قال مصدر أمني عراقي لـ"الشرق"، الجمعة، إن القوات الأميركية دخلت حالة تأهب في كل قواعدها بالعراق، خصوصاً في محافظات السماوة والديوانية، على خلفية الهجمات الأخيرة على القوات التابعة للتحالف الدولي، في وقت نفت السفارة الأميركية "الإشاعات" التي تحدثت عن إخلائها.
وأضاف المصدر أن "حالة التأهب" تأتي بعد أن تبنت جماعة تطلق على نفسها لقب "قاصم الجبارين"، الهجمات على قوات التحالف، الجمعة.
وبالتزامن مع ذلك، نفت السفارة الأميركية في بغداد، الجمعة، ما وصفتها بـ"الشائعات" التي تقول إنه تم إخلاء السفارة، في أعقاب تعرضها لهجوم صاروخي، الأحد.
وقالت البعثة الدبلوماسية الأميركية في تغريدة على "تويتر": "نلاحظ شائعات تفيد بأنه تم إخلاء السفارة، السفير ماثيو تولر، باقٍ في بغداد، والسفارة تواصل عملها".
وتعرض مجمع السفارة الأميركية في بغداد لأضرار طفيفة من دون وقوع خسائر بشرية، حين سقطت 3 صواريخ كاتيوشا في المنطقة الخضراء، الأحد، حيث توجد مقار البعثات الدبلوماسية في بغداد.
ودان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الهجوم الصاروخي، متهماً "ميليشيات مدعومة من إيران" بتنفيذه، واعتبرها العائق الأكبر أمام إعادة الاستقرار والازدهار للعراق.
جاء الهجوم الأخير، في وقت تستعد فيه واشنطن لأي أعمال انتقامية محتملة من طهران في الذكرى الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني.
هجمات إضافية
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، الخميس، إحباط مخطط لهجوم صاروخي كان يستهدف قاعدة عسكرية أميركية، بالقرب من مطار بغداد، في يناير.
وكشفت الوزارة في وثيقة عن "نية عناصر خارجة عن القانون استهداف قاعدة فيكتوريا العسكرية الأميركية، بالقرب من مطار بغداد، بصواريخ متطورة".
وأضافت الوثيقة أن "تاريخ الاستهداف كان مقرراً في 3 يناير"، مشيرة إلى أن المنطقة التي كان متوقعاً إطلاق الصواريخ منها، هي "قضاء أبو غريب"، غرب العاصمة بغداد.
وقبل ذلك، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إحباط عملية ثانية كانت قيد الإعداد لاستهداف السفارة الأميركية.
وقال الكاظمي إن السلطات العراقية "نفذت اعتقالات ليلة الأحد، واستولت على عدد آخر من الصواريخ ومنصات الإطلاق"، وبذلك أحبطت "عملية ثانية كان يتم الإعداد لتنفيذها".
ترمب يحذر
وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من استهداف سفارة بلاده في بغداد، مشدداً على أنه سيحمّل إيران المسؤولية في حالة سقوط أي ضحايا أميركيين في الهجمات المحتملة.
وقال في تغريدة على "تويتر"، الخميس، إن "سفارتنا في بغداد تعرضت لهجمات صاروخية عدة"، مضيفاً في تغريدته المصحوبة بصور لصواريخ لم تنفجر، أن "3 صواريخ لم تنفجر في هجوم الأحد الماضي".
وأضاف في تغريدته: "نعلم أن هناك هجمات إضافية ضد الأميركيين في العراق، نصيحة ودية لإيران، إذا قتل أميركي واحد فسنحمّلكم المسؤولية، فكروا في ذلك".
في المقابل، نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخميس، تصريحات ترمب من أن طهران كانت وراء الهجوم، وكتب على "تويتر": "تعريض مواطنيك للخطر في الخارج لن يصرف الانتباه عن الإخفاقات الكارثية في الداخل".
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي، في وقت سابق الأربعاء، إن الولايات المتحدة تدرس إغلاق سفارتها في بغداد، بعد سلسلة الهجمات الصاروخية.
وأشار الموقع إلى أن الخطوة التي تأتي ضمن خيارات أخرى تدرسها الإدارة الأميركية، قد ينظر إليها كمقدمة لعمليات انتقام ضد إيران التي تعتبرها الإدارة الأميركية "دولة راعية للإرهاب".
جاء ذلك بالتزامن مع ما نقلته وكالة "رويترز"، بشأن اجتماع لمسؤولي الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، الأربعاء، لبحث خيارات ردع إيران ووكلائها عن مهاجمة العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين في العراق.