مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العاصمة هانوي، الأحد، تخطط الولايات المتحدة وفيتنام لتعزيز علاقاتهما وصولاً إلى "آفاق جديدة"، لكنها قد تواجه عقبةً بعد كشف صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن وثيقة تشير إلى بدء الحكومة الفيتنامية مفاوضات بشأن صفقة أسلحة جديدة مع روسيا على الرغم من العقوبات الغربية.
وقال بايدن عقب وصوله إلى العاصمة الفيتنامية، إن "واشنطن وهانوي تعمقان التعاون في مجالات التقنيات الناشئة وسلاسل التوريد المهمة وأشباه الموصلات"، كما تعززان الشراكة بشأن "تغير المناخ وحقوق الإنسان".
شراكة استراتيجية شاملة
الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، نجوين فو ترونج، أوضح أن "العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة تم ترقيتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقات مع فيتنام منذ شهور، والتي تعتبرها دولة رئيسية في استراتيجيتها لتأمين سلاسل التوريد العالمية من المخاطر المرتبطة بالصين.
وتحرص واشنطن على رفع مستوى العلاقات مع هانوي التي تعدها شريكاً رئيسياً في المنطقة في وقت يزيد فيه توتر العلاقات بين واشنطن وبكين، ومن ناحية أخرى، يتعين على هانوي أن تقيم رد فعل جارتها القوية.
عشية زيارة بايدن، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير، السبت، إلى أن فيتنام تجري محادثات مع روسيا بشأن صفقة جديدة لتوريد أسلحة، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية.
وكشفت الصحيفة عن وثيقة لوزارة المالية الفيتنامية، تشير إلى أن عملية تمويل الصفقة ربما يتم عبر مشروع نفطي مشترك بين روسيا وفيتنام يقع في منطقة سيبيريا.
وتصف الوثيقة روسيا، بأنها "أهم شريك استراتيجي في مجالي الدفاع والأمن"، فيما قال مسؤول فيتنامي إن قيمة الصفقة "تبلغ 8 مليارات دولار على مدى 20 عاماً".
وذكرت وكالة "رويترز" أن المحادثات تشمل تسهيلاً ائتمانياً تقدمه روسيا إلى فيتنام من أجل شراء أسلحة ثقيلة، من بينها صواريخ مضادة للسفن، وطائرات ومروحيات مضادة للغواصات، وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات والمقاتلات، ووفقاً لوكالة "رويترز".
ولم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفيتنامية على طلبات "رويترز" للتعليق على الوثيقة، التي تظهر أن موسكو تسعى منذ شهور للتوصل إلى اتفاق لتقديم قرض يتفادى العقوبات الغربية، في حين تظهر الوثيقة أن فيتنام تبدي اهتماماً.
وتجري هانوي محادثات مماثلة مع العديد من موردي الأسلحة، بما في ذلك الولايات المتحدة. كما شاركت في عدة اجتماعات دفاعية رفيعة المستوى مع مسؤولين روس كبار خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب "رويترز".
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، للصحافين، الأحد، إن "تعزيز العلاقات مع فيتنام سيشمل بعداً أمنياً"، لكنه أضاف: "لا توجد صفقات أسلحة للإعلان عنها في الوقت الحالي".
وشدد على أن "الولايات المتحدة وشركاءها ربما يعرضون على فيتنام المساعدة في تنويع مصادر الإمدادات العسكرية بعيداً عن الإمدادات العسكرية الروسية".
وأشار فاينر إلى "قبول فيتنام هذا العرض"، موضحاً أن "العرض من شأنه أن يساعد فيتنام على تقليل اعتمادها العسكري على موسكو".
وأعرب مسؤولون فيتناميون عن تفاؤلهم بشأن التحسين المتوقع للعلاقات، على الرغم من المخاوف الأولية بشأن رد فعل الجارة العملاقة، الصين.
وتوقع مسؤولون ودبلوماسيون، أن يزور مسؤولون صينيون بارزون، من بينهم الرئيس شي جين بينج، فيتنام في الأيام أو الأسابيع المقبلة، وسط مساعٍ فيتنامية للحفاظ على علاقات جيدة مع جميع القوى العظمى.
تأتي زيارة بايدن إلى فيتنام في الوقت الذي تنمو فيه العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية، ويحتدم فيه النزاع الإقليمي طويل الأمد بين فيتنام والصين في بحر الصين الجنوبي.
ومن المتوقع أن يجتمع مسؤولون تنفيذيون في شركات جوجل، و"إنتل"، و"أمكور"، و"مارفل"، و"جلوبال فاوندريز"، و"بوينج" مع نظرائهم في شركات التكنولوجيا الفيتنامية، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في هانوي.
وتوقع شخصان مطلعان على الخطط في تصريحات لـ"رويترز"، أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن النادرة خلال زيارة بايدن، التي تنتهي الاثنين.
