألماني، تمثل القمة المصغرة (العشرين)، فرصة أخرى لإقناع الزعماء الأفارقة بأن "الأوروبيين جادون في فتح فصل جديد في تعاونهم، والالتقاء على نفس مستوى عند مناقشة التحديات المشتركة مثل الأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية وتغير المناخ".

والأسبوع الماضي، قال شولتز في مقابلة مع إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية، إن الهدف هو "التأكد من أننا نشكل عالم المستقبل معاً على قدم المساواة" مع الدول الناشئة، واصفاً ذلك بأنه "التزام" بالنسبة لأوروبا الغربية وأميركا الشمالية من بين دول أخرى. 

وأضاف: "بالنظر إلى التاريخ الاستعماري والماضي في العديد من هذه البلدان، فإننا نتحمل مسؤولية جعل التنمية الإيجابية في الوقت الراهن ممكنة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات