قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية عون ذياب لـ"الشرق"، إن تشغيل سد "إليسو" التركي، لا يؤثر على الحصص المائية الخاصة بالعراق.
وجاءت تصريحات المتحدث في أول تعقيب على إعلان وزير الزراعة التركي بكير باكديميرلي، الخميس، الشروع في توليد الكهرباء من سد "إليسو" بالطاقة القصوى، وسط تقارير عن تأثير ذلك على حصة العراق من مياه نهر دجلة.
وأكد ذياب أن "تشغيل محطة سد أليسو بطاقته القصوى ليس له تأثير" على حصة العراق من مياه نهر دجلة، مشيراً إلى أن" للعراق مخاوف من المشاريع المستقبلية التي تقوم بها تركيا".
وكان وزير الزراعة التركي قال الخميس في بيان نشره على "تويتر"، أن "محطة توليد الكهرباء في سد إليسو تعد رابع أكبر محطة في تركيا"، مضيفاً أن إنتاج الطاقة بالسد الواقع في جنوب شرق البلاد "بلغ كامل طاقته".
وأوضح أنه من المتوقع أن يسهم بنحو 2.8 مليار ليرة (366 مليون دولار) سنوياً في الاقتصاد.
ويبعد السد 65 كيلومتراً عن الحدود العراقية، ويصل عرضه إلى كيلومترين، بارتفاع يصل إلى 135 متراً، في حين تبلغ مساحة حوضه 300 كيلومتر مربع. ويعد السد من أكبر السدود المقامة على نهر دجلة، ويستوعب في حال امتلائه كلياً، ما يقارب 20.93 مليار متر مكعب وهو مشروع كهرومائي.
وأقيم "إليسو" الذي بدأ إنشاؤه عام 2006 على جزء من نهر دجلة المارّ جنوب شرقي تركيا، ويعتبر واحداً من 22 سداً تهدف أنقرة إنشاءها على نهري دجلة والفرات.
وبدأت تركيا ملء خزان السد في يونيو عام 2018، ولكنها أوقفت العملية مؤقتاً بعد أسبوع، نتيجة شكوى عراقية من أسوأ أزمة مائية تعاصرها البلاد.
حصص ثابتة
وجاء قرار تركيا تشغيل السد بعد أيام قليلة من زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى أنقرة الأسبوع الماضي، حيث ناقش مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة قضايا ضمنها "البروتوكول المائي".
وقال الناطق باسم وزارة الموارد المائية العراقية عون ذياب، لـ"الشرق"، إن العراق طالب "بحصص ثابتة ومنصفة وعادلة من المياه في حوض دجلة".
لكنه أشار إلى أنه "لم يجرِ تحديد النسبة المائية الخاصة بالعراق في البروتوكول، وهي متروكة للمفاوضات التي سيجريها الوفد العراقي خلال الزيارة".
ولفت ذياب إلى وجود اتفاق سابق بين الجانبين التركي والسوري، على إطلاق 500 متر مكعب في الثانية، على أن يحصل العراق على نسبة 52% من الإطلاقات، مقابل حصول الجانب السوري على 48%.
شح المياه
وفي مايو الماضي، أعلنت تركيا استعدادها لبدء توليد الكهرباء من سد "إليسو"، بعد سنتين من التوقف.
وفور إعلان تركيا بدء تشغيل أحد توربينات السد الذي يأتي ضمن مشروع جنوب شرقي الأناضول لتحسين أوضاع المنطقة الأفقر والأقل تطوراً في البلاد، سارع العراق إلى تجديد رفضه للمشروع.
وحذر خبراء في السدود من أن يؤدي "إليسو" إلى شح المياه في العراق؛ لأنه سيقلل التدفق المائي في أحد النهرين اللذين تعتمد عليهما البلاد في معظم احتياجاتها من الماء.
وتبلغ حصة العراق من مياه دجلة قبل تشغيل السد 20.93 مليار متر مكعب سنوياً، ولكنها سوف تنخفض بعد تشغيله إلى 9.7 مليار متر مكعب في السنة.