أعرب وزير الدفاع التايواني، تشيو كو تشنج، السبت، عن قلقه من أن تزايد وتيرة الأنشطة العسكرية الصينية حول تايوان في الآونة الأخيرة، يزيد من احتمال "خروج الأحداث عن نطاق السيطرة"، و"وقوع اشتباك عرضي".
وقالت تايوان إن الصين أجرت خلال الأسبوعين الماضيين تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة، شاركت فيها عشرات المقاتلات والطائرات المسيرة، وغيرها من الطائرات وقاذفات القنابل، بالإضافة إلى سفن حربية وحاملة الطائرات الصينية شاندونج.
ورداً على سؤال من الصحافيين على هامش جلسة في البرلمان عن احتمال "وقوع حادث عرضي يثير صراعاً أوسع نطاقاً نظراً لتكرار الأنشطة الصينية"، قال وزير الدفاع التايواني: "هذا أمر يقلقنا للغاية".
وأضاف تشيو، أن "مخاطر الأنشطة التي تشمل الطائرات والسفن والأسلحة ستزداد، ويجب على الجانبين الانتباه".
ولم تعلّق بكين على التدريبات حول تايوان، كما لم ترد وزارة الدفاع الصينية على طلبات للتعليق.
تزايد الأنشطة العسكرية
والأسبوع الماضي، حضت وزارة الدفاع التايوانية الصين، على وقف ما وصفته بـ "السلوك المدمر والأحادي الجانب"، وذلك بعد الإبلاغ عن ارتفاع شديد في الأنشطة العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة، محذرة من أن مثل هذا السلوك قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في التوترات.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية، في بيان، أنها "رصدت، منذ الأحد، 103 طائرات عسكرية صينية فوق البحر، وهو رقم مرتفع في الآونة الأخيرة".
وأضافت الوزارة، أن أنشطة بكين "تسببت في تحديات خطيرة للأمن في المضيق وعلى المستوى الإقليمي"، موضحة أن السلام والاستقرار في مضيق تايوان مسؤولية مشتركة لجميع الأطراف في المنطقة.
وتابع بيان الوزارة: "ندعو سلطات بكين إلى تحمل المسؤولية والتوقف الفوري عن مثل هذه الإجراءات الأحادية المدمرة".
وأظهرت خريطة تايوان لمراقبة الأنشطة الصينية، طائرات مقاتلة تعبر خط الوسط لمضيق تايوان، الذي كان يمثل حاجزاً غير رسمي بين الجانبين حتى بدأت الصين عبوره بانتظام قبل عام، كما حلقت طائرات أخرى جنوب تايوان عبر قناة "باشي" التي تفصل الجزيرة عن الفلبين.
"الأكبر منذ سنوات"
وبالإضافة إلى توغل القوات الجوية بالقرب من تايوان الأسبوع الماضي، أشار مسؤول أمن إقليمي إلى أن الصين أرسلت قبل أسبوعين "أكثر من 100 سفينة بحرية لإجراء تدريبات في المنطقة، بما في ذلك المياه الاستراتيجية في بحر الصين الجنوبي، وقبالة الساحل الشمالي الشرقي لتايوان".
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، أن النشاط "يشكل ضغوطاً على الجميع في المنطقة"، فيما وصف حجم التدريبات البحرية بأنها "الأكبر منذ سنوات".
وأجرت الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، في السنوات القليلة الماضية تدريبات عسكرية منتظمة حول الجزيرة في إطار سعيها لتأكيد مطالبها السيادية والضغط على تايبيه.
كما كثفت بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة، وذلك رداً على ما تسميه "التواطؤ" بين تايوان والولايات المتحدة، فيما ترفض تايوان بشدة مزاعم بكين بشأن سيادة الصين على الجزيرة.