تقرير إسرائيلي يفند أسباب انخفاض عدد السكان اليهود

أشخاص يرفعون أعلام إسرائيل والمكسيك أثناء النزول من طائرة مع مهاجرين يهود مكسيكيين آخرين - AFP
أشخاص يرفعون أعلام إسرائيل والمكسيك أثناء النزول من طائرة مع مهاجرين يهود مكسيكيين آخرين - AFP
دبي-الشرق

إثر جدل بعد إعلان انخفاض عدد السكان اليهود في إسرائيل، فندت صحيفة "جيروزاليم بوست" أسباب التغير غير المسبوق في التركيبة السكانية لإسرائيل منذ عام 1948، وربطتها بشكل مباشر بجائحة كورونا وتراجع عدد المهاجرين.

وأفاد مركز سياسة الهجرة (IPC) انخفاض عدد السكان اليهود في إسرائيل إلى أقل من 74%، وتراجع عدد المهاجرين اليهود بمستوى قياسي بلغ 33.8% من إجمالي عدد المهاجرين الجدد.

وصنف المكتب المركزي للإحصاء، الإسرائيليين بواحدة من ثلاث طرق ،" يهودية، وعربية، وأخرى"، على أن تشمل الفئة الأخرى المسيحيين غير العرب، وأولئك الذين ليس لديهم تصنيف ديني في تسجيل المقيم.

وانخفض عدد السكان اليهود في إسرائيل من 74.1% إلى 73.9% ، أي بنسبة 0.2%. ويُعزى سبب الانخفاض في نسبة السكان اليهود (0.1%) إلى الزيادة في عدد السكان العرب، والنصف الآخر يرجع إلى زيادة نسبة السكان من الفئة الأخرى، وفقاً للمركز .

وانخفضت الهجرة إلى إسرائيل بشكل ملحوظ خلال عام 2020، ويعود ذلك بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في الأغلب إلى جائحة فيروس كورونا، في محاولة للحد من انتشار الفيروس، إذ أغلقت إسرائيل حدودها عدة مرات، ومنعت الزوار من الدول الأجنبية في مناسبات مختلفة.

إلى جانب التأثير في صناعة السياحة في البلاد، كان لهذه الخطوة تأثير كبير في الأشخاص الذين يسعون أو يستطيعون الهجرة إلى إسرائيل.

واستمرت نسبة السكان اليهود هذا العام في التقلص بوتيرة سريعة، وقال مدير مركز IPC ، يوناتان جاكوبوفيتش "يجب أن يكون لدى إسرائيل سياسة هجرة مسؤولة، واستراتيجية من شأنها "حماية مصالح إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ".

وتعد (IPC) منظمة غير حكومية إسرائيلية تروج لسياسة الهجرة التي تخدم المصالح الاستراتيجية لدولة إسرائيل بصغتها دولة يهودية وديمقراطية، وفقاً لموقع المركز على الإنترنت.

فتيات يقفن لالتقاط صورة عند النزول من طائرة عند وصولهن مع مهاجرين يهود مكسيكيين آخرين في طريق عودة الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، في مطار بن غوريون الدولي في اللد ، في 11 اغسطس 2020. - AFP
فتيات يقفن لالتقاط صورة عند النزول من طائرة لدى وصولهن مع مهاجرين يهود مكسيكيين لمطار بن غوريون الدولي، 11 اغسطس 2020 - AFP

هجرة يهود إثيوبيا

وعلى الرغم من الأرقام الواردة عن تراجع تشهده هجرة اليهود إلى إسرائيل، أعطت الحكومة الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، الضوء الأخضر للسماح بهجرة ألفي شخص من الإثيوبيين اليهود المعروفين باسم "الفلاش مورا".

وكانت قد أعدت الحكومة الإسرائيلية عام 2015 لائحة مرشحين تضمّ تسعة آلاف إثيوبي مسموح لهم بالهجرة إلى إسرائيل خلال خمس سنوات تحت عنوان لم شمل العائلات.

ولا يستفيد أفراد "الفلاش مورا" الذين يؤكدون أنهم متحدرون من يهود إثيوبيين، من قانون العودة الذي يتيح لكل يهودي خارج إسرائيل الهجرة إليها، والحصول على جنسيتها بشكل تلقائي، بعد أن اعتنقوا المسيحية في القرن التاسع عشر.

اعتبارهم ضمن الشعب

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان سابق بإعادة سائر أفراد هذه الجماعة، معتبراً إياهم من الشعب، كما سبق أن صوّتت الحكومة الإسرائيلية مرات عدة لمصلحة هجرتهم، بما في ذلك خلال فترة بدء تفشي وباء كوفيد-19.

ورحّبت وزيرة الاستيعاب والهجرة الإسرائيلية بنينا تامانو شطا، وهي أصلاً مهاجرة من إثيوبيا، بـ"تصويت الحكومة بالإجماع على أن يستقدم إلى إسرائيل ألفا شخص ينتظرون في إثيوبيا لقاء أقربائهم هنا".

وتعدّ الجالية اليهودية الإثيوبية في البلاد أكثر من 140 ألف شخص، بينهم أكثر من خمسين ألفاً، ولدوا في إسرائيل، ويتحدر معظمهم من جماعات تأخرت السلطات الدينية في إسرائيل في الاعتراف بهم، وهاجر نحو ثمانين ألف يهودي إثيوبي إلى إسرائيل عبر جسرين جويين في عامي 1984 و1991.

أعضاء الجالية الأثيوبية اليهودية يرفعون صورا لأقاربهم خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس في 25 نوفمبر ، 2020 خلال مظاهرة تطالب بإحضار الآلاف من إخوتهم الباقين من إثيوبيا إلى إسرائيل.  - AFP
أعضاء الجالية الإثيوبية اليهودية يرفعون صوراً لأقاربهم خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس في الـ25 نوفمبر 2020 خلال مظاهرة تطالب بإحضار الآلاف من أقاربهم الباقين في إثيوبيا إلى إسرائيل - AFP

في السنوات الأخيرة، نظم هؤلاء سلسلة تظاهرات للتنديد بالعنصرية والتمييز اللذين يواجهونهما وللمطالبة بالسماح لأفراد من عائلاتهم ظلوا في إثيوبيا، بالانضمام إليهم.

وتعارض بعض جمعيات المساعدة لليهود الإثيوبيين، وكذلك قادة المجتمع المحلي هذه الهجرة بحجة أن دولة إسرائيل تواجه صعوبات كافية لدمجهم في المجتمع، وأن الذين بقوا في إثيوبيا ليسوا يهوداً.