أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مساء السبت، نشر قوة جوية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، تشمل طائرات B-52H (ستراتوفورتريس)، وذلك وفق بيان رسمي، بهدف "ردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة".
وأشار البيان إلى أن القوات انتقلت من قاعدة مينوت الجوية في ولاية داكوتا الشمالية، مضيفاً بأن هذه المهمة تُظهر قدرة الجيش الأميركي على نشر قواته الجوية في أي مكان حول العالم، في وقت قصير، وكذلك الاندماج في عمليات القيادة المركزية للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين.
وكان آخر وجود للقاذفات الأميركية الجوية (بعيدة المدى) بمنطقة الشرق الأوسط في أوائل عام 2020.
وبحسب البيان، قال الفريق جريغ جويلوت قائد سلاح الجو الأميركي التاسع، إن هذه المهمة تسلط الضوء على قدرات القوات الجوية الأميركية القوية والمتنوعة، وفق تعبيره، والتي يمكن إتاحتها بسرعة في منطقة القيادة المركزية.
وأضاف أن القدرة على تحريك القوات بسرعة داخل وخارج وحول مسرح الميدان للسيطرة وأخذ زمام الامور "هي المفتاح لردع أي عدوان محتمل"، وتابع "تساعد هذه المهام طواقم القاذفات الجوية بالتعرف إلى المجال الجوي للمنطقة ووظائف القيادة والتحكم، وتسمح لهم بالاندماج مع الأصول الجوية الأميركية والشريكة في مسرح الميدان، ما يزيد من جاهزية القوة المشتركة".
وأوضح بيان القيادة المركزية الأميركية، أنه تم خلال المهمة دمج طاقم العمل مع مراكز العمليات الجوية ومع أصول أخرى تابعة للقوات الجوية المركزية مثل طائرات F-15E (سترايك إيجلز) و F-16 (فايتنج فالكونز) وKC-10 (ايكستينديرز) و KC-135 (ستراتوتانكرز).
وأكد البيان أن "القيادة المركزية الأميركية تلتزم بالحفاظ على حرية الملاحة والتبادل التجاري في جميع أنحاء المنطقة وحمايتها". وأردف "لا تسعى الولايات المتحدة لإحداث اي صراع، لكنها لا تزال ملتزمة بالاستجابة لأي طارئ حول العالم".
تعرف إلى قاذفات B-52H الأميركية؟
المقاتلة الأميركية B-52H هي قاذفة قنابل استراتيجية، بعيدة المدى، متعددة المهام، ذات ثمانية محركات، يعود تاريخ صناعتها إلى فترة الحرب الباردة، عندما كان سباق التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً في ذروته، حيث تستطيع هذه القاذفة حمل وإلقاء 32 طناً من القنابل، حسبما ذكر الموقع الرسمي للقوات الجوية الأميركية.
وانطلقت أولى رحلات هذا الطراز من الطائرات في أبريل عام 1952، لكنها دخلت إلى الخدمة في سلاح الجو الأميركي فعلياً في عام 1954، وكانت مصممة أساساً لنقل أسلحة نووية في مهمات الردع خلال تلك الحقبة، وتمتاز بقدرتها على الطيران أسرع من الصوت، وبارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم، كما يمكن أن تحمل الذخائر النووية أو الذخائر التقليدية الموجهة بدقة، مع قدرة ملاحة دقيقة في جميع أنحاء العالم.
ونظراً لميزاتها الفريدة، وانخفاض تكلفة صيانتها، تضطلع مقاتلات B-52H بالعديد من المهام، مثل: الهجمات الاستراتيجية، والإسناد القريب، والاعتراض الجوي، والعمليات البحرية.
وعلى الرغم من أن هذه الطائرة شاركت في العديد من الحروب، إلا أنها لم تُستخدم إلا لغرض إلقاء حمولات من القنابل التقليدية.
ورغم ظهور طائرات عسكرية متطورة، ظلت مقاتلات B-52H منذ 60 عاماً، العمود الفقري لسلاح الجو الأميركي، لاسيما أنها شهدت تحديثات عديدة، ومن المتوقع أن تبقى في الخدمة حتى منتصف القرن الحالي.
وشاركت قاذفات B-52H في عملية "عاصفة الصحراء" ضد الجيش العراقي في عام 1991، وأسهمت أيضاً خلال الحرب الأميركية على أفغانستان والعراق عامي 2001 و2003، ونفذت كذلك العديد من العمليات إبان الحرب على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.