أفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأن الجمهوريين في الكونغرس يراهنون على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سيستوعب خسارته أمام الرئيس المنتخب جو بايدن، بمجرد أن يستنفد طعونه القانونية بالانتخابات، مستدركة أن العكس يحصل.
وأضافت أن ترمب يكثف جهوده لتعطيل نتيجة الانتخابات، على رغم تساقط القضايا التي رفعها أمام المحاكم.
واستدعى الرئيس نواب ولاية ميشيغان إلى البيت الأبيض الجمعة، بعدما تواصل مع مسؤولي الحزب الجمهوري، قبل الموعد النهائي المحدد الأسبوع المقبل، للمصادقة على نتائج انتخابات الرئاسة التي نُظمت في الـ3 من الشهر الجاري.
وتابعت الوكالة أن استراتيجية الحزب الجمهوري لمنح الرئيس وقتاً ومساحة يحتاجهما للإقرار بهزيمته، تتحوّل الآن إلى تحدٍ يُعتبر سابقة لنتيجة الانتخابات، لم تشهدها الولايات المتحدة منذ الحرب الأهلية (1861-1865).
ونقلت عن المؤرخ الرئاسي دوغلاس برينكلي، وهو أستاذ في جامعة رايس بتكساس، قوله: "بلغ الأمر مرحلة ترك فيها الحزب الجمهوري ترمب غاضباً لفترة طويلة جداً. إن ذلك يجعل نجوم المستقبل في الحزب الجمهوري يبدون صغاراً".
واعتبر أن أعضاء مجلس الشيوخ المهادنين للرئيس "سيحملون بصمة قاتمة في إرثهم، بتدليلهم ترمب بعد خسارته".
"لحظة الحقيقة"
وأشارت "أسوشييتد برس" إلى أن المشرعين الجمهوريين سيُواجهون "لحظة الحقيقة" قريباً، إذ يُتوقّع أن تصادق الولايات على نتائج الانتخابات، بحلول الـ8 من ديسمبر المقبل.
وأضافت أن هؤلاء المشرعين يتطلّعون إلى الموعد النهائي لتصويت أعضاء المجمّع الانتخابي في كل ولاية، في الـ14 من ديسمبر، باعتباره موعداً خاصاً بهم لاتخاذ قرار بشأن رئاسة ترمب.
وتابعت أن المشرعين الجمهوريين يعتقدون أنهم يستطيعون حينها، قول ما يردّده كثيرون منهم سراً، أي أن بايدن فاز في الانتخابات.
واستدركت أن ليس هناك ما يضمن نجاح مقامرتهم، إذ إن ترمب يتجاوز حجّة الحزب الجمهوري بأن الأمر يتعلّق بفرز الأصوات القانونية، ووقف الأصوات غير القانونية، إلى محاولة إلغاء النتائج على نطاق أوسع.
وذكرت الوكالة أن أحداً من قياديّي الجمهوريين، في مجلسَي النواب أو الشيوخ، لم يردّ مباشرة عندما سألتهم هل يعتقدون بأن لدى الولايات أي سبب للامتناع عن المصادقة على نتائج الانتخابات.
ترمب وليز تشيني
واستدركت أن النائبة ليز تشيني، ثالث أبرز عضو جمهوري في مجلس النواب، وابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني، قالت إن ترمب يستطيع الاستئناف، إذا كان غير راضٍ عن نتيجة المعارك القانونية بعد الاقتراع.
وأضافت: "إذا لم يتمكّن الرئيس من إثبات هذه المزاعم، أو إثبات أنه سيغيّر نتيجة الانتخابات، عليه أن يفي بقسمه على الحفاظ على دستور الولايات المتحدة، وحمايته والدفاع عنه، من خلال احترام قدسية عمليتنا الانتخابية".
لكن ترمب رفض وجهة نظر تشيني، مذكّراً بمعارضتها سابقاً سحب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق.
وكتب على "تويتر": "آسف ليز، لا يمكن أن أقبل نتائج انتخابات بمئات الآلاف من الأصوات المزوّرة، تكفي بسهولة لقلب (نتيجة) الانتخابات. أنتِ غير سعيدة لأنني سأعيد القوات إلى الوطن، حيث ينتمون!".
لكن السيناتور الجمهوري البارز بات تومي، وهو من ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، اعتبر أن ترمب استنفد "كل الخيارات القانونية المعقولة" للطعن بالنتيجة في الولاية، ولإعلان فوز بايدن. وشجّعه على "قبول النتيجة"، وتسهيل نقل السلطة إلى فريق الرئيس المنتخب.
أما السيناتور الجمهوري جوش هاولي، فلفت إلى أنه لم يكن على دراية بما كان يفعله ترمب، بعد دعوته نواب ميشيغان إلى البيت الأبيض.
وأضاف: "ليست لدي مخاوف بشأنه، وهو يتحدث عن الوضع مع مسؤولين منتخبين". وسُئل هل يستطيع الرئيس قلب نتيجة الانتخابات، فأجاب: "كل شيء ممكن".
50 طريقة لإدارة الاقتراع
وأفادت "أسوشييتد برس" بأن الجمهوريين يعتبرون أن من الأفضل الامتناع عن استفزاز ترمب، خشية أن يفعل أمراً أكثر خطورة، ويؤثرون أن يدعوا الوقت يأخذ مجراه.
وتابعت أنهم ينتظرون تصويت مؤيّدي الرئيس، في انتخابات الإعادة لمقعدَين في مجلس الشيوخ بولاية جورجيا، والتي ستقرر الحزب الذي يسيطر على المجلس في يناير المقبل.
لكن زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس ميتش ماكونيل، قلّل من أهمية النزاع الانتخابي، قائلاً: "نمرّ بهذه العملية في كل انتخابات رئاسية".
ورأى أن الانتخابات ستنتهي، بمجرد مصادقة الولايات على نتائجها، "إذا حدث ذلك".
وتابع: "من أجمل الأمور في النظام الانتخابي الأميركي، أن لدينا 50 طريقة منفصلة لإدارتها. القرارات المتعلّقة بكيفية انتهاء الانتخابات، تحصل في 50 مكاناً مختلفاً"، في إشارة إلى عدد الولايات في البلاد.