وزير الخارجية المغربي: علاقتنا بإسرائيل كانت طبيعية قبل الاتفاق الأخير ولم تتوقف أبداً

ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب - 6 سبتمبر 2020 - AFP
ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب - 6 سبتمبر 2020 - AFP
دبي -وكالات

قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الأحد، إن العلاقات بين المغرب وإسرائيل "كانت طبيعية" حتى قبل اتفاق التطبيع الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس الماضي، مؤكداً أن أن الاتفاق لم يخضع لـ"منطق الصفقة"، بحسب تعبيره.

وفي مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قال بوريطة "من وجهة نظرنا، نحن لا نتحدث عن تطبيع لأن العلاقات كانت أصلاً طبيعية، نحن نتحدث عن استئناف للعلاقات بين البلدين كما كانت سابقاً، لأن العلاقة كانت قائمة دائماً ولم تتوقف أبداً".

وأضاف بوريطة في المقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية أن "العلاقات بين إسرائيل والمغرب مميزة ولا يمكن مقارنتها بالعلاقة التي تجمع إسرائيل بأي بلد عربي آخر".

وتابع "للمغرب تاريخ مهم مع الطائفة اليهودية، تاريخ خاص في العالم العربي. الملك.. والملوك السابقون، بمن فيهم الحسن الثاني، كانوا يحترمون اليهود ويحمونهم. العلاقات بين المغرب واليهود كانت علاقات مميزة لا يمكن إيجاد مثيل لها في أي بلد عربي آخر".

"في خدمة السلام"

وفي آخر حديث لمحطة “أر إف إي” الإذاعية، قال بوريطة إن "السياسة الخارجية المغربية لم تندرج أبداً في نطاق المساومة"، وإنها "لم تخضع قط لمنطق الصفقة"، مشيراً إلى أن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء "لم يحدث مقابل إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل".

وبحسب الوزير، فإن إعادة تفعيل آليات العلاقات مع إسرائيل، "التي كانت قائمة وشكلت منذ سنوات أداة في خدمة السلام والتقارب"، ستخدم القضية الفلسطينية.

وفي مقابلة مع "الشرق"، قال وزير الخارجية المغربي، يوم الجمعة الماضي، إنه "لم تحدث أي مقايضة مقابل التطبيع مع إسرائيل"، مضيفاً "بالنسبة للمغرب، فكرة المقايضة في الصحراء غير مطروحة بتاتاً، حيث إن هناك تضحيات وشهداء. وقد حُسمت مسألة مغربية الصحراء منذ زمن، بحكم القانون من جهة، وبتمسك أهل المنطقة بانتمائهم للمغرب من جهة ثانية".

القضية الفلسطينية

وبشأن القضية الفلسطينة، أكد وزير خارجية المغرب أنها "تحظى بالأهمية لدى الملك والحكومة والشعب في المغرب"، مشيراً ألى أن العاهل المغربي ذكّر كلاً من الرئيسين الأميركي والفلسطيني، يوم الجمعة، بثلاث ركائز لهذا الموقف: "التمسك بحل الدولتين، دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، والتفاوض المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين باعتباره الوحيد الكفيل بتحقيق سلام دائم"، وتابع "وبصفته رئيساً للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، فإن الملك متمسك بالحفاظ على الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وانفتاحها على أتباع الديانات السماوية الثلاث كافة".

وفي معرض حديثه عن أصداء الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء لدى الرأي العام المغربي، اعتبر بوريطة أن "الشعب المغربي يدرك تماماً أن هذا الاختراق الوازن في ملف الصحراء المغربية لم يتم على حساب القضية الفلسطينية، ولكنه سيخدمها من خلال إعادة تفعيل هذه الآليات".

وقال الوزير إن “هذا الاعتراف يأتي ليتوج عملية بدأت منذ أكثر من عامين ونصف العام والتي مكنت من التقدم في هذا الملف والإدلاء بالحجج والصيغ، حتى الوصول إلى النتيجة" التي تجسدت من خلال مرسوم رئاسي أميركي.

وكان ترمب أعلن الخميس الماضي اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، واتفاق تطبيع العلاقات بين المغرب واسرائيل.

واعتمدت الولايات المتحدة منذ السبت خريطة رسمية جديدة للمغرب تضم الصحراء الغربية. 

وأقام المغرب علاقات رسمية مع إسرائيل أواخر التسعينات بعد اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما تعد المملكة المغربية رابع بلد عربي يعلن هذا العام عن اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بعد الإمارات والبحرين والسودان. 

اقرأ أيضاً: