أميركا.. أكثر قرارات العفو الرئاسي إثارة للجدل

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في واشنطن - 8 ديسمبر 2020 - AFP
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في واشنطن - 8 ديسمبر 2020 - AFP
دبي -الشرق

قالت صحيفة أميركية الخميس، إن الرئيس دونالد ترمب، أصدر خلال يومين، عفواً رئاسياً عن عشرات الأشخاص، فيما يرجح أن تتبعها قرارات عفو رئاسي أخرى.

وأشارت "نيويورك بوست"، إلى أن الدستور الأميركي يمنح الرئيس سلطة شبه مطلقة بالعفو عن الأشخاص أو إخراجهم من السجن الفيدرالي، وطوال تاريخ الولايات المتحدة، واجه الرؤساء انتقادات لممارسة هذه السلطة.

ورصدت الصحيفة أكثر 10 قرارات عفو رئاسي، وتخفيف أحكام، إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة.

"المورمون" (1858)

أصدر الرئيس الأميركي جيمس بوكانان عفواً شاملاً عن طائفة المورمون، بمن فيهم زعيمها في الولايات المتحدة بريغهام يونغ، مقابل قبول الأقلية الدينية بسلطة الولايات المتحدة على ولاية يوتا.

أسهم هذا القرار في إنهاء حرب يوتا التي استمرت أكثر من عام ضد السلطات الأميركية، وأسفرت عن خسائر في صفوف المدنيين ووفاة أكثر من 100 مهاجر لا ينتمون إلى الطائفة كانوا في طريقهم إلى كاليفورنيا في مذبحة "ماونتين ميدوز" عام 1857.

وجاء في إعلان بوكانان، أنه كان "يعرض على سكان ولاية يوتا الذين يجب أن يخضعوا للقوانين، عفواً غير مشروط عن الفتن والخيانات التي ارتكبوها".

جنود الكونفدرالية (1865)

في محاولة لإعادة توحيد البلاد بعد الحرب الأهلية، عرض الرئيس أندرو جونسون عفواً رئاسياً عن القوات الكونفدرالية الراغبة في التعهد بالولاء للحكومة الأميركية.

وتقدم أكثر من 13 ألف رجل بطلب العفو وحصلوا عليه، لكن العفو لم يشمل بعض كبار قادة ما يعرف باسم "ثورة العبيد".

يتطلب القسم من الكونفدراليين السابقين، أن يلتزموا أمام الله بدعم والدفاع بإخلاص عن دستور الولايات المتحدة وعن جميع "القوانين والإعلانات التي صدرت خلال التمرد الحالي في ما يتعلق بتحرير العبيد".

الملازم ويليام كالي (1971)

أمر الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1971، بالإفراج عن الملازم ويليام كالي، الشخص الوحيد الذي أدين في مذبحة القرويين عام 1968 على أيدي القوات الأميركية في ماي لاي، جنوب فيتنام.

وأدين كالي لدوره في قتل 22 من القرويين، لكنه لقي تعاطفاً شعبياً واسعاً.

المتهربون من التجنيد (1977)

أصدر الرئيس جيمي كارتر عفواً شاملاً عن المتهربين من التجنيد في حرب فيتنام خلال أول يوم كامل له في منصبه، ما سمح لآلاف الشباب بالعودة إلى الولايات المتحدة من كندا ودول أخرى.

على الرغم من أنها خطوة مثيرة للجدل، فقد أصدر سلف كارتر، الرئيس جيرالد فورد، في عام 1974 عفواً مشروطاً عن الجنود الذين فروا خلال الحرب، وهي جريمة أكثر خطورة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، إذا عملوا لمدة عامين في وظيفة خدمة عامة.

نيكسون (1974)

أصدر الرئيس جيرالد فورد عفواً عن الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في عام 1974، بعد استقالته إثر فضيحة "ووترغيت"، التي تعرف بأنها أشهر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة.

استقال نيكسون عندما بدأ الجمهوريون في التخلي عنه في إجراءات المساءلة. وأكد تسجيل لمكالماته، أن نيكسون أمر بالتستر على عملية سطو على مكتب ديمقراطي.

على الرغم من الجدل الشديد في ذلك الوقت، قال فورد إنه أصدر عفواً عن نيكسون للسماح للأمة بالمضي قدماً بعد فضيحة سياسية كبيرة.

"فالن" (1999 و2017)

أثار كلينتون في عام 1999 غضب نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي، عندما عرض تخفيف عقوبة السجن على 16 عضواً في منظمة "فالن" البورتوريكية، التي فجرت أكثر من 100 قنبلة في السبعينيات والثمانينيات في الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص.

وقال كلينتون، إن أعضاء الجبهة كانوا يقضون عقوبات قاسية بشكل مفرط، وإن أولئك الذين عرض العفو عنهم "لم تتم إدانتهم بجرائم تشمل قتل أو تشويه أي فرد".

وهزت العديد من التفجيرات نيويورك، وقالت زوجة كلينتون، هيلاري، التي كانت تستعد لترشيح نفسها لعضوية مجلس الشيوخ في نيويورك، إنها عارضت الإجراء.

وصوت مجلس الشيوخ بأغلبية 95 مقابل 2، وصوت مجلس النواب بأغلبية 311 مقابل 41 ضد العفو، لكن لم يتم إلغاء هذا الإجراء لأن سلطة العفو الرئاسي مطلقة.

باتي هيرست (2001) 

في آخر يوم له في منصبه، أصدر الرئيس بيل كلينتون عفواً عن يساريين نشطوا في الستينيات والسبعينيات، بمن فيهم وريثة صحيفة "هيرست" باتي هيرست، وامرأتين من أعضاء منظمة "ذا ويذر أندرجرواند" وتعني "الطقس تحت الأرض"، وهي جماعة محلية يسارية توصف بأنها "متطرفة".

وساعدت هيرست، التي اختطفتها جماعة مسلحة عام 1974، مختطفيها لاحقاً في ارتكاب عمليات سطو مسلح. وحُكم عليها بالسجن 35 عاماً، لكن كارتر خفف عقوبتها عام 1979، قبل أن يعفو عنها كلينتون.

كما أصدر كلينتون عفواً في اليوم الأخير عن سوزان روزنبرغ، المدانة بحيازة 740 رطلاً من الديناميت، وليندا إيفانز، المدانة بالمساعدة في تفجير مبنى الكابيتول عام 1971.

روجر كلينتون (2001)

في آخر يوم له أيضاً في منصبه، أصدر كلينتون عفواً عن أخيه غير الشقيق روجر كلينتون، الذي أدين عام 1985 بتهمة تهريب الكوكايين.

وفي وقت لاحق، أوقفت السلطات شقيق الرئيس في عامي 2001 و2016 لقيادته تحت تأثير الكحول.

مارك ريتش (2001)

في أكثر حالات العفو إثارة للجدل في اليوم الأخير، أصدر كلينتون عفواً عن الملياردير الهارب، مارك ريتش، بعد أن تبرعت زوجته السابقة، دينيس ريتش، بسخاء للديمقراطيين.

كان يُنظر إلى العفو على نطاق واسع على أنه رشوة بشكل قانوني. ووصفته صحيفة "نيويورك تايمز"، آنذاك بأنه "إساءة استغلال مؤسفة للسلطة الرئاسية".

فر ريتش إلى سويسرا عام 1983 بعد أن وُجهت إليه تهمة التهرب من سداد ضرائب 48 مليون دولار، وشراء نفط إيراني بقيمة 200 مليون دولار، في انتهاك للحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على طهران خلال أزمة الرهائن عام 1979.

وتبرعت دينيس ريتش بأكثر من مليون دولار للديمقراطيين، تشمل أكثر من 100 ألف دولار، لدعم مسيرة هيلاري كلينتون في مجلس الشيوخ في نيويورك، و450 ألف دولار لمكتبة بيل كلينتون الرئاسية.

تشيلسي مانينغ (2017)

في عام 2017 خفف الرئيس باراك أوباما عقوبة السجن لمدة 35 عاماً على مصدر موقع "ويكيليكس" تشيلسي مانينغ، الذي اعتقل في عام 2010، لإرساله آلاف الوثائق المرتبطة بالحرب في العراق وأفغانستان إلى موقع التسريبات.

وحُكم على مانينغ بالسجن لفترة طويلة بشكل غير معتاد، بعد شهرين فقط من تسريب المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي، إدوارد سنودن، وثائق عن برامج المراقبة الحكومية الأميركية. وفسر الكثيرون عقوبتها على أنها رسالة تحذير للمسربين المحتملين الآخرين.

ويقول منتقدو مانينغ، إنها خاطرت بحياة الجنود والمصادر الأميركية، من خلال السماح لموقع التسريبات بنشر تقارير ميدانية يُحتمل أن تكون حساسة.

وأدين مؤسس "ويكيليكس"، جوليان أسانج، الذي يضغط حلفاؤه على ترمب للعفو عنه، في عام 2019 بموجب قانون التجسس، بتهمة تشجيع مانينغ على إرسال وثائق إليه.