إجلاء آلاف الأرمن.. وسقوط 200 على الأقل في الهجوم العسكري

علييف يعلن استعادة أذربيجان السيادة على ناجورنو قره باغ

سيارة مدمرة في ستيباناكيرت عاصمة منطقة ناجورنو قرة باغ. 20 سبتمبر 2023 - AFP
سيارة مدمرة في ستيباناكيرت عاصمة منطقة ناجورنو قرة باغ. 20 سبتمبر 2023 - AFP
دبي/يريفان/باكو-الشرقرويترز

أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف، الأربعاء، بدء "قوات الأرمن" تسليم أسلحتها ومغادرة ناجورنو قره باغ، واستعادة بلاده سيادتها على المنطقة بعد عملية عسكرية انتهت بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تدفق فيه آلاف الأرمن على مطار بالإقليم، وأجلت قوات حفظ السلام الروسية أكثر من 3 آلاف شخص منذ بدء الأعمال العسكرية.

فيما قال مسؤول انفصالي أرمني معني بحقوق الإنسان في إقليم ناجورنو قره باغ الأربعاء، إن 200 على الأقل لقوا حتفهم في المنطقة نتيجة الهجوم العسكري الذي نفذته أذربيجان، وأسفر أيضاً عن أكثر من 400 مصاب.

وعرض رئيس أذربيجان على سكان منطقة ناجورنو قره باغ المنحدرين من أصل أرميني وعلى أرمينيا المجاورة أيضاً "آفاق التعاون والمصالحة والتنمية المشتركة" بعد سيطرة قواته على الجيب الانفصالي، حسب قوله.

وقال علييف في خطاب بثه التلفزيون إنه "منذ بدء حرب قره باغ الثانية (عام 2020) عانى أكثر من 300 مواطن أذربيجاني من إرهاب الألغام"، مشيراً إلى أن عملية "نقل ألغام تمت بشكل غير قانوني من أرمينيا إلى منطقة قره باغ، وزرعها في أماكن مختلفة".

وأشار إلى أن بلاده "عرضت الألغام على ممثلي وحدة حفظ السلام الروسية ومركز الرصد الروسي- التركي، وأثيرت حينها مسألة اتخاذ إجراءات جادة".

ولفت إلى أنه نتيجة لذلك "بدأت إجراءات مكافحة الإرهاب والتي تم استكمالها بنجاح"، معلناً "استعادة" بلاده لسيادتها على المنطقة، مشيراً إلى "تدمير جزء كبير من قوات الأرمن المتواجدة بشكل غير قانوني على أراضي الأذربيجان".

وأوضح رئيس أذربيجان أنه "كان هناك أكثر من 100 دبابة وعربة مدرعة أرمينية في ناجورنو قره باغ"، لافتاً إلى أن "القوات الأرمينية بدأت تسليم أسلحتها ومغادرة الإقليم"، لكنه شدد على "أننا لسنا ضد شعب قرب باغ الأرمني، فهم مواطنونا، وإنما ضد قيادته الإجرامية".

"آفاق محادثات سلام"

وأعرب علييف "تقدير" بلاده لعدم سعي أرمينيا التدخل في عملية باكو العسكرية، لكنها ظلت "مراقبة"، معتبراً أن "هذا حسن آفاق محادثات السلام".

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع في أذربيجان، الأربعاء، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في إقليم ناجورنو قره باغ، بوساطة من قوات حفظ السلام الروسية، كما أكدت سلطات الإقليم الأرمينية، موافقتها على مقترح باتفاق الهدنة.

وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية، موافقة قوات الأرمن في المنطقة الجبلية، على "إلقاء أسلحتها والتخلي عن المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع سلاحها بالكامل"، مشيرة إلى الشروع في عملية تسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى جيش أذربيجان.

من جهته، ذكر حكمت حاجييف مستشار السياسة الخارجية لرئيس أذربيجان، في مؤتمر صحافي، أن "نزع السلاح من قوات قره باغ سيزيد من فرص إعادة ضم الإقليم بنجاح، إضافة إلى توسيع آفاق السلام مع أرمينيا"، معتبراً أن "الإقليم غير خاضع لسيطرة باكو منذ 3 عقود".

ونقلت وكالة الأنباء الأرمينية الرسمية عن سلطات إقليم قره باغ، قولها، إنها "وافقت على اقتراح بوقف إطلاق النار قدمته قيادة حفظ السلام الروسية".

وبحسب وكالة أنباء أذربيجان، اتفق الجانبان على أن "تعلن العناصر الأرمينية استسلامها، وتسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة وحل مؤسسات النظام غير القانوني كشرط لوقف إجراءات مكافحة الإرهاب. ويتم التأكد من أن العمليات المذكورة أعلاه يتم تنفيذها بطريقة منسقة مع قوات حفظ السلام الروسية".

وينص اتفاق وقف إطلاق النار كذلك على لقاء ممثلين عن الأرمن في قرة باغ مع السلطات في أذربيجان، الخميس، بحسب وكالة "رويترز" التي نقلت عن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان نفيه مشاركة بلاده في إعداد نص الاتفاق.

لا انتهاك لوقف النار

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن "جنود من قوات حفظ السلام في ناجورنو قره باغ لقوا حتفهم، الأربعاء، بعد تعرض سيارتهم لإطلاق نار"، مشيرة إلى أن "قوات حفظ السلام الروسية كانت عائدة من نقطة مراقبة بالقرب من قرية في أذربيجان عندما تعرضت لهجوم بأسلحة صغيرة".

واحتشد آلاف الأرمن في مطار بإقليم ناجورنو قرة باغ، الأربعاء، حيث يوجد مقر بعض قوات حفظ السلام الروسية بعد أن وافقت قوات الانفصاليين على وقف لإطلاق النار.

وحث الانفصاليون الذين يديرون ما أطلقوا عليها من جانب واحد (جمهورية أرتساخ) السكان في المنطقة وعددهم 120 ألفاً على عدم التعجل بالتوجه لمطار ستيباناكيرت وهو اسم عاصمتهم للإقليم، فيما أظهرت صور من قره باغ، آلاف في المطار بعضهم برفقة أطفال.

ووفقاً لوكالة سبوتنيك للأنباء، أفادت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، بأن قوات حفظ السلام الروسية، أجلت 3154 شخصاً، بينهم 1428 طفلاً، منذ بدء الأعمال العدائية في ناجورنو قره باغ.

وقالت: "قامت قوات حفظ السلام الروسية بإجلاء المدنيين من ماردكيرت ومارتوني وأسكيران، إلى مقر قوات حفظ السلام الروسية"، مشيرة إلى أنه "لم يتم تسجيل أي حالة انتهاك لوقف إطلاق النار في قره باغ".

وحدث التصعيد العسكري، بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.

وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية تفرض قيوداً صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقره باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة.

واتهم قادة الانفصاليين مراراً أذربيجان بأنها تريد تنفيذ تطهير عرقي في قره باغ. وترفض باكو هذه الاتهامات قائلةً إنها "ستحمي حقوق المدنيين المنتمين لعرق الأرمن في المنطقة بموجب دستورها".

تصنيفات

قصص قد تهمك