قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، إن حملة "الضغط القصوى" التي تطبقها إدارة الرئيس دونالد ترمب على إيران "دفعتها إلى إظهار استعدادها للعودة إلى المفاوضات" من أجل تخفيف العقوبات.
وأشار بومبيو خلال مداخلة له في مؤتمر "حوار المنامة" إلى أن "الصراع في الشرق الأوسط منذ 4 سنوات، أي عند قدوم إدارة ترمب إلى السلطة، "لم يكن بسبب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنما تنظيم داعش، والقيادة في إيران التي تعد الراعي الأكبر للإرهاب على مستوى العالم"، على حد تعبيره.
وأشار بومبيو إلى أن الإدارة الأميركية "بدأت مقاربتها للشرق الأوسط بقيادة الصراع ضد داعش مع 82 شريكاً، ومن ثم القضاء على خليفة داعش (أبو بكر البغدادي)"، لافتاً إلى أنه "مثل نصراً بارزاً وجعل العالم أكثر أماناً".
"الضغط الأقصى"
وقال بومبيو إنه "بمساعدة حلفائنا، عملت حملتنا للضغط الأقصى على عزل إيران دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً".
وشدد على أن الإدارة الأميركية "استهدفت الإطار الأمني لإيران في عناصره الثلاثة، والتي تعتمد على الاستمرار في بناء القدرات النووية، واستعراض منظومة السلاح، وتهديد الشرق الأوسط بصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، كما استهدفت عمليات طهران لتعزيز نفوذها الإقليمي ليس فقط عسكرياً عبر وكلائها، وإنما سياسياً أيضاً".
وأوضح بومبيو أن "الإدارة الأميركية استهدفت بالعقوبات نحو 1500 شخص وكيان إيراني"، لافتاً إلى أن هذه العقوبات "وضعت وكلاء إيران مثل حماس وحزب الله في تقشف كبير".
وقال إن الولايات المتحدة أظهرت "معنى الخطوط الحمراء" عندما صفَّت قائد لواء "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني.
وأكد بومبيو أن الإدارة الأميركية تعرف أن حملة "الضغط القصوى آتت ثمارها" لأن إيران الآن "أظهرت لنا بيأس استعدادها للعودة إلى المفاوضات من أجل إعفائها من العقوبات".
وشدد على أن الإدارة الأميركية تقف مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في مواجهته لـ"الميليشيات المدعومة من إيران"، كما أنها تقف مع الشعب اللبناني في "رفضه لحزب الله"، على حد قوله.
اتفاق "أبراهام"
وقال بومبيو إن "اتفاق أبراهام" بين إسرائيل والإمارات والبحرين الذي تم توقيعه في البيت الأبيض سبتمبر الماضي، "لم يكن ليتحقق لولا حملة الضغط القصوى، والدبلوماسية الأميركية الفاعلة مع شركائها الأقوياء في المنطقة".
وأكد أن الولايات المتحدة "ستستمر في البناء على هذا التقدم"، لافتاً إلى أنه واثق من أن "مزيداً من الدول ستتخذ القرار الصحيح، وستتبع الإمارات والبحرين والسودان".
وقال إن "العمل بناء على الحقائق، وليس الافتراضات الخاطئة، سيجلب السلام والازدهار لجميع شعوب الشرق الأوسط، بما في ذلك الفلسطينيون".
"الأزمة الخليجية"
وأكد بومبيو أن الولايات المتحدة لديها "أمل كبير" في أن "الخلاف مع قطر"، يمكن أن يحل، "لأننا نعتقد أن ذلك مهم للسلام عبر الشرق الأوسط".
وأحجم بومبيو عن التكهن بموعد تحقق مثل هذا الحل، لكنه قال إن واشنطن ستواصل العمل لتسهيل عقد محادثات وحوار من أجل الحل.