رغم الخلاف بشأن "قواعد دبلن".. ألمانيا: مستمرون في استقبال المهاجرين عبر إيطاليا

مهاجرون قادمون من دول إفريقية في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. 16 سبتمبر 2023 - REUTERS
مهاجرون قادمون من دول إفريقية في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. 16 سبتمبر 2023 - REUTERS
فرانكفورت -رويترز

قالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، السبت، إن برلين قررت مواصلة استقبال المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى إيطاليا، عبر البحر المتوسط، وذلك بعد يومين من إعلانها تعليق اتفاق طوعي مع روما لاستقبال وافدين جدد.

وبموجب برنامج تضامني في إطار الاتحاد الأوروبي، تعهدت ألمانيا بمساعدة الدول الأعضاء، مثل إيطاليا، التي تكتظ بالمهاجرين، وذلك من خلال استقبال 3500 منهم، لكنها أعلنت تعليق الاتفاق، الأربعاء قبل الماضي.

واعتبرت ألمانيا أن "روما لا تحترم التزاماتها" بموجب ما تسمى "قواعد دبلن" التي تأتي في إطار الاتحاد الأوروبي، والتي تنظم التعاطي مع طلبات اللجوء في الدولة العضو بالاتحاد الأوروبي عند الوصول للمرة الأولى.

لكن فيزر أوضحت أن وصول آلاف المهاجرين في الآونة الأخيرة إلى جزيرة لامبيدوزا‭‭‭ ‬‬‬الإيطالية الصغيرة يعني أن ألمانيا ستستقبل بعضهم في النهاية.

وأضافت في تصريحات لهيئة  ARD الألمانية "سبب تعليقنا للعملية.. هو أن إيطاليا لم تُظهر أي استعداد على الإطلاق لاستعادة الأشخاص بموجب بروتوكول دبلن. الآن من الواضح بالطبع أننا سنفي بالالتزام الذي أخذناه على عاتقنا بالتضامن".

"صداع للحكومة الإيطالية"

في وقت سابق، الجمعة، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، الاتحاد الأوروبي، إلى التحرك "بمهمة بحرية إذا لزم الأمر"، لمنع المهاجرين من عبور البحر المتوسط ​​من شمال إفريقيا.

وتوعّدت ميلوني باتخاذ إجراءات صارمة رداً على زيادة أعداد المهاجرين الوافدين هذا الأسبوع إلى جزيرة لامبيدوزا، إذ تسبب وصول آلاف المهاجرين في إطلاق الساسة بالمنطقة نداءات للمساعدة.

وتسبب رحلات المهاجرين صداعاً للحكومة اليمينية في إيطاليا التي تولت السلطة في أكتوبر الماضي مع تعهد بالتصدي للهجرة.

وسعت ميلوني، إلى تحسين العلاقات مع تونس التي تنطلق منها الآن معظم القوارب. وفي يوليو، وقعت تونس والاتحاد الأوروبي اتفاقاً يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين.

ويشمل الاتفاق تعهداً بتقديم مليار يورو (1.07 مليار دولار) من أموال الاتحاد الأوروبي لمساعدة الاقتصاد التونسي المتعثر.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، السبت، أن خفر السواحل عثر على طفل حديث الولادة ميتاً على قارب يحمل مهاجرين إلى الجزيرة خلال عملية إنقاذ.

كما لقي 3 أطفال وامرأة حتفهم وتم إنقاذ 21 شخصاً بعد غرق قارب مهاجرين، الأربعاء، قبالة مدينة صفاقس التونسية.

اكتظاظ لامبيدوزا بالمهاجرين

ومنذ بداية العام الجاري، وصل قرابة 126 ألف مهاجر إلى إيطاليا، وهو ما يصل إلى مثلي العدد بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2022، بحسب بيانات وزارة الداخلية الإيطالية. 

ووقع العبء على كاهل لامبيدوزا في الآونة الأخيرة، إذ وصل إليها حوالي 7 آلاف مهاجر منذ الاثنين فحسب، وهو ما يفوق عدد السكان المقيمين بها.

وتقع لامبيدوزا، التي يزيد عدد سكانها قليلاً عن 6 آلاف نسمة، على البحر المتوسط بالقرب من تونس ومالطا وصقلية، وهي أول ميناء يبلغه العديد من المهاجرين الساعين للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات، الأسبوع الماضي، قال رئيس بلدية لامبيدوزا الإيطالية، إن الجزيرة الصغيرة باتت مكتظة بالمهاجرين القادمين  على متن قوارب من شمال إفريقيا.

ويقترب عدد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا من الذروة المسجلة عام 2016 حينما وصل نحو 181 ألفاً و500 مهاجر عبر البحر إلى شواطئها، وفي الفترة ما بين يناير وأغسطس من نفس العام وصل نحو 115 ألف مهاجر، مقارنة بنحو 114 ألفاً و526 مهاجراً في الفترة نفسها من 2023.

توزيع أعباء الهجرة

وفي عام 2020، بدأت مفاوضات بين دول الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى اتفاق من شأنه إيجاد آلية لتوزيع المهاجرين بشكل منصف بين الدول الأعضاء، مثل آلية التضامن الطوعي التي وقّعتها مؤخراً 23 دولة، من بينها ألمانيا، وتتعهد مساعدة الدول المتوسطية الخمس (إيطاليا، إسبانيا، اليونان، قبرص، مالطا) التي يصل المهاجرون إلى شواطئها. لكن هذه الآلية لم تستطع إدارة هذا الملف الشائك.

ويقول مسؤولون في وزارة الداخلية الألمانية، إن برلين استقبلت منذ مطلع العام الجاري، ما يزيد على 1700 مهاجر غير شرعي، من أصل 3500 تعهدت باستقبالهم بموجب الآلية، لافتين إلى أن أكثر من 1000 من بينهم جاءوا من إيطاليا.

وتنظر ألمانيا حالياً في أكثر من 200 ألف طلب للجوء قدّمها مهاجرون منذ مطلع هذا العام حتى نهاية أغسطس الفائت، فضلاً عن استقبالها 1.1 مليون نازح أوكراني منذ بداية الغزو الروسي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات