أعلنت الولايات المتحدة في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، السبت، دعم مشروع ممر لوبيتو، والذي يربط ثلاثة دول إفريقية، وهي أنجولا وجمهورية الكونغو وزامبيا، كما كشفت عن تفاصيل توسيع شراكتها مع الهند، ومشاريع أخرى في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
وتضاف هذه المشاريع إلى الاتفاق الذي أعلن في نيودلهي، السبت، بشأن إنشاء "ممر اقتصادي جديد" يضم دولاً عدة، ويربط جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وكانت فعاليات قمة مجموعة العشرين قد انطلقت في العاصمة الهندية نيودلهي، السبت، بمشاركة رؤساء وقادة الدول الأعضاء، مع غياب الرئيسين الصيني شي جين بينج والروسي فلاديمير بوتين.
ممر لوبيتو
وقال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعلنوا دعمهم لممر لوبيتو الذي يربط شمال غربي زامبيا وجنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية، بأسواق التجارة الإقليمية والعالمية عبر ميناء لوبيتو في أنجولا.
ومن أجل تسريع هذا المشروع، وبالشراكة مع الدول الثلاث في إفريقيا، كشف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن دعمه لتطوير الممر، وذلك من خلال إطلاق دراسات الجدوى لتوسيع خط سكك حديدية جديد بشكل صديق للبيئة بين زامبيا وأنغولا.
وذكر الإعلان الأميركي، أنه "منذ إعلان الرئيس جو بايدن عن استثمارات لتطوير ممر لوبيتو في مايو 2023، تعمل الولايات المتحدة وشركاؤها على تعزيز الجهود لدعم تطور وشفافية قطاع المعادن الحيوي، والذي يمكنه تنويع سلاسل التوريد العالمية للسيارات الكهربائية، وإفادة الاقتصادات المحلية".
وأضاف أن هذا الممر بمثابة "رابط اقتصادي مهم يربط القارة، وبمجرد تشغيل البنية التحتية للنقل التي تربط البلدان الثلاثة بكامل طاقتها، فإن هذا الممر سيعمل على تعزيز إمكانيات التصدير، والتداول الإقليمي للسلع، وتشجيع تنقل المواطنين".
وانضم الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة لدعم تطوير الممر، بما في ذلك تقديم الدعم للحكومات الإفريقية في إطلاق دراسات جدوى لبناء توسعة جديدة لخط سكك حديد، من شرق أنجولا عبر شمال زامبيا.
استثمارات في موزمبيق
وفي إفريقيا أيضاً، وافق مجلس إدارة "مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية" على توفير تمويل يصل إلى 150 مليون دولار أميركي لشركة "تويج" للتنقيب والتعدين، من أجل تمويل الاستثمار في عملية تعدين ومعالجة الجرافيت الخاصة بالشركة في بالاما، موزمبيق.
وسيؤدي هذا الاستثمار، وفق بيان البيت الأبيض، إلى زيادة الإنتاج وتنويع سلسلة التوريد العالمية للجرافيت، وهو معدن مهم لمجموعة من منتجات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة.
كما سيؤدي دعم "مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية" أيضاً إلى إنشاء فرص عمل والاستثمار في البنية التحتية المحلية، مع ضمان معايير بيئية واجتماعية عالية والتي تعد ضرورية للتعدين المسؤول.
وينتظر هذا المشروع موافقة من الكونجرس قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
السلفادور والفلبين
وكشف البيت الأبيض أن "وكالة التجارة والتنمية الأميركية" (USTDA) تعتزم تقديم منحة مساعدة فنية بقيمة 900 ألف دولار أميركي إلى لجنة الموانئ الوطنية في السلفادور لتحديث محطة الحاويات في ميناء أكاجوتلا.
وتهدف هذه المساعدة الفنية إلى "تعزيز الكفاءة التشغيلية والموثوقية والسلامة في أكثر الموانئ البحرية ازدحاماً في البلاد".
كما تعتزم أيضاً تقديم توصيات لنشر الموانئ الخضراء والتقنيات الرقمية، من أجل تقليل استهلاك الطاقة في الميناء، وتقليل تلوث الهواء الناجم عن السفن.
وأشار البيت الأبيض إلى أن "وكالة التجارة والتنمية الأميركية" تخطط لتقديم منحة تمويلية لإجراء دراسة جدوى لدعم وزارة النقل الفلبينية في تقييم جدوى تطوير نظام موسع لإدارة حركة السفن في البلاد.
وبالنظر إلى كونها دولة تتألف من أكثر من 7 آلاف جزيرة، ولديها أكثر من 800 ميناء تجاري، ونشاط متزايد لحركة السفن، فإن مانيلا تهدف إلى توسيع قدرات نظام إدارة حركة السفن لديها، ليشمل الموانئ الرئيسية والمسارات الملاحية.
وستقيم هذه الدراسة جدوى التنفيذ المحتمل في 8 إلى 10 مواقع في البلاد، وتطوير البنية التقنية ومتطلبات البنية التحتية لكل موقع.
توسيع التعاون مع الهند
وأعلنت الولايات المتحدة والهند عن توسيع تعاونهما الاقتصادي ليشمل مجموعة من المجالات.
وذكر الإعلان الأميركي الاهنديل مشترك، أن من بين هذه المجالات توليد الطاقة المتجددة، إذ وافق مجلس إدارة مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية على توفير ما يصل إلى 425 مليون دولار أميركي لتمويل شركة "تي بي سولار ليميتد" الهندية، وهي شركة تابعة لشركة "تاتا المحدودة للطاقة"، لبناء وتشغيل خلية شمسية كهروضوئية ومنشأة لتصنيع الوحدات في تاميل نادو، الهند.
كما سيساعد دعم مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية لشركة "تي بي سولار" الهندية، على دعم الهند في مجال الطاقة النظيفة، وسيساهم في إنشاء سلاسل توريد عالمية أكثر تنوعاً لتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وفق الإعلان.
وسيعمل البلدان أيضاً على تطوير إنشاء منصات استثمارية تهدف لخفض تكلفة رأس المال وتسريع نشر الطاقة المتجددة ومشاريع التكنولوجيا الخضراء الناشئة في الهند.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية، تبادل "الصندوق الوطني للاستثمار والبنية التحتية" في نيودلهي و"مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية" خطابات نوايا لتقديم ما يصل إلى 500 مليون دولار، من أجل تدشين صندوق جديد للاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة.
والتزمت الولايات المتحدة والهند أيضاً على تمويل شراء 10 آلاف حافلة كهربائية في البلاد، في إطار خطة للاعتماد على الطاقات النظيفة.
وكشف الإعلان الأميركي الهندي عن موافقة مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية على تقديم قرض يصل إلى 50 مليون دولار أميركي لشركة "GeneSys Biologics Private Limited"، بهدف تصنيع الأدوية في الهند، ومضاعفة إنتاج الأنسولين بمقدار 10 مرات، بهدف جعله متاحاً وبأسعار منخفضة في الولايات المتحدة والهند وبقية دول العالم.
واتفق البلدان أيضاً على التعاون من أجل تطوير شبكات الجيل الخامس والسادس، من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص في البلدين.